نائب يطالب بتوفير بدائل للمواطنين
الحكومة اكتفت بالتحذير.. تحركات المحافظات مع أزمة أراضي طرح النهر وتضرر الأهالي
اكتفت الحكومة بإطلاق التحذيرات لأهالي أراضي طرح النهر في المحافظات التي غمرت فيضان النيل أراضيها، حيث دعت محافظتا المنوفية والبحيرة، المواطنين المقيمين بـ"طرح النهر"، لإخلاء منازلهم.
وقالت وزارة الموارد المائية والري، إن الأراضي التي غمرتها المياه أخيرا هي بطبيعتها جزء من أراضي "طرح النهر" التي اعتاد النهر استيعابها عند زيادة التصرفات المائية عبر العقود الماضية، غير أن التعديات عليها بزراعات أو مبان بالمخالفة أدت إلى وقوع خسائر عند ارتفاع المناسيب.
أراضي "طرح النهر" تعرف أنها أراضٍ منخفضة، تقع ضمن حرم النهر، وتكون عرضة للغمر مع زيادة التصرفات المائية.
ونفت الري، في بيانها، أنباء ترددت على مواقع التواصل الاجتماعي عن غرق محافظات، وقالت إن الأمر يقتصر على غمر بعض أراضي طرح النهر، وطمأنت المواطنين بأن إدارة موارد مصر المائية تتم بكفاءة عالية وبصورة مدروسة تراعي جميع الاحتمالات.
وربطت الري، بين فيضان نهر النيل هذا العام، وتصرفات (أحادية متهورة) من جانب إثيوبيا في إدارة سد النهضة، مؤكدة أن هذه الممارسات تفتقر إلى أبسط قواعد المسؤولية والشفافية، وتمثل تهديداً مباشراً لحياة وأمن شعوب دول المصبّ، وتكشف زيف الادعاءات الإثيوبية المتكررة بعدم الإضرار بالغير.
إجراءات المحافظات
وحول أبرز الإجراءات التي اتخذتها المحافظات، فقد أصدرت محافظات مثل المنوفية والبحيرة تحذيرات رسمية لسكان أراضي طرح النهر بضرورة إخلاء منازلهم ومزارعهم لتجنّب الخطر الناتج عن ارتفاع المياه، و في المنيا، وجه المحافظ رؤساء الوحدات المحلية بالتنسيق مع الري وحماية النيل لحصر الأراضي المعرضة واتخاذ احتياطات عاجلة.
محافظة المنوفية، حذرت في بيان، مساء الخميس، المواطنين والمزارعين المقيمين بأراضي "طرح النهر" من زراعة أي محاصيل حالياً، وطالبتهم بسرعة إخلاء المنازل حفاظاً على سلامتهم. كما وجّهت محافظة البحيرة برفع درجة الاستعداد والجاهزية، واتخاذ التدابير الوقائية العاجلة، وحصر كل مناطق "طرح النهر" الواقعة على النيل، مع اتخاذ الإجراءات اللازمة للحد من ارتفاع منسوب المياه.
وجاءت تحركات الجهات المحلية في البلاد بعد أن أكد رئيس الوزراء مصطفى مدبولي، توجيه "إنذارات للمحافظين لإبلاغ المواطنين بزيادة منسوب المياه في أكتوبر الحالي"، مشيرا أن تصريف مياه يفوق المعدلات المتوسطة قد يؤدي إلى غمر مناطق طرح النهر والعشش، خصوصاً في محافظتي المنوفية والبحيرة.
وعلى صعيد اخر نشرت مواقع التواصل الاجتماعي، استغاثات من مواطنين تعرضت أراضيهم ومنازلهم للغرق في المنوفية، وناشدوا الجهات المعنية سرعة التدخل.
تعامل الحكومة
ومن جانبه أكد النائب محمد عبدالله زين الدين، عضو مجلس النواب، أمين حزب مستقبل وطن بالبحيرة، أن تصريحات رئيس مجلس الوزراء، الدكتور مصطفى مدبولي، التي حذر فيها من احتمالية غمر بعض مناطق أراضي طرح النهر بالمياه في محافظتي المنوفية والبحيرة، خلال الفترة المقبلة، بسبب ارتفاع منسوب مياه النيل إثر الفيضان المتزايد، تتطلب من الحكومة الاستعداد الجيد للتعامل معها.
وشدد زين الدين، في تصريحات صحفية له اليوم، على المحافظين وكل المسئولين، العمل على توفير كل الاحتياجات اللازمة للتعامل مع هذا الحدث، لطمأنة أهالي المنوفية والبحيرة، لاسيما في ظل ما شهدته بعض المناطق منذ أيام.
وطالب النائب، الحكومة، بضرورة توفير بدائل للمواطنين المتضررين في تلك المناطق، خاصة وأن هذه الأراضي تمثل مصدر رزق أساسي لآلاف الأسر، كما أن هناك بعض المواطنين المقيمين عليها، وهو ما يتطلب الاستعداد بشكل استثنائي.
وأشار محمد زين الدين، إلى أن أزمة غرق أراضي طرح النهر ممتدة وتتكرر سنوياً، مع بداية موسم الفيضان أو ارتفاع منسوب المياه، مما يؤدي إلى تلف المحاصيل في كثير من الأحيان، وتكبد المزارعين خسائر كبيرة، وهو الأمر الذي يتطلب من الحكومة وضع عدد من الحلول للتخفيف من حدة الأزمة.
أسباب مركبة
أستاذ الموارد المائية بـ"المركز القومي للبحوث" أحمد فوزي دياب، أكّد أن ما تعرضت له بعض الأراضي والمنازل القريبة من نهر النيل يرجع إلى أسباب مركبة، من بينها زيادة معدلات الأمطار في نهر عطبرة والنيل الأبيض خلال الأيام الماضية، إلى جانب اتجاه إثيوبيا لخفض مناسيب المياه في (سد النهضة) وتصريف المياه بكميات وصلت إلى 700 مليون متر مكعب في اليوم الواحد.
وقال إنه مع انخفاض مناسيب المياه في نهر النيل خلال السنوات الماضية، التي تأثرت سلبا بتشييد "سد النهضة"، اتجه مواطنون للبناء في مناطق "طرح النهر".
