محافظة سوهاج في المقدمة
تفاقم عجز المعلمين بالمدارس.. التعليم: نجحنا في سد 90% من معلمي المواد الأساسية
لاتزال وزارة التربية والتعليم تعاني من أزمة عجز المعلمين في المدارس، خاصة في عدد من المحافظات والمناطق النائية بشكل كبير وعلى رأسها محافظة سوهاج
أزمة عجز المعلمين في المدارس لم تستطع وزارة التربية والتعليم إخفائها حين أعلنت بشكل صريح في أكتوبر 2024 في تصريح رسمي، أن عدد المعلمين يبلغ نحو 1.055 مليون معلّم، و أقرّت الوزارة أن لديها عجز في المعلمين يقدر بحوالى 655 ألف معلّم بحسب تصريحات الوزير في أكتوبر 2024.
ومع بداية العام الدراسي 2025 أعلنت وزارة التعليم أعلنت أنها نجحت فى سدّ نحو 90 % من العجز، في “المواد الأساسية” بالمدارس الحكومية.
النائب أشرف أمين، عضو مجلس النواب، تقدم بسؤال موجه إلى رئيس مجلس الوزراء ووزراء التربية والتعليم والتعليم الفني والتنمية المحلية والمالية، حول استمرار أزمة عجز المعلمين — خصوصا معلمي المواد الأساسية — في عدد من المدارس
وأوضح النائب أن استمرار النقص الحاد في معلمي المواد الأساسية دفع الطلاب إلى الاعتماد على الدروس الخصوصية ومراكز التعليم البديلة، وهو ما يفرض أعباء مالية ونفسية كبيرة على الأسر، ويكشف — بحسب قوله — عن فشل الإدارة التعليمية بالمحافظة في وضع حلول عملية للأزمة.

سوهاج في المقدمة
وأشار “أمين” إلى أن محافظة سوهاج تأتي على رأس المحافظات التي تعاني من أزمة عجز المعلمين وأن أولياء الأمور عبّروا عن غضبهم الشديد عبر مواقع التواصل الاجتماعي، موجّهين عشرات الشكاوى إلى وكيل وزارة التربية والتعليم بسوهاج دون استجابة فعلية، الأمر الذي رفع من حالة القلق لدى الأهالي بشأن مستقبل أبنائهم الدراسي.
وأوضح النائب أن مدرسة عرابة أبيدوس الثانوية بمحافظة سوهاج، على سبيل المثال، تعاني منذ بداية العام الدراسي من غياب شبه تام للمعلمين داخل الفصول.
وأكد النائب أن استمرار عجز المعلمين داخل المدارس يمثل — على حد وصفه — “قنبلة تعليمية” تهدد جودة العملية التعليمية، وتعمّق اعتماد الطلاب على الدروس الخصوصية، مطالباً الحكومة بتحرك عاجل لإنهاء هذا الوضع غير المقبول.
وقدم النائب أشرف أمين خمسة تساؤلات وصفها بـ“الساخنة”، مطالبًا الحكومة برد واضح عليها، وجاءت على النحو التالي:
- كيف يبدأ عام دراسي جديد دون توفير معلمين لمواد أساسية في مدرسة حكومية؟
- أين دور مديرية التربية والتعليم بسوهاج، ولماذا لم تفعل خطط سد العجز المعلنة سنويًا؟
- ما الإجراءات الرقابية ضد المسؤولين الذين تجاهلوا شكاوى أولياء الأمور؟
- لماذا تستمر الوزارة في الاعتماد على حلول مؤقتة رغم إعلان خطط التعيينات منذ سنوات؟
- متى تلتزم الحكومة بتوفير بيئة تعليمية كاملة تمنع لجوء الطلاب للدروس الخصوصية؟
وطالب النائب وزارة المالية بتوفير موارد مالية عاجلة لإتاحة التعاقد الفوري مع معلمين في المدارس التي تعاني من عجز شديد، إلى جانب تفعيل نظام معلمي الحصص لحين تنفيذ التعيينات الدائمة.
كما دعا إلى إعادة توزيع المعلمين داخل محافظة سوهاج وفق الاحتياجات الفعلية للمدارس، بدلاً من التكدس في إدارات بعينها، مع تفعيل لجان متابعة يومية لرصد أي نقص وإبلاغ الوزارة مباشرة.
واقترح النائب إطلاق منصة طوارئ تعليمية على مستوى المحافظات والمراكز والمدن والقرى، تعمل على ربط المدارس المحتاجة للمعلمين بالمتاحين منهم في أقرب نطاق جغرافي، مع إمكانية التعاقد المؤقت مع الخريجين المتميزين من كليات التربية ممن اجتازوا اختبارات الكفاءة، إلى حين استكمال المسابقات الرسمية للتعيينات.

وفي أحدث إحصائية للجهاز المركزي للإحصاء، صادرة في أكتوبر 2025 ، بينت أن عدد المعلمين في مصر يبلغ 1.034 مليون معلم بالتعليم قبل الجامعي (عام- فني- أزهر)، قامو بالتدريس لـ28.9 مليون تلميذ خلال العام الدراسي (2024/2025)، مقابل 1.055 مليون معلم خلال العام الدراسي 2023- 2024، منهم 798.4 ألف معلم بالتعليم العام قاموا بالتدريس لـ23.734 مليون تلميذ خلال العام الدراسي (2024-2025)
أسباب الأزمة
وترجع أسباب أزمة عجز المعلمين إلى عدة أسباب، أبرزها:
- زيادة عدد الفصول والطلاب، حيث ذكرت الوزارة أن عدد الفصول التي استُحدثت بلغ أكثر من 98 ألف فصل دراسي، ما زاد الضغط على المعلمين.
- تقاعد عدد كبير من المعلمين أو الخروج من الخدمة، حيث أن عدد من بلغ سن المعاش أو خرجوا من الخدمة ارتفع، ما يفاقم العجز.
- اعتماد نظام المعلمين بالحصّة أو تعاقدات مؤقتة كحل جزئي لسد العجز، وهو يُعتبر من الحلول المؤقتة.







