و الأخيرة

رئيس مجلس الإدارة
أحمد عصام فهمي
رئيس التحرير
محمود الضبع

معارك أكتوبر والنصر العظيم

معركة المزرعة الصينية.. بسالة أبطال حرب أكتوبر تسحق شارون على كباري القناة

موقع الصفحة الأولى

معركة المزرعة الصينية كانت من أعنف وأشرس معارك حرب أكتوبر 1973، ووقعت بين الجيش المصري وقوات الاحتلال الإسرائيلي شرق قناة السويس، في الفترة من 15 إلى 17 أكتوبر 1973، ضمن معارك تأمين رؤوس الكباري شرق القناة تحديدًا في نطاق الفرقة 16 مشاة من الجيش الثاني الميداني المصري.

الاسم أطلقه الإسرائيليون، لأنهم وجدوا في الموقع معدات زراعية كتب عليها حروف صينية، فظنوا أن المكان مزرعة أقامها الصينيون، لكنه في الحقيقة كان محطة بحث زراعي مصرية مهجورة قبل الحرب.

بعد عبور القوات المسلحة المصرية في 6 أكتوبر، استقرت على رؤوس الكباري شرق القناة، وحاولت إسرائيل تنفيذ هجوم مضاد لاختراق الصفوف المصرية والتوجه نحو الإسماعيلية.، وكانت "المزرعة الصينية" موقعًا استراتيجيًا يتحكم في طرق تقدم القوات من الشرق إلى الغرب.

في 15 أكتوبر بدأت القوات الإسرائيلية، بقيادة "أرييل شارون" ، محاولة اختراق الدفاعات المصرية في اتجاه المزرعة الصينية لعبور القناة وبدء عملية "الغزالة"، واصطدمت بدفاعات الفرقة 16 مشاة، خاصة اللواء 16 بقيادة "العميد عبد رب النبي حافظ.

وفي 16-17 أكتوبر وقعت اشتباكات عنيفة جداً، واستخدمت القوات المصرية تكتيكات دفاعية مركبة، بما في ذلك كمائن دبابات، مدفعية كثيفة، ونيران مضادة للدروع.

خسارة ساحقة 

 و خسرت إسرائيل في يوم واحد أكثر من 80 دبابة وعشرات القتلى والجرحى، وقامت القوات المصرية بصد الهجوم ومنعت محاولة العبور من هذه النقطة، رغم أن إسرائيل عبرت لاحقًا من منطقة الدفرسوار جنوباً.

وحول نتائج معركة المزرعة الصينية، تكبدت إسرائيل خسائر ضخمة: مئات القتلى والجرحى، تدمير عشرات الدبابات، وفشل مخطط شارون في عبور القناة من هذا المحور.

وأظهرت المعركة بسالة وكفاءة الجنود المصريين في الدفاع، رغم تفوق إسرائيل الجوي والتقني.

وثقت إسرائيل المعركة بأنها الأكثر دموية في حرب أكتوبر، واعترف قادة إسرائيليون بأنهم لم يتوقعوا هذا الثبات من الجنود المصريين، حتى بات المزرعة الصينية رمزًا للبطولة في ذاكرة حرب أكتوبر.

وقال موشيه دايان عقب زيارته للمزرعة الصينية يوم 17 أكتوبر برفقة الجنرال أرئيل شارون: «لم استطع إخفاء مشاعري عند مشاهدتي لها فقد كانت مئات من العربات العسكرية المهشمة والمحترقة متناثرة في كل مكان ومع اقترابنا من كل دبابة كان الأمل يراودني قي ألا أجد علامة الجيش الإسرائيلي عليها وانقبض قلبي فقد كان هناك كثير من الدبابات الإسرائيلية».

ووصف موشيه دايان أيضا في مذكراته قصه لقاءه مع الكولونيل «عوزى يائيرى» قائد قوة المظلات الإسرائيلية التي شاركت في معركة المزرعة الصينية قائلا : «كنت اعرف عوزى جيدا منذ أن كان مديرا لمكتب رئيس الأركان في عهد الجنرال حاييم بارليف وكنت أعرف أنه فقد كثيرا من رجاله في المعركة ولكني لم أتوقع أن أراه على هذه الصورة من الاكتئاب وكان وجهه يحمل علامات حزن تفوق الوصف»

تم نسخ الرابط