و الأخيرة

رئيس مجلس الإدارة
أحمد عصام فهمي
رئيس التحرير
محمود الضبع

5 جهات حكومية تتحمل المسؤلية

بعد هبوط أرضي بالقاهرة الجديدة.. أستاذ تخطيط عمراني يكشف أسبابه وطرق الحد منه

موقع الصفحة الأولى

استفاق أهالي القاهرة الجديدة على كارثة هبوط أرضي، وفجوة كبيرة بحي النرجس، وهو ما أثار حالة من الذعر بين السكان والمارة، وتسبب في تعطل حركة المرور بالمنطقة، وفق ما أفاد به شهود عيان بالمنطقة.

وأظهرت المعاينة الأولية أن الهبوط نجم عن تسريب مياه متزامن من خط لمياه الشرب وآخر لمياه المعالجة، ما أدى إلى تآكل التربة وحدوث الفتحة الأرضية التي بدت بعمق لافت.

وأكد جهاز تنمية مدينة القاهرة الجديدة أن الحادث لم يسفر عن أي إصابات بشرية، ولم يتسبب في تلفيات للممتلكات أو المركبات، مشيراً إلى أن الضرر اقتصر على مساحة محدودة من الطريق.

وأعلن الجهاز قطع المياه مؤقتا عن منطقة رقم 5 ومنطقة رقم 7 بحي النرجس فيلات، لحين الانتهاء من أعمال الإصلاح والمعالجة، مع الدفع بسيارات مياه متنقلة لتلبية احتياجات السكان خلال فترة الانقطاع.

كما تمكنت فرق الطوارئ من تحديد موقع التسريب وإيقافه، وبدأت أعمال الردم وإعادة التأهيل لمنع تكرار الهبوط في المستقبل، وأثار الحادث موجة واسعة من القلق على المنصات، إذ أشار مغردون إلى أن هذا الانهيار لم يكن الأول في الفترة الأخيرة، فيما أكد الجهاز أن العمل يجري على الانتهاء من الإصلاحات في أسرع وقت ممكن وعودة الحركة الطبيعية للمنطقة. 

واقعة حي النرجس ليست الأولى من نوعها لحدوث هبوط أرضي، فقبل بضع ساعات وقع هبوط أرضي في منطقة اللبيني بالهرم، أسفل عمارة بمخز خاص بشركة حلويات مما تسبب في انهيار المخزن بما يحويه من ثلاجات وأجهزة ومعدات.  

ومن قبلها، فقد سبق حدوثها في قلب القاهرة بجوار كوبري التجنيد بمنطقة حدائق القبة في يوليو 2025، حيث شهدت المنطقة شهد هبوط أرضي أسفل كوبرى التجنيد، في اتجاه المحكمة، وتم فرض كردون أمني بمحيط المكان لتأمين المارة وقائدي السيارات.

وأكدت محافظة القاهرة أن سبب الهبوط يرجع إلى مشكلة بخط الصرف الصحي بنفس المكان، وتم إبلاغ شركة الصرف الصحي لاتخاذ الإجراءات اللازمة لإصلاح المشكلة

 أسباب.. وجهات مسؤولة 

حوادث الهبوط الأرضي، لها أسباب عديدة ومتكررة، لكن من المفترض وجود جهات حكومية مخولة بمراقبة البنى التحتية الخاصة بالمدن. 

وفي هذا الإطار أكد الدكتور هشام جادو أستاذ التخطيط العمراني بكلية الهندسة بجامعة عين شمس، أن الانهيار الأرضي أو حدوث هبوط أرضي يعني حركة نزول كميات من الصخور أو التربة في جوف التربة نتيجة خلل التوازن الجيولوجي.

  • وقال الدكتور هشام جادو في تصريح خاص لـ "الصفحة الأولى" : حدوث أي هبوط أرضي يرجع إلى عدة عوامل طبيعية وعوامل أخرى بشرية، أما أبرز الأسباب الطبيعية فهي:
  • الأمطار الغزيرة والسيول: تشبع التربة بالمياه يفقدها تماسكها.
  • الزلازل والاهتزازات: تؤدي لزيادة احتمالات الانزلاق.
  • الانحدارات الشديدة.
  • التعرية والتجوية.
  • تغيرات درجة الحرارة.

وأضاف جادو أن هناك العديد من الأسباب البشرية لحدوث أي هبوط أرضي، وعلى رأسها : 

- القطع العشوائي للجبال.

- إزالة الغطاء النباتي.

- تسربات المياه.

- البناء على منحدرات دون تثبيت.

- سوء التخطيط العمراني.

- مناطق الخطر العالية: المناطق الجبلية – التربة الطينية – مناطق الطرق الجديدة – الأودية والسيول.

وشدد جادو أن هناك مسؤولية مباشرة تقع على كاهل عدة جهات حكومية بمراقبة البنية التحتية لأي مدينة، وعلى رأسها، وزارة الإسكان، من ناحية إعداد خرائط البناء ومد الطرق ومنع البناء في مناطق الخطر ، ووضع الأكواد والشروط الخاصة بالبناء، بالإضافة إلى هيئة الطرق فمن مسؤلياتها فحص الطرق والمنحدرات وتنفيذ الحمايات.

وأشار إلى أن هيئة المساحة الجيولوجية عليها مسؤلية إصدار خرائط المخاطر ورصد النشاط الزلزالي.

وتابع أن المحليات عليها الدور الأبرز في متابعة تراخيص البناء ومراقبة الشبكات الخاصة بالمباشرة والتدخل السريع، بالإضافة إلى شركات البنية التحتية التي يجب أن تتولى الصيانة المستمرة والإبلاغ عن الهبوطات.

وأوضح جادو أن هناك إجراءات للحد من الانهيارات والهبوط الأرضي، بإعداد الدراسات الجيولوجية، والحوائط الساندة، وزراعة النباتات، وإصلاح التسربات، ووضع أنظمة إنذار، مشددا أن الانهيارات الأرضية قد تكون طبيعية أو نتيجة سوء إدارة وأن التعاون ضروري للحد منها 

تم نسخ الرابط