تعددت المهمات والنتيجة واحدة
تعليمات «الحوت الأزرق» القاتلة من الانتحار إلى محاولات إيذاء النفس

حادثة مأساوية شهدتها محافظة الجيزة، تعيد فتح ملف لعبة الحوت الأزرق وباقي الألعاب الإليكترونية القاتلة، بعد انتحار طالب إعدادي بسبب لعبة الموت وفيديوهاتها، لتعود اللعبة المدمرة إلى واجهة الأحداث من جديد، بعدما تعددت حوادث حوادث الانتحار وإيذاء النفس والغير تفيذا لمهمات وتكليفاتها.
وأنهى طالب الصف الثاني الإعدادي حياته في عمر الـ 13 عاما، شنقا داخل غرفته، بعدما مشاهدته لسلسلة من الفيديوهات المرتبطة بلعبة الحوت الأزرق، التي تسببت في جدل عالمي بعد ثبوت خطورتها على المراهقين.
وكانت مديرية أمن الجيزة قد ورد إليها بلاغا بالعثور على جثة طالب مشنوق داخل غرفته في منزل الأسرة التابع لقسم المنيرة الغربية، ليتم نقل جثمان الطالب إلى مشرحة المستشفى، ويتم تحرير المحضر اللازم وإحالته إلى النيابة العامة والتي باشرت تحقيقاتها.
وكشفت التحريات الأولية، عن أن طالب الإعدادي شق نفسه باستخدام حبل علقه في سقف غرفته، وذلك بعد إدمانه مشاهدة فيديوهات لعبة الحوت الأزرق، كان الدافع وراء إقدامه على هذا الفعل، وخلال التقرير التالي، تعرض الصفحة الأولى أبرز حوادث الانتحار وإيذاء النفس والغير تنفيذا لتعليمات اللعبة القاتلة.
وكانت من أشهر حوادث الانتحار بسبب الحوت الأزرق، حالة خالد الفخراني، ابن البرلماني السابق حمدي الفخراني، بعدما أكد أصدقائه أن أزمة نفسية حادة، تسببت في انهائه لحياته في عمر الـ 18 عاما في مدينة المحلة، لتكتشف أسرته بعد ذلك انه كان يلعب لعبة الحوت الأزرق من خلال تطبيق على الموبايل.
وأضاف أصدقائه انه منذ بداية الدراسة، كان منعزل عن الجميع، وكان يقول: "حالتي النفسية وحشة من الدراسة وضغط المذاكرة"، مع وجود مشاكل عائلية كان يرفض الحديث عنها، ولكن الأزمات زادت حدتها في الفترة الأخيرة قبل الحادث، ليظل بالأيام لا يخرج من غرفة نومه.
وفي مدينة المحلة بمحافظة الغربية، تخلص الطفل "ا. أ. ا" وعمره 12 عاما من حياته، شنقا داخل غرفته، ليتم العثور بعدها على فيديوهات لعبة الحوت الأزرق على هاتفه.
وكشفت التحقيقات عن مرور الطفل بأزمة نفسية بعد انفصال والديه، وزواج كل منهما، ليضطر إلى الانتقال للعيش في منزل جده، ويدخل بعدها في عزلة عمن حوله، ليعتقد أقاربه أن ذلك بسبب انفصال الأب والأم، وبعدها اكتشفوا ادمانه للعبة الحوت الأزرق والتي تسببت في إنهاء حياته في النهاية.
وفي الإسكندرية حاولت طالبة في الإعدادية عمرها لم يتخط الـ 15 عاما، الانتحار باستخدام مبيد حشرى، تنفيذا لآخر مهمة طلبت منها في لعبة الحوت الأزرق، والتي اكتشف رسم الفتاة لشعار اللعبة على ساقها.
ووصلت الفتاة إلى مستشفى الجمهورية مصابة بحالة إعياء شديدة، لتتم محاولة علاجها في قسم السموم، بسبب تناولها مبيد حشري بكميات كبيرة، ولكن الطبيبة المعالجة اكتشفت أثناء فحصها رموزا ورسومات خاصة على جسدها الفتاة مثل الوشم، ومنها على شكل حرف p، مم أثار شكوك الطبيبة.
إصابات الحوت الأزرق
وكشف التقرير الطبي عن وجود جرعة كبيرة من المبيد الحشري تناولته الفتاة، إضافة إلى وجود إصابات مختلفة في الجسم وجروح باستخدام آلة حادة على ساقها اليسرى، وهو جرح حدث قبل 24 ساعة من إصابتها بالتسمم.
