و الأخيرة

رئيس مجلس الإدارة
أحمد عصام فهمي
رئيس التحرير
محمود الضبع

أعلى نسبة نجاح بالحرب

فرحة بطعم الدم.. طلاب غزة يتفوقون بالثانوية العامة بين الخيام وتحت الركام

موقع الصفحة الأولى

فرحة بطعم الدم واتهاج يرتدي السواد.. تلك ملامح نتائج امتحانات الثانوية العامة في غزة التي لم يعرف طلابها طعم الفرح في ظل توقف التعليم عامين بسبب الحرب، فضلا عن استشهاد مئات من طلاب الثانوية العامة تحت ويلات القصف الإسرائيلي.  

ففي البداية، الطالبة ضحى أبو دلال تفوقت في اختبارات الثانوية العامة وحصلت على معدل 96.7 ٪؛ لكن الاحتلال قتلها قبل أن تسمع اسمها بين الناجحين، واستشهدت مع 18 فردا من عائلتها في قصف إسرائيلي على مخيم النصيرات، وسط قطاع غزة، نهاية شهر أكتوبر الماضي.

وبصورة أخرى، تحتفل غزة بتفوق أبنائها في "التوجيهي"، بعد الإعلان عن نتائج 31 ألف طالب وطالبة ممن تقدموا لامتحانات الثانوية العامة من مواليد 2007، في دورة استدراكية، عُقدت بعد عامين من الحرب الإسرائيلية على القطاع.

وسرعان ما بثث منصات التواصل الاجتماعي مشاهد لاحتفالات، الطلاب الناجين من الإبادة، بتفوقهم في نتائج "التوجيهي" بين ركام المنازل وخيام النازحين، في صورة تعكس تحدّيهم لأكبر كارثة إنسانية شهدها العالم في التاريخ المعاصر.

وابتهج المتحدث باسم بلدية غزة عاصم النبيه بتفوق أخته في نتائج "التوجيهي" وقال "أختي نسمة الناجية من 5 حروب وإبادة؛ هي الأولى بغزة في الثانوية العامة بنسبة 99.4 في المائة علمي".

وكتب ناشطون أنه رغم حجم الدمار وتغير الأدوار والأولويات، وانهيار الأحلام، وانتشار اليأس نتيجة الوضع الذي خلقته الحرب الإسرائيلية، لم تتضاءل قيمة اهتمام العائلات الفلسطينية في غزة بالتعليم، ولا باحتفالهم بنتائج "التوجيهي".

وذكّر مغردون بما تعرض له قطاع غزة من تدمير ممنهج للمسيرة التعليمية والمدارس على مدار عامين من الحرب الإسرائيلية، إلا أن أبناءه نجحوا في تجاوز الصعوبات والتفوق بامتحانات الثانوية العامة.

شعب لا يقهر

ووسط مشاهد الفرح والاحتفال، قال ناشطون إن فرحة طلاب غزة تؤكد أنه شعب لا يقهر، وأنه لا مكان لمن يعتقد بأنه شعب خُلق للموت والدمار، ولا يحق له الفرح.  

واعتبر ناشطون أنه بعد كل ما حلّ بغزة من دمار وخراب، فإن القطاع يكسر كل التوقعات بصناعة الفرح من بقايا البقايا، مؤكدين أن الفرح يتجاوز التفكير في اليوم التالي.

وأوضح المتحدث باسم وزارة التربية والتعليم صادق الخضور أن نسبة النجاح أعلى من الأعوام العادية رغم الظروف الصعبة التي تمر بها العملية التعليمية.

وقال الخضور إن "نحو 56 ألف طالب وطالبة في غزة مؤهلون للالتحاق بالجامعات موزعين بين طلاب دورتي 2006 و2007".

وأشار الخضور إلى التحضير لعقد دورة جديدة من امتحانات الثانوية العامة قبل نهاية العام الجاري، والتي تشمل الطلبة الذين لم يتمكنوا من التقدم سابقا والراغبين في تحسين معدلاتهم وطلبة الدراسة الخاصة.

ونبّه الخضور إلى أن الوزارة ستبدأ مطلع العام المقبل بتوسيع نطاق التعليم التوجيهي بالتوازي مع استمرار المراكز التعليمية الافتراضية.

تم نسخ الرابط