معارك أكتوبر والنصر العظيم
معركة حصن بور توفيق.. أخر معارك الحرب لحسم السيطرة الكاملة على شرق القناة
معركة حصن بور توفيق كانت من أشد معارك 6 أكتوبر وأشرسها بي قوات الجيش المصري وقوات الاحتلال، لما يشكله الموقع من أهمية قصوى حيث يقع حصن بورتوفيق في الطرف الجنوبي لقناة السويس بمحافظة السويس، ويُعد أحد النقاط الحصينة في خط بارليف الإسرائيلي، وكان يتحكم في مدخل ميناء السويس ويشكل تهديدًا مستمرًا للمدينة وسكانها.
وكان حصن بور توفيق محصنًا تحصينًا شديدًا، ومزودًا بمرابض مدفعية وأسلحة ثقيلة، ويسيطر على حركة الملاحة والطرق في جنوب القناة، وظل يشكل خطرًا على قوات الجيش الثالث الميداني والمدنيين في السويس بعد عبور القوات المصرية.
و في الأيام الأولى من الحرب 6 أكتوبر 1973، تم تطويق الحصن من قِبل قوات الجيش الثالث، لكن نظراً لقوة تحصيناته، لم يتم اقتحامه مباشرة، وظلت الحامية الإسرائيلية تتحصن داخله وتقاوم، لكن كان لا بد من تطهيره لتأمين العمق المصري وضمان السيطرة الكاملة على الضفة الشرقية جنوب القناة.
تمت عملية الاقتحام في يوم 23 أكتوبر 1973، بعد سريان وقف إطلاق النار الأول، لكن الحصن ظل يرفض الاستسلام، وتسللت قوات الصاعقة المصرية ليلًا واقتحمت الحصن في معركة شرسة استمرت عدة ساعات، واستخدمت القوات المصرية القنابل اليدوية والأسلحة المضادة للتحصينات في قتال متلاحم داخل الحصن، أسفرت العملية عن سقوط كامل الحامية الإسرائيلية بين قتيل وجريح وأسير.
كتيبة صاعقة
ينسب الفضل لنجاح معركة حصن بور توفيق لكتيبة صاعقة مصرية مدعومة بعناصر من الجيش الثالث وأسلحة دعم الذين تسللوا ضد حامية حصينة تضم قوات مشاة إسرائيلية مدعومة برشاشات ثقيلة ومدفعية وملاجئ مضادة للضربات.
وأسفرت نتائج المعركة عن السيطرة المصرية التامة على مدخل السويس الجنوبي، ورفع الروح المعنوية داخل الجيش الثالث المحاصر، و أظهرت المعركة قدرة القوات الخاصة المصرية على تنفيذ مهام نوعية دقيقة حتى بعد وقف إطلاق النار، كانت من أواخر العمليات الهجومية الناجحة في الحرب قبل تثبيت خطوط وقف إطلاق النار.
وترجع أهمية معركة حصن بور توفيق للتأكيد على سيطرة مصر على الضفة الشرقية بالكامل جنوبًا، وتعزيز موقف مصر في مفاوضات ما بعد الحرب، كما أنها اعتُبرت انتصارًا رمزيًا ومعنويًا، خاصة مع دخول الحرب مرحلة المفاوضات.
معركة حصن بورتوفيق تجسيد لقوة التخطيط والدقة في التنفيذ، وتعد إحدى أنجح العمليات الخاصة في حرب أكتوبر، حيث استطاعت قوة محدودة أن تسيطر على تحصين محكم، في معركة قصيرة لكن حاسمة.
