بعد اندلاع احتجاجات جيل Z
نائبة مغربية لـ«الصفحة الأولى»: الحكومة سبب توسيع الفجوة مع الشباب وغياب الثقة

قالت فاطمة التامني، النائبة في البرلمان المغربي عن تحالف فيدرالية اليسار، إن موجة الاحتجاجات الأخيرة في المغرب، تتميز بأنها تحت قيادة قوة شبابية جديدة، وهي جيل Z المغربي، الذي يعبر بوضوح وشجاعة عن مطالب مشروعة تتلخص في الحق في تعليم عمومي جيد، وصحة في متناول الجميع، وكرامة تليق بالمواطن في وطنه.
وأضافت النائبة في البرلمان المغربي لـ «الصفحة الأولى»، أن هذا الجيل الذي نشأ في زمن الرقمنة والانفتاح، لم يعد يقبل بسياسات الترقيع أو بالوعود الفارغة، وهو يبرهن اليوم على وعي جماعي متقدم، وعلى قدرة كبيرة في التعبئة السلمية والدفاع عن قضايا الشعب، مؤكدة أن ما يرفعه من شعارات ليس ترفا أو نزوة شبابية، بل هو صرخة صادقة تعكس معاناة أسر مغربية بأكملها.
وحذرت "التامني" من أن الحكومة المغربية اختارت مجددا أن تجيب على هذه المطالب بمقاربة أمنية، بدلا من فتح حوار صريح ومسؤول مع الشباب ومع المجتمع، لافتة إلى أن هذا النهج يتسبب في توسيع الهوة وتعميق فقدان الثقة في المؤسسات.
وشددت عضوة البرلمان المغربي، على أن فدرالية اليسار الديمقراطي، تعتبر أن الاستجابة الحقيقية للاحتجاجات الحالية تكمن في إجراءات عاجلة، تتمثل في توجيه الموارد نحو الصحة والتعليم بدل المشاريع غير ذات الأولوية، وضمان تكافؤ الفرص في التوظيف ومحاربة البطالة والهشاشة، والاعتراف بشرعية هذه الاحتجاجات، ووقف كل أشكال التضييق أو الاعتقال بسبب التعبير السلمي.
جيل Z
وأكدت أن جيل Z أطلق رسالة واضحة، وهي أنه يريد العيش بكرامة في وطن يوفر له أساسيات الحياة من تعليم وصحة وشغل، كما أن الكرة اليوم في ملعب الحكومة، وإما أن تنصت بجدية وتستجيب لهذه المطالب المشروعة، أو أن تستمر في تجاهلها وتتحمل مسؤولية ما قد يترتب عن ذلك من احتقان اجتماعي متفاقم.
وتشتعل في المغرب احتجاجات في العديد من المناطق، بقيادة شباب من حركة جيل زد Z، رافعة شعارات للمطالبة بإصلاح منظومتي الصحة والتعليم، والقضاء على الفساد المالي والإداري، وتوفير فرص عمل حقيقية للشباب، كما تؤكد الحركة، ابتعادها عن العنف أو التخريب.
ووصلت الاحتجاجات إلى ذروتها مع وقوع 3 وفيات و354 مصابا، بعد محاولة متظاهرين اقتحام مركز للدرك الملكي في بلدة لقليعة التابعة لضواحي أغادير جنوبي البلاد، حسب إعلان السلطات المغربية.
وقال مصطفى بايتاس، الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية، إن الحكومة منفتحة بالكامل على الحوار مع الشباب، وعلى إعادة النظر في الأولويات، وقال في مؤتمر صحفي: "الحكومة تفاعلت منذ اللحظة الأولى مع هذه التعبيرات الشبابية، وأبدت تفهماً للمطالب والاستماع الكامل إليها، والحوار يتطلب طرفين: الحكومة من جهة، والشباب من جهة أخرى".
وفي نفس السياق، قرر شباب حركة جيل زد Z تنفيذ حملة لتنظيف الشوارع، مساء السبت، في عدد من مدن المغرب، وذلك تعبيرا عن حسن النية والسلمية، كما اعتبر قادة الحركة ذلك رسالة اعتذار موجهة إلى رجال النظافة الذين اضطروا خلال الأيام الماضية لمواجهة آثار أعمال تخريب رافقت بعض الاحتجاجات.
ووصف شباب حركة جيل زد Z المبادرة بـ "المواطنة الفعلية"، الحملة، بأنها من أشكال المسؤولية المشتركة تجاه المدينة والمجتمع، لأن تنظيف الشوارع لا يقل عن الوقفات الاحتجاجية السلمية التي نظمتها خال الأيام الأخيرة".