وقالت الطبيبة إن الفتاة اعترفت لها بلعب لعبة الحوت الأزرق منذ فترة، وأن الجرح الموجود في ساقها، جاء تنفيذا لمهمة من مهمات اللعبة، لتقرر الطبيبة على الفور إبلاغ قوات الشرطة وإبلاغ أسرة الضحية.
وفي الشرقية، انتحر شاب عمره 25 عاما، من عزبة "حوض الندى" بمركز بلبيس، غرقا في الترعة، بعدما ألقى نفسه من فوق الكوبري العلوي.
وقال أصدقائه، إن الشاب كان متزوجا ولديه طفلة، وقبل أن يلقي بنفسه من فوق الكوبري العلوي في ترعة الإسماعيلية، أعطى تليفونه المحمول وكل متعلقاته إلى صديقه، قبل أن يكتب على كتبه على صفحته الشخصية على موقع "فيسبوك": "أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله".
وأشار أصدقاء الشاب إلى أنه أنهى حياته تنفيذا لأوامر لعبة "الحوت الأزرق"، رغم أنه من أسرة ميسورة الحال، ويعيش حياة طبيعية مع زوجته وطفلته.
وفي السويس، شهدت أسرة مأساة كاملة بسبب لعبة الحوت الأزرق، بعدما فوجئ والد شاب عمره 21 عاما، بمحاولته حرق شقيقاته خلال نومهن، وعندما منعه والده وسيطر عليه، صدمه بقوله إنه سيحرقه هو الآخر، وذلك تنفيذا للمهمة رقم 36 للعبة القاتلة.
وقال أصدقاء الشاب إنه أخبرهم بممارسته للعبة الحوت الأزرق، كما كشف لهم عن رسم شعارها على ذراعه باستخدام آلة حادة، وبعدها علموا بمحاولته حرق شقيقاته ووالده، فأخبروا الأسرة بذلك، والذين لم يصدقوا ذلك في البداية، واعتقدوا أنه يعاني من مرض نفسي وقرروا عرضه على بعض الأطباء والشيوخ.
ولكن الشاب اعترف لوالده أنه ينفذ تعليمات "أدمن" لعبة الحوت الأزرق، والذي طلب منه أن يشعل النار في والده وإخوته.
وظهرت لعبة الحوت الأزرق لأول مرة في روسيا عام 2013، وبدأت في لفت الأنظار عالميا بداية من 2016 بعد ارتباطها بالعديد من حالات الانتحار بين المراهقين، حيث يتمثل الخط الرئيسي للعبة في تنفيذ العديد من التحديات التي يتم تداولها من خلال مجموعات مغلقة على وسائل التواصل الاجتماعي، مثل فيسبوك وواتساب، وتستهدف المراهقين من عمر 12 إلى 16سنة.
وتتمثل التحديات في سلسلة من المهام ويصل عددها إلى 50 مهمة، التي تظهر بسيطة في البداية، مثل الرسم على الجسم، ثم تزيد تدريجيا بطلبات عنيفة حتى المهمة النهائية وهي الانتحار، حيث يقف وراء هذه المهام أشخاصا مصابون بأمراض نفسية مثل السادية والميكيافيلية والنرجسية والاعتلال النفسي، والتي تعرف في علم النفس بـ"الرباعي المظلم"، كما أظهرت العديد من الدراسات.
وتتمثل خطورة لعبة الحوت الأزرق، في أنها ليست مجرد تطبيق إلكتروني يمكن حظره أو مراقبته، ولكنها تحدي يدار على مجموعات مغلقة على مواقع التواصل الاجتماعي، بواسطة أفراد لديهم القدرة على السيطرة النفسية على المشاركين، مستغلين تفككهم الأسري، او ثغراتهم العاطفية، أو نقاط ضعفهم النفسية.
وفي عام 2018، حذرت دار الإفتاء المصرية من خطورة لعبة الفيل الأزرق، وقالت غنها محرمة شرعا ومجرمة قانونا، كونها تشتمل على أفعال تؤدي إلى الإيذاء الجسدي والانتحار، وشددت على أن تلك الألعاب لا يجوز الاشتراك فيها، لما تسببه من خطر على النفس والمجتمع.