و الأخيرة

رئيس مجلس الإدارة
أحمد عصام فهمي
رئيس التحرير
محمود الضبع

ضرب معلم بالشبشب

3 حالات في 15 يوم.. عنف المدارس يحولها إلى "حلبة مصارعة" بين المدرس والتلميذ

موقع الصفحة الأولى

لم يمض أسبوعين على بداية الفصل الدراسي إلى وظاهرة العنف بين المدرس والتلميذ، تعاود الظهور من جديد، خاصة أن العلاقة بين الطرفان يحوطها خيط رفيع بين الحزم والبلطجة من قبل المدرس وبين قلة الأدب والخوف للتلميذ. 

وكانت اخر تلك الوقائع ما كشفته وزارة الداخلية، في بيانها اليوم الخميس، أكدت خلاله أنه في إطار كشف ملابسات ما تم تداوله على أحد المواقع الإخبارية بشأن اتهام والدة أحد الطلبة لمدرس بالاعتداء على نجلها في الشهادة الابتدائية.

وقالت وزارة الداخلية عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»: «فى إطار كشف ملابسات ما تم تداوله على أحد المواقع الإخبارية بشأن اتهام والدة أحد الطلبة لمدرس بالاعتداء على نجلها، بالفحص تبين أنه بتاريخ 1 أكتوبر الجاري تبلغ لقسم شرطة الأهرام بالجيزة من ربة منزل - ولية أمر طالب 8 سنوات- مقيمة بدائرة القسم) باكتشافها عدم رغبة نجلها للذهاب إلى المدرسة بزعم تعرضه للاعتداء من قبل أحد المدرسين خلال العام الدراسى الماضي». 

وأكدت الداخلية أنه تم ضبط المدرس المذكور (مقيم بدائرة القسم)، وبمواجهته اعترف بارتكاب الواقعة على النحو المشار إليه، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية فى حينه.

ضرب بالشبشب 

وفي واقعة أخرى، سادت حالة من الجدل الكبير على مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية، بعد تداول مقطع فيديو أثار استياء المتابعين، حيث ظهر فيه مشهد اعتداء بعض أولياء الأمور على أحد المعلمين داخل ساحة مدرسة عمر مكرم الإعدادية بمنطقة المنيب بمحافظة الجيزة.

وأظهر الفيديو الذي جرى تداوله على نطاق واسع، المعلم وهو يتعرض للضرب بواسطة "شبشب"، وسط مشاجرة عنيفة نشبت داخل المدرسة، الأمر الذي أثار موجة غضب بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، الذين أعربوا عن استنكارهم لواقعة التعدي على المعلم داخل الحرم المدرسي.

وتعود تفاصيل الواقعة، إلى وقوع خلاف بين المعلم وأحد الطلاب أثناء سير الحصة الدراسية داخل الفصل، وهو الخلاف الذي تطور سريعًا بعد استدعاء ولي أمر الطالب، حيث حضر الأخير إلى المدرسة برفقة عدد من أقاربه، وتطور الأمر إلى مشاجرة انتهت بالاعتداء على المعلم داخل ساحة المدرسة أمام الطلاب والعاملين.

وفي واقعة مماثلة، تم فصل طالب في المرحلة الثانوية لمدة عام دراسي كامل، في احدى مدارس القليوبية إثر اعتدائه على معلم وإحالته للنيابة، التي قررت حبسه 4 أيام على ذمة التحقيقات.

كما قررت الوزارة توجيه اتهام لوالد الطالب باقتحام المدرسة والتعدي على مسؤولين فيها، كان المُعلم المُصاب ظهر في صور عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وبه آثار ضرب وإصابات متفرقة، فضلاً عن تمزيق ملابسه.

 

وكانت وزارة التربية والتعليم قد أخطرت جميع المدارس مع بدء العام الدراسي الجديد 2025 / 2026  تعليمات عاجلة تنص على منع أى شكل من أشكال العقاب البدني أو النفسي للطلاب واتخاذ الإجراءات القانونية تجاه المخالفين .

وشددت التعليمات الصادرة من وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني لجميع المدارس الموجودة على مستوى الجمهورية ، على الالتزام الكامل بتطبيق اللوائح المنظمة للانضباط المدرسي وتطبيق احكام لائحة التحفيز التربوي والانضباط المدرسي وأساليب التحفيز التربوي لضبط السلوك وتعزيز احترام القواعد داخل المدرسة. 

كما شددت التعليمات على ضرورة تكثيف الجهود المبذولة لمواجهة كافة السلوكيات الأخلاقية غير المقبولة داخل البيئة المدرسية مثل التنمر والعنف وذلك من خلال تفعيل دور الاخصائيين الاجتماعيين والنفسيين في تقديم الدعم النفسي والسلوكي اللازم الى جانب اعداد وتنفيذ برامج توعية شاملة تستهدف الطلاب وجميع العاملين بالمدرسة مما يسهم في ترسيخ بيئة تعليمية آمنة ومحفزة على التعلم. 

وطالبت الوزارة المدارس باستخدام أساليب تربوية حديثة مثل التوجيه والإرشاد النفسي، جلسات تعديل السلوك، التنبيه والإنذار الكتابي، التواصل مع ولي الأمر بدلًا من العقاب البدني.

كما أطلقت الوزارة بالتعاون مع المجلس القومي للأمومة والطفولة، برامج لرفع وعي المعلمين حول التعامل مع السلوك العدواني، و إدراج وحدة "حماية الطفل" في كل إدارة تعليمية لتلقي الشكاوى.

 أسباب وراء العنف

من جانبه ، يرى الدكتور تامر شوقي أستاذ علم النفس والتقويم التربوي بجامعة عين شمس، أن الحديث على مقترح إعادة صلاحيات الضرب للمعلمين أمر في غاية الخطورة، وقال إن الضرب ليس وسيلة فعالة لمعالجة الخطأ، بل ينتج طالبًا "فاقد الثقة".

وأكد أن العنف في المدارس يتزايد بسبب غياب التربية والرقابة داخل المدرسة وأيضًا من أولياء الأمور الذين لا يراقبون أبنائهم. 

وفسَّر ظاهرة العنف من المعلمين بأنها ناتجة عن نقص الكفاءة المهنية والتدريب التربوي، بالإضافة إلى الضغوط النفسية والمناهج الضاغطة والكثافة داخل الفصول. 

أوضح أن العنف لدى الطلاب ليس مجرد ظاهرة مدرسية فقط، بل له جذور نفسية (قلق، اكتئاب) تؤدي إلى انفجار سلوك عنيف تجاه المعلمين أو الزملاء. 

تم نسخ الرابط