و الأخيرة

رئيس مجلس الإدارة
أحمد عصام فهمي
رئيس التحرير
محمود الضبع

معارك أكتوبر والنصر العظيم

معركة الفردان .. كمين مصري أسقط لواء إسرائيلي مدرع فى 15 دقيقة

موقع الصفحة الأولى

كانت معركة الفردان إحدى المعارك الفاصلة فى حرب أكتوبر المجديدة، حيث سجّل الجيش المصري نصرًا عظيما على القوات الإسرائيلية المدرعة في معركة الفردان، التي وقعت في 8 أكتوبر1973 شرق مدينة الإسماعيلية، ضمن ما يُعرف بالهجوم الإسرائيلي المضاد الذي سعت فيه تل أبيب إلى استعادة المبادرة على الجبهة المصرية. حرب أكتوبر
ففي اليوم الثالث من الحرب، كانت الأوضاع في قطاع الفردان تبدو هادئة نسبيًا. وفقًا لتقديرات العدو، فإن منطقة كوبري الفردان لم تكن تحتوى على قوات مصرية، وهو ما شجّع القيادة الإسرائيلية على الدخول بقواتها المدرعة في محاولة لاختراق الدفاعات المصرية والوصول إلى الضفة الشرقية لقناة السويس.
وقامت القيادة الإسرائيلية بالدفع بـاللواء 190 مدرع، بقيادة العقيد عساف ياجوري، وهو أحد ألوية النخبة، لتنفيذ الهجوم باتجاه كوبري الفردان ، وذلك للاستيلاء على نقطة "هيزايون" الحصينة وفتح الطريق أمام مزيد من القوات للتوغل شرقًا. وعلى الجانب المصرى، فقد كان  العميد حسن أبو سعدة، قائد الفرقة الثانية مشاة بالجيش الثاني الميداني، قد أعدّ خطة محكمة تهدف إلى استدراج القوات الإسرائيلية، للتقدم لمسافة 3 كيلومترات داخل مواقع الفرقة، دون أي مقاومة تُذكر في البداية، بهدف خداع العدو وتأكيد اعتقادهم بعدم وجود قوات مصرية في القطاع.

ثلاث جبهات

ووفقا للروايات التاريخية حول معركة الفردان، عند الساعة الثانية عشر ظهرا، دخلت دبابات العدو إلى منطقة الكمين،  لم تطلق القوات المصرية طلقة واحدة  فى البداية، فامتدت قوات العدو على كوبرى الفردان، وعلى بعد ميل واحد من القناة، تحركت القوات المصرية وخرجت من الخنادق التى اعدوها من قبل، وانتشرت انتشارا واسعا وحاصرتهم من جميع الجهات، وفُتحت النيران من ثلاث جهات، وشنت قوات المشاة الميكانيكية، بالإضافة إلى اللواء 24 المدرع الاحتياطي، هجومًا مضادًا منسقًا، بينما تمركزت قوات اقتناص الدبابات على جانبي الممر لضرب قوات العدو من الخلف.
في غضون 13 دقيقة فقط، كانت معظم الدبابات الإسرائيلية قد دُمّرت أو أصيبت، وتم أسر 8 دبابات سليمة بأطقمها، كما وقع العقيد عساف ياجوري، قائد الكتيبة 113  في الأسر، و خسر العدو خلال معركة الفردان ما بين 75 إلى 100 دبابة، بينها دبابات من لواءين مدرعين هما لواء ياجوري ولواء احتياطي آخر بقيادة العقيد نيتكا نائير، وقام الجنرال الإسرائيلي الشهير أبراهام أدان، الذي أشرف على إدارة الهجوم من الفرقة 162، بالاعتراف لاحقًا في مذكراته بأن الهجوم على الفردان كان "خطأ استراتيجيًا"، وأن القوات الإسرائيلية وقعت في فخ مُحكم أدى إلى خسائر فادحة وغير قابلة للتعويض 
وتبين معركة الفردان التفوق والتخطيط العسكري المصري المنسق، حيث استطاعت القوات المصرية تحويل محاولة اختراق إسرائيلية إلى هزيمة قاسية، كما قامت بأسر قائد كبير وهو عساف ياجوري، إضافة إلى خسارة هذا العدد من الدبابات،  وفضح زيف أسطورة "الجيش الذي لا يُقهر" التي روجت لها إسرائيل قبل وأثناء الحرب.

تم نسخ الرابط