شكاوى مستمرة من "الكيف الحلال"
في اليوم العالمي لـ القهوة..استمرار غش البن وتضاعف أسعاره والشعبه توضح السبب

يعتبر المصريين من أبرز الشعوب المستهلكة لـ القهوة، وتعتبر أن البن هو "الكيف الحلال"، لكن مازالت الشكاوى من المستهلكين للقوة من عمليات غش البن الذي أفقدت القهوة مذاقها وتأثيرها.
وكشفت عدد من التقارير خلال الأشهر الماضية عن انتشار البن المغشوش في المقاهي، خاصة في وسط القاهرة، مع مزاعم بأن بعض المُصنعين يخلطون البن بإضافات مثل البازلاء، القمح، نوى التمر، قشر الفول السوداني، وبيكربونات الصوديوم لتقليل التكلفة، وسط شكاوى من المستهلكين للقهوة من جودة البن، لكن يبدو انهم اعتادوا على التحول في النكهة تدريجيا مع غلاء الأسعار.
كما كشفت دراسة تحليلية أجريت في مايو 2025 لعشرات العينات من القهوة (خضراء، محمصة، كبسولات) في السوق المصري كشفت عن وجود مخلفات مبيدات في حوالي 14.94٪ من عينات البن الأخضر و 21.23٪ من البن المحمص، بعضها تجاوز الحد المسموح به في بعض الحالات.
الدراسات لا تُصنّف هذه البقايا دائمًا كـ “غش تجاري” بحد ذاته، لكنها تُشير إلى أن بعض المنتجات قد لا تكون مطابقة للمواصفات أو تحتوي على تراكيز غير سليمة.
وقامت الدراسة بتحليل 435 عينة من القهوة الخضراء، و358 من القهوة المحمصة، و88 عينة من كبسولات القهوة من دول مختلفة تباع في مصر، للتأكد من وجود 126 بقايا مبيدات باستخدام LC-MS/MS وGC-MS/MS.
كما قامت بتقييم تأثير المعالجة على مستويات المبيدات الحشرية وتقييم المخاطر الصحية المرتبطة بها على المستهلكين، و تم العثور على بقايا المبيدات الحشرية في 14.94% من القهوة الخضراء و21.23% من عينات القهوة المحمصة، مع اكتشاف الكلوربيريفوس والإيميداكلوبريد والسايبرمثرين بشكل شائع. أظهرت العينات البرازيلية أعلى معدل تلوث. كان Ortho-phenylphenol (OPP) سائدًا في القهوة المحمصة. سجلت كبسولات القهوة أعلى نسبة تلوث (63.64%)، وخاصة الـOPP، خاصة في العينات الأوروبية.

ارتفاع رغم الغش
وبالرغم من حالات الغش المستمرة في القهوة إلى أن مزاج كثير من المواطنين من عشاق القهوة تعكر بسبب الارتفاع غير المسبوق في أسعار البن منذ العام الماضي الذي وصل فيه سعر الكيلو إلى 900 جنيه .
سجلت أسعار البن ارتفاعات قياسية خلال الفترة الأخيرة، مقارنة بمستوياته خلال الشهور الماضية، وذلك تأثرًا بارتفاع معدلات الطلب العالمية على البن والمضاربة على السعر بالبورصة العالمية، وخلال السطور التالية نرصد أسباب ارتفاع أسعار البن.
وقال حسن فوزي، رئيس شعبة البن، إن أسعار البن تشهد هذا العام طفرة لم تحدث منذ 47 عاما، حيث تسجل البورصة العالمية للبن تحديثات يومية يمكن أن تصل نسبة الزيادة لـ4%.
وأضاف فوزي، في تصريحات تليفزيونية أن مصر تستورد البن بنسبة 100% لذلك فأي تحرك صغير عالميًا يؤثر على السعر المحلي، لافتا إلى أن هناك مضاربات عالمية على البن خلال الفترة الحالية، حيث ارتفعت معدلات شراء الأوروبيين من البن خوفا من أي زيادة جديدة تحدث، متابعًا أن كل هذه العوامل أثرت على أسعار البن بالإضافة إلى التغيرات المناخية.

وتابع أن البرازيل وفيتنام هما أكبر مصدرين لزراعة البن وتصدريه وغياب الأمطار وجفاف التربة أدى إلى تأثر الإنتاج بنسبة 20%، موضحًا أن هذا الأمر ليس جديدًا فارتفاعات البن مستمرة منذ عامين وعلى الرغم من استقرار سعر الصرف إلا أن البورصة العالمية والمضاربة بها تسببت في حدوث طفرة.
كما أوضح نائب رئيس شعبة البن محمد نظمي، أنه منذ عام يزداد سعر البن كل شهر بشكل كبير، كما أن ما يحدث في البحر الأحمر أثر على السفن كلها وبالتبعية سعر الدولار، أي أن المشكلات أصبحت عالمية وليست داخلية فقط.
مواجهة حول غش القهوة
جدير بالدكر أنه جرى مواجهة سابقة بين شعبة البن، و لجنة سلامة الغذاء ، حين كتبت الدكتور شيرين زكي رئيس لجنة سلامة الغذاء على صفحتها الرسمية بالفيسبوك منشور عن غش البن وخلطة بالبسلة المحمصة .
وقالت" هل تعلم أن كل عشرة كيلو بسلة مجففة محمصة بيتم خلطها بربع كيلو حبوب بن ومكسبات طعم صناعية" .
أضافت شيرين معنى ذلك أن كوب القهوة بمعدل وجبة غداء "مش بتعدل دماغك ".
وكشفت شيرين خلال منشورها أسرار غش البن من أحد المصانع الكبري من خلال خلطه بالعيش الناشف و الفول الصويا ضمن ملف غش القهوة في مصر.
بينما قال فوزي إن ما يتم تداوله حول خلط البن بالبسلة و"نوى" البلح وبعض السلع الأخرى وغشه غير سليم وبعيدا عن الحقيقة .
أضاف أن المعلومات المتداولة في هذا الشأن غير دقيقة وتفقتر للمصدقية، مؤكدًا أن هناك رقابة شديدة على التجار وحملات تفتيش موسعة، تتم بشكل دوري، خلافا للفحوصات التى تتم من قبل الجهات المعنية.
وتابع أن الجهات الرقابية تقوم بتحرير محاضر غش و فرض عقوبات مالية كبيرة تصل للحبس في حالة المخالفة.