تجربة تليق بالفراعنة
الحكومة تعلن الطوارىء.. 30 يوما تفصل مصر عن افتتاح أكبر متاحف العالم

تواصل مصر استعداداتها المكثفة للحدث التاريخى الأكبر وهو افتتاح المتحف المصري الكبير، والمقرر افتتاحه رسميًا في الأول من نوفمبر المقبل. وتشهد البلاد حالة استعداد شامل، بإشراف مباشر من الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي عقد اجتماعًا مع الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، ووزير السياحة والآثار شريف فتحي، لمتابعة آخر مستجدات التجهيزات التنفيذية واللوجستية المتعلقة بحفل الافتتاح.
ووفقًا للمتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، فإن كافة أجهزة الدولة تعمل بتناغم تام لضمان تنظيم حدث عالمي استثنائي يليق بحضارة مصر العريقة،و يشمل الاستعداد تطوير المداخل المؤدية إلى المتحف، وخاصة طريق الفيوم عند مدخل الأهرامات الجديد، وتحسين المنطقة المحيطة بالمتحف والطريق الدائري، فضلاً عن مشروع تحسين الهوية البصرية للمنطقة بأكملها.كما أكد المتحدث أن الاحتفالية ستكون «رسالة سلام إلى شعوب العالم»، تنطلق من أرض الكنانة، مهد الحضارات، لتؤكد أن مصر بلد الأمن والاستقرار.
وضمن الاستعدادات النهائية للافتتحاية ، قررت وزارة السياحة والآثار غلق قاعة الملك توت عنخ آمون بالمتحف المصري بالتحرير اعتبارًا من 20 أكتوبر المقبل، لاستكمال نقل آخر القطع الأثرية الخاصة بالملك الذهبي إلى المتحف المصري الكبير، كما تم توقيع بروتوكول تعاون بين وزارتي السياحة والآثار، والبيئة، لإعلان المتحف المصري الكبير كمتحف صديق للبيئة. ويشمل البروتوكول تطبيق معايير وممارسات بيئية حديثة، منها استخدام أدوات صديقة للبيئة، وتقديم برامج توعوية، وعرض أفلام ومطبوعات بيئية، إلى جانب الترويج للسياحة البيئية.
وتواصل الدولة أعمال التطوير والتجميل في المنطقة المحيطة بالمتحف، بما في ذلك إنشاء ممشى سياحي عالمي يربط المتحف بمنطقة الأهرامات، وتصميم مسارات بيئية حديثة تعكس الطابع الحضاري والتاريخي للموقع. كما تم الانتهاء من زراعة النخيل والأشجار، وتركيب شبكات الري والإنارة، واستكمال مد الكابلات الكهربائية، في إطار خطة لتحويل المنطقة إلى وجهة سياحية متكاملة.
ومن ضمن خطة الاستقبال الرسمي للوفود،فقد تم رفع كفاءة مرافق مطار سفنكس الدولي، مع توجيه تعليمات مشددة بضرورة حسن استقبال الضيوف والزوار الدوليين، وتوفير جميع التسهيلات والخدمات. وتم الانتهاء من تأثيث الفنادق القريبة، وتجهيز خدمات الاستقبال، وتنسيق الإجراءات الأمنية والبروتوكولات الرسمية، مع إرسال الدعوات إلى رؤساء الدول، الملوك، والدبلوماسيين لحضور حفل الافتتاح.
حجر الأساس
كما أعلنت إدارة المتحف إغلاقه أمام الجمهور من بداية 15 أكتوبر 2025، وذلك لإتمام الأعمال اللوجستية والتنظيمية النهائية، وضمان تجربة افتتاحية تليق بالمكانة التاريخية للمتحف. خلال فترة الإغلاق هذه، سيتم تنفيذ تجارب تشغيل شاملة لجميع أنظمة المتحف، بما فى ذلك الكهرباء، التكييفات، الإضاءة، المصاعد، وأنظمة العرض المتحفي، لضمان جاهزية المنشأة بالكامل. ويتم ايضا عقد اجتماعات دورية للجنة العليا المنظمة للافتتاح، بمشاركة وزارات السياحة والآثار، الداخلية، النقل، الثقافة، الإعلام، والأجهزة الأمنية، لمتابعة تنفيذ المهام بدقة، بما يشمل تحسين البنية التحتية، تجميل المداخل، وتطوير وسائل النقل والربط المروري، إلى جانب تعزيز وسائل النقل العام التي تربط المتحف بالمحاور الرئيسية والمواصلات الحديثة.
كما يجري التنسيق مع الجهات الأمنية المختصة لتأمين المتحف والمنطقة المحيطة به، عبر كاميرات المراقبة، أنظمة مكافحة الحرائق، خطط الإخلاء، والتدريب على الطوارئ، لضمان السلامة الكاملة للزوار.
وفي إطار الترويج للحدث، تم إطلاق حملات إعلامية واسعة داخل مصر وخارجها، بالتعاون مع شركة المتحدة للخدمات الإعلامية، لتسليط الضوء على أهمية افتتاح المتحف المصري الكبير كأعظم مشروع ثقافي أثري في القرن الحادي والعشرين.ومن المقرر تنظيم عروض ثقافية، وحفلات موسيقية وفنية كبرى، ضمن البرنامج الرسمي للافتتاح، الذي يُتوقع أن يشهد تغطية إعلامية عالمية غير مسبوقة.
بدأت فكرة إنشاء المتحف في تسعينيات القرن الماضي، وفى مطلع عام 2002 تم وضع حجر الأساس للمتحف، ويطل المتحف على اهرامات الجيزة، وفي عام 2005 بدأت أعمال البناء، وفي 2016 صدر قرار رئيس مجلس الوزراء بإنشاء هيئة المتحف المصري الكبير، تبعه القانون رقم 9 لسنة 2020، الذي أعاد تنظيم الهيئة كهيئة عامة اقتصادية تتبع الوزير المختص بالآثار،ویبلغ إجمالي مساحة المتحف حوالى 500 ألف متر مربع ویغطي المبنى نحو 168 ألف متر مربع، ویضم نحو 100 ألف قطعة أثریة یتم عرضھا للعالم لأول مرة، في مقدمتها المجموعة الكاملة لكنوز الملك توت عنخ آمون، التي تُعرض لأول مرة مجتمعة منذ اكتشاف مقبرته عام 1922، إلى جانب مقتنيات الملكة حتب حرس ام الملك خوخو، ومراكب الملك خوفو، ومجموعات أثرية تغطي فترات زمنية تمتد من ما قبل الأسرات وحتى العصرين اليوناني والروماني، ويُعد المتحف المصري الكبير مشروعًا ثقافيًا وترفيهيًا متكاملًا، لا يقتصر على العرض المتحفي، بل يشمل متحفًا للأطفال، مركزًا تعليميًا، قاعات عرض مؤقتة، سينما، مركز مؤتمرات، وحدائق، إلى جانب مناطق تجارية تضم مطاعم ومقاهي ومتاجر للهدايا. وفي أبريل 2021، تم توقيع عقد تشغيل خدمات الزائرين مع تحالف حسن علام الذي يضم شركات محلية وعالمية في مجالات الإدارة والتسويق والضيافة والجودة.