بعد مصادرة التوك توك .. مصدر دخله الوحيد
«محمد» ابن قرية الطليحات بسوهاج انتحر بسبب مشاجرة لا ناقة له فيها ولاجمل

لم يكن يعلم محمد 33 عاما، أن مشاجرة عادية، لم يكن طرفا أو سببا فيها، ستؤدي إلى انهاءه حياته بيده، متناولا حبة الغلة السامة، بعد مصادرة التوك توك الذي يعمل عليه ويمثل مصدر رزقه الوحيد الذي ينفق منه على زوجته وأمه بعد وفاة والده.، في الحادثة التي هزت قرية الطليحات في مركز جهينة بمحافظة سوهاج.
وفي الصباح الباكر، كان "محمد" يخرج للبحث عن لقمة عيشه، من خلال عمله على توك توك لتوصيل المواطنين بين البلاد والقرى المختلفة، وبينما كان يركب معه عمه، فوجئ باندلاع مشاجرة بين عمه وبين سائق توك توك آخر، وتطور الأمر حتى تدخل جهات الأمن، والتي قررت مصادر المركبتين من طرفي المشاجرة، تحت تصرف النيابة العامة، على ذمة التحقيقات.
"وإنت مالك بالخناقات دي، يابني إنت بتاع أكل عيش وبس"، هكذا كان لسان حال أسرة "محمد"، والذي كان يعتبر عائلها الوحيد، لتزداد الضغوط عليه بعدما فقد مصدر رزقه الوحيد، وهو التوك توك الذي تمت مصادرته في مشاجرة لا ناقة له فيها ولا جمل.
أزمات متلاحقة
وأصبح "محمد" حائرا بين عتاب أمه له، على فقدانه للتوك توك، وبين سؤال زوجته المستمر وإلحاحها في البحث عن حل لهذه الأزمة الطارئة، وكيف سيلبي احتياجات البيت وتكاليف المعيشة والالتزامات المتراكمة عليهم.
وفجرت تلك الأسئلة التي حملت الكثير من عبارات اللوم والعتاب، خلافات عائلية قديمة ومتجددة داخل الأسرة، والتي كان "محمد" يواجهها بشجاعة صابرا محتسبا، ويحاول حلها للتركيز في عمله ورحلة البحث عن لقمة عيشه، كما يؤكد أفراد أسرته لـ «الصفحة الأولى».
وكان "محمد" العائل الوحيد لأسرته، بعد وفاة والده، ولكنه تحمل المسؤولية وتكفل بوالدته، وشقيقاته البنات، حتى زوجهن جميعا، ثم تزوج، وكان يحب العيش في هدوء وفي حاله، كما يقول أهل قريته، لا يحب المشاكل ولا يبحث عنها، ولعل ذلك كان سبب انهائه لحياته بعد تزايد الضغوط عليه.
ففي يوم الاثنين 6 أكتوبر، قرر "محمد" ابن قرية الطليحات في مركز جهينة بمحافظة سوهاج، الانتحار، هربا من الضغوط التي كان يعاني منها، وتناول حبة الغلة السامة، واضعا حدا لكل هذه المشاكل، بالهروب منها ومن الدنيا كلها، ليترك ورائه أمه ثكلى وقد انفطر قلبها حزنا على ابنها، وتترمل زوجته، ويودعه أهل قريته وهم في حالة من الحزن على ابنهم طيب القلب الذي رحل في هدوء كما عاش بينهم في هدوء.