و الأخيرة

رئيس مجلس الإدارة
أحمد عصام فهمي
رئيس التحرير
محمود الضبع

السودان تطلق "الإنذار الأحمر"

تداعيات سد النهضة.. خبراء: لولا السد العالي كان زمان صعيد مصر غرقان

موقع الصفحة الأولى

لا تزال أزمة تداعيات سد النهضة تلقي بظلالها السلبية في انتشار الفيضانات بالسودان في 21 منطقة حسب ما أكدته وزارة الصحة السودانية قالت إن الفيضانات أثّرت على 21 منطقة في الولايات: القضارف، الجزيرة، نهر النيل، ودارفور المركزية، وتم تسجيل 133 عائلة متضررة   

وسط أجواء من القلق الشديد يعيش السودان لحظات حرجة غير مسبوقة، مع ارتفاع قياسي لمناسيب نهر النيل، الأمر الذي دفع وزارة الري السودانية لإطلاق "الإنذار الأحمر" على طول الشريط النيلي تحسبا لفيضانات محتملة قد تجرف المنازل، والأراضي الزراعية، وتهدد حياة آلاف الأسر.

ومع كل ساعة تمر، يزداد الضغط على السدود، والطرق، والمناطق المأهولة، بينما يسابق السكان على ضفتي النهر، الزمن لنقل مواشيهم ومحاصيلهم إلى مناطق مرتفعة، في مشهد يعكس حجم التحديات المائية التي يفرضها فيضان النيل على السودان، فيما يحذر خبراء الموارد المائية من أن استمرار تصريف سد النهضة الإثيوبي فوق المعدل الطبيعي قد يضاعف حجم الكارثة.

وفي تطور يزيد المخاوف، أكد الدكتور عثمان التوم، وزير الري السوداني الأسبق، أن السلطات الإثيوبية قامت برفع منسوب بحيرة سد النهضة فوق الحد الأقصى المعتاد لأغراض احتفالية، ما تسبب في زيادة تدفق المياه إلى نحو 730 مليون متر مكعب يومياً خلال الأيام الأربعة الماضية. 

وأضاف التوم أن هذه الزيادة غير المسبوقة تتزامن مع قرب نهاية موسم الفيضان في سبتمبر، ما يجعل السيطرة على مناسيب النيل أكثر تعقيداً ويضع السودان أمام تهديد كارثي محتمل.

وحذر التوم من أن الوضع يتطلب تنسيقاً فورياً مع السلطات الإثيوبية لضبط تصريف سد النهضة ضمن الحدود الطبيعية لمعدلات الوارد اليومية. وأوضح أن هذا التنسيق سيسمح بانخفاض تصريف سدود الروصيرص وسنار خلال يومين.

السد العالي

على صعيد أخر قال الدكتور عباس شراقي أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، إن السد العالي لعب دورًا محوريًا في حماية مصر من كارثة عقب ارتفاع مناسيب النيل في بحيرة ناصر بنحو مترين، أي ما يعادل 15 مليار متر مكعب من المياه.

وأضاف شراقي، في تصريحات تلفزيونية: أن إثيوبيا قامت بعمليات تفريغ عشوائية من سد النهضة دون تنسيق مع دولتي المصب، ما تسبب في غرق مساحات واسعة من الأراضي السودانية، ما دفع الخرطوم إلى تصريف المياه الزائدة باتجاه مصر.

وأوضح أن سد النهضة الإثيوبي حجز نحو 100 مليار متر مكعب من المياه داخل الأراضي الإثيوبية، مشيرًا إلى أنه لولا السد العالي لتوقفت 50% من الأراضي الزراعية المصرية عن الإنتاج.

وأكد أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية أن السد العالي يمثل خط الدفاع الأول وسد العجز لمصر، إذ نجح بفضل مخزونه الاحتياطي في تعويض النقص الكبير الذي أحدثته السياسات الأحادية الإثيوبية. 

وتابع: لو السد مكنش موجود كان زمان صعيد مصر غرقان، السد العالي اترفع مترين خلال شهر سبتمبر، يعني 15 مليار متر مياه، ودي كميات كانت تغرق مصر لولا السد العالي موجود. 

كما كشف الدكتور نادر نور الدين، أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، عن خطورة فيضانات السودان، مؤكدًا أن بدء الفيضان في السودان حاليا يكشف كذب ادعاءات إثيوبيا لخداع السودان بأن السد الإثيوبي سيمنع الفيضانات عن السودان، والواقع كشف كذب هذا الأمر لأن الفيضانات في غير موعدها، ومن صنع البشر، أي من صنع إثيوبيا، وهى أخطر من الفيضان الطبيعي، الذي يأتي على فترات طويلة يمكن استيعابها بعكس الفيضانات بعد السد خلال سبتمبر وأكتوبر.

وقال نور الدين خلال منشور عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، عن فيضانات السودان بسبب سد النهضة: «سد النهضة مع نهاية سبتمبر.. إن إثيوبيا أخطأت بملء البحيرة بكامل سعتها قبل الانتهاء من تركيب جميع التوربينات الثلاثة عشر، حيث تم تركيب ٨ توربينات، تعمل منها خمسة فقط، وبغير انتظام».

ولفت إلى أن من يدعي أن من أهم أضرار السد الإثيوبي أنه حجز 75 مليار متر مكعب من المياه كانت قادمة إلى مصر، «طيب كنا حنعمل بيها إيه وبحيرة السد العالي في كامل سعتها المائية نظرا للفيضان العالي خلال السنوات الخمس للتخزين؟!».

وتابع: «وجودها هناك علميا أفيد لمصر لأنها مخزون لنا حاليا على أراضيهم، وعندما يبدأون في توليد الكهرباء بكامل قدرتها من 13 توربينا ستسحب التوربينات المياه من بحيرتهم لتضخها إلى مصر والسودان».

تم نسخ الرابط