قد نفقدها إلى الأبد
دراسة تحذر من انهيار مقبرة توت عنخ آمون و«الآثار»: الشقوق ثابتة من 100سنة

حذرت تقارير صحفية بريطانية، من تعرض مقبرة الملك توت عنخ آمون، في وادي الملوك بالأقصر، لمخاطر كبيرة تهددها بالانهيار، بعد ظهور شقوق وتصدعات بشكل متزايد في المنطقة المحيطة بالمقبرة، إضافة إلى خطر تسب مياه الأمطار والفيضانات إلى داخل مقابر وادي الملوك.
ونقلت صحيفة ديلي ميل البريطانية تحذيرات لعلماء آثار، من أن الصخور المحيطة بموقع مقبرة توت عنخ آمون، ظهرت فيها العديد من الشقوق، طبقا لدراسة فريق باحثين من جامعة القاهرة، والذين قالوا إنهم رصدوا خط صدع يمتد خلال سقف المدخل وغرف الدفن داخل المقبرة، وذلك الصدع يسمح بتسرب مياه الأمطار إلى الداخل، ما يهدد بتآكل الجدران وتلف الرسومات والجداريات النادرة، داخل أكبر اكتشاف آثري في التاريخ الحديث.
وقالت الدراسة إن مقبرة توت عنخ آمون مبنية من حجر شيل إسنا، وهو من الصخر الطيني الذي يتمدد وينكمش مع تغير مستويات الرطوبة، ما يعني وجود مخاطر التشققات والانهيارات في المقبرة.
وطالب الدكتور سيد حمادة، أستاذ حفظ التراث المعماري بجامعة القاهرة، وهو المؤلف الرئيسي للدراسة، بضرورة التدخل العاجل، وإجراء دراسات علمية دقيقة لتحليل المخاطر المحيطة بمقبرة توت عنخ آمون وسبل مواجهتها، محذرا من أننا قد نفقدها إلى الأبد.
وكشف أستاذ حفظ التراث المعماري بجامعة القاهرة عن أن المقبرة صمدت منذ أكثر من 33 قرنًا، ولكنها حاليا تواجه مخاطر على سلامتها البنيوية، لأن استمرار الضرر وتصاعده يساهم في خفض عمرها المتوقع.
مقبرة توت عنخ آمون
ومن بين المخاطر المهددة لمقبرة توت عنخ آمون، الفيضانات المفاجئة، لأن مقابر وادي الملوك تقع في سفوح الجبال، ما يجعلها في مواجهة المياه الناتجة عن الأمطار الغزيرة، ولفت إلى أن الفيضان الذي شهده عام 1994، مثل نقطة تحول خطيرة في تاريخ المقبرة، ووقتها غطت المياه الطينية غرفة الدفن، تاركة ورائها شقوقا جديدة وزيادة في الرطوبة، كما نمت الفطريات التي أتلفت أجزاء من الجداريات والرسوم عليها.
وتقول الدراسة، إن الشقوق الجديدة الظاهرة حاليا، تتسبب في ضغط شديد على الصخور الهشة التي تتكون منها البنية الأساسية للمقبرة، وحذرت من حدوث ظاهرة معروفة بانفجار الصخور، والتي تعني حدوث تفتت مفاجئ في الكتل الحجرية بسبب الإجهاد الزائد.
كما قال الدكتور محمد عطية حواش، أستاذ ترميم العمارة في كلية الآثار بجامعة القاهرة، إن الجبال المحيطة بمقابر وادي الملوك، يوجد فيها تصدعات واسعة تهدد بانفصال كتل صخرية كبيرة وسقوطها على المقابر الآثرية، ولذلك فإن الكارثة قد تحدث في أي لحظة، مطالبا بالتحرك الفوري واتخاذ إجراءات وقائية وبشكل علمي مدروس، قبل فوات الأوان.
من جانبها، ردت وزارة السياحة والآثار على الدراسة التي حذرت من انهيار مقبرة توت عنخ آمون، وقالت: "هذه الادعاءات غير صحيحة على الإطلاق، وأن المقبرة في حالة جيدة من الحفظ وليست معرضة لأي خطر يهدد سلامتها الإنشائية أو الجدارية”.
وقال الدكتور محمد إسماعيل خالد، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، إن هناك أعمال متابعة دورية منتظمة لحالة مقبرة توت عنخ آمون، بالتعاون مع معهد بول جيتي لحفظ الآثار، الذي يمثل الشريك الأساسي في مشروع حفظ وصيانة المقبرة، مع مشاركة شركاء دوليين آخرين في مجال الحفظ الأثري.
وأكدت وزارة الآثار أن الفحوص العلمية والدراسات الحديثة التي أجراها المعهد، كشفت عن عدم حدوث أي تغيّرات أو تدهور في المقبرة منذ اكتشافها في نوفمبر 1922، كما أن العلامات أو الشقوق الظاهرة على الجدران ليست ناتجة عن تدهور حديث، ولكنها ثابتة ولم تتغير على مدار أكثر من 100 عام.
وكشف تقرير معهد بول جيتي عن أن ما ورد في بعض التقارير الإعلامية الأجنبية، استندت على ورقة بحثية بنيت على افتراضات غير دقيقة ومبالغات في الاستنتاجات، والتي قد تكون ناتجة عن سوء تفسير للبيانات أو نقص في المعلومات، أو خلط بين مقبرة الملك توت عنخ آمون (KV62) ومقبرة أخرى.
كما أشار التقرير إلى أن المقبرة خضعت لأعمال ترميم وصيانة شاملة وفقًا لأعلى المعايير الدولية وبإشراف خبراء مركز الحفظ التابع لمعهد جيتي (GCI)، وأنها تُعد اليوم من أفضل المقابر حفظًا داخل وادي الملوك.