عينة إيجابية واحدة من 419 سائق
عقوبات صارمة تطارد سائقي الحافلات المدرسية المتعاطين للمخدرات.. وأبرز الجهات المسئولة
مع انطلاق العام الدراسي، يتزايد قلق أولياء الأمور من تعاطي سائقي الحافلات المدرسية للمخدرات مما يهدد حياة أبنائهم، وكشف صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي عن نتائج حملات الكشف المبكر عن تعاطى المواد المخدرة بين سائقي الحافلات المدرسية، حيث تم تنفيذ 28 حملة في أول أسبوع من العام الدراسي الجديد 2025 / 2026 بالتعاون مع الإدارة العامة لمكافحة المخدرات والإدارة العامة للمرور، والإدارة المركزية للأمانة العامة للصحة النفسية بوزارة الصحة والإدارة المركزية للأمن بوزارة التربية والتعليم.
وقال الصندوق في بيان له: "تم الكشف على 419 سائق في 5 محافظات " القاهرة والجيزة والقليوبية والإسكندرية والشرقية" وتبين إيجابية العينة لسائق واحد فقط يتعاطى مخدر الحشيش، مشددا أن من يثبت تعاطيه للمواد المخدرة يتم اتخاذ إجراءات رادعة وإحالته إلى النيابة العامة بتهمة القيادة تحت تأثير المخدر بجانب التنسيق مع وزارة التربية والتعليم لفصله من العمل.
جهات مسؤولة
وتكمن خطورة تعاطي سائقي الحافلات المدرسية للمخدرات، في تهديد حياة المئات من طلاب المدارس خاصة مع ثبوت حالات عديدة خلال الأعوام الماضية تنذر بالخطر، فخلال العام الدراسي الماضي 2024‑2025 ، تم فحص 2608 سائق باصات المدارس خلال أول 5 أسابيع من العام الدراسي ، في عدد من المحافظات، وكشفت عمليات الفحص عن تعاطي 17 سائقا لمواد مخدرة (مثل الحشيش، المورفين، الترامادول، الشابو)، وتم اتخاذ إجراءات ضدهم عبر فصلهم من المدارس، وإحالتهم إلى النيابة العامة بتهمة القيادة تحت تأثير المخدر.
وتقع مسؤولية سلامة طلاب المدارس على عدة جهات حكومية ومجتمعية، أبرزها وزارة الداخلية ممثلة في الإدارة العامة للمرور، و مكافحة المخدرات، بضرورة إجراء تحليل المخدرات العشوائي على سائقي الحافلات المدرسية، ومن ثم تحرير محاضر وتعليق الرخص في حالة ثبوت التعاطي، التحفظ على السائق وتحويله للنيابة العامة.
كما أن وزارة التربية والتعليم، عليها دور هام في الإشراف على التعاقد مع شركات النقل المدرسي، والتأكد من سجلات السائقين وخلوهم من أي سوابق، والتنسيق مع أولياء الأمور حال وجود مخالفات، واتخاذ قرار بإيقاف التعامل مع الشركة في حال تكرار المخالفات.
كما يتحمل صندوق مكافحة وعلاج الإدمان التابع لوزارة التضامن الاجتماعي، مسؤلية سلامة الطلاب، بضرورة إجراء حملات تحليل مخدرات مفاجئة بالتعاون مع الجهات الأمنية وليست مرة واحدة ، توفير برامج تأهيل وعلاج طوعي للمخالفين، وإصدار تقارير دورية يتم رفعها لوزارة التعليم.
أما المدارس الخاصة والدولية تقع عليها مسؤولية مباشرة في اختيار شركات النقل والسائقين بعناية، توقيع عقود تلزم الشركات بتقديم سائقين مؤهلين وخاضعين لتحاليل دورية، وإخطار الجهات المختصة فور الاشتباه في أي سلوك غير طبيعي من السائقين.
عقوبات صارمة
وحول العقوبات المفروضة على من يثبت تعاطيه للمخدرات من سائقي الحافلات المدرسية، يرى الدكتور ابراهيم عبيد أستاذ القانون الجنائى كلية الحقوق جامعة القاهرة، قانون العقوبات حدد من خلال المادة 96 من قانون الطفل والمادة 1 و2 من قانون المرور، عقوبة الحبس من سنة إلى 3 سنوات، وغرامة مالية من 10,000 إلى 50,000 جنيه، تُشدد العقوبة إذا تسبب السائق في إصابة أو وفاة طالب.
وأكد أن قانون المرور له الحق في سحب رخصة القيادة نهائيًا أو لمدة لا تقل عن سنة، وإلغاء التصريح بقيادة مركبات النقل المدرسي.
وأوضح عبيد في تصريحات لـ "الصفحة الأولى" أن هناك عقوبات إدارية أخرى قد تطال سائقي الحافلات المدرسية، مثل الإدراج على قائمة الممنوعين من العمل في المؤسسات التعليمية لدى وزارة التربية والتعليم، و الفصل الفوري من العمل بدون تعويض، فضلا عن مساءلة الشركة الناقلة عن أي تقصير في الفحص الدوري للسائقين.
توسيع الحملات
جدير بالذكر، أن صندوق مكافحة وعلاج الإدمان، أكد أن الصندوق مستمر في تكثيف حملات الكشف المبكر عن تعاطى المواد المخدرة بين سائقي الحافلات المدرسية طوال فترة الدراسة والتوسع في تنفيذ الحملات لتشمل المحافظات المختلفة، وذلك لإجراء تحاليل الكشف عن المخدرات للسائقين داخل مقر المدارس، ومن يثبت تعاطيه للمخدرات، يتم إحالته للنيابة العامة لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة ويأتي ذلك بالتوازي مع استمرار تكثيف حملات الكشف على الطرق السريعة.
وشدد أنه جارى أيضا التوسع في الحملات باستهداف الكشف على سائقي حافلات نقل طلاب الجامعات والمعاهد العليا الخاصة وكذلك سائقي الحافلات الذين ينقلون طلاب المدارس الحكومية، لافتًا إلى أنه يتم إخطار وزارة التربية والتعليم بنتائج العينات التوكيدية لاتخاذ إجراءات الفصل لمن يثبت تعاطيه للمخدرات مع تحرير محاضر وإحالتها إلى النيابة بتهمة القيادة تحت تأثير المخدر.
وفى نفس السياق يتلقى الخط الساخن لصندوق مكافحة وعلاج الإدمان " 16023 " الشكاوى من أولياء أمور الطلاب والأسر حول اشتباههم في تعاطي سائقي الحافلات المدرسية، وسيتم نزول حملات مفاجئة للكشف على السائقين، ومن يثبت تعاطيه للمواد المخدرة سيتم فصله من المدرسة، وأيضًا تحرير محضر وإحالته للنيابة لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة."
