
ادعى القس جوشوا محلاكيلا (Joshua Mhlakela)، وهو قس جنوب أفريقي في مقابلة على قناة يوتيوب “Centtwinz TV” أنه رأى يسوع في رؤيا عام 2018 مرتديًا رداءً أبيض يقول له: “في 23 و24 سبتمبر 2025، سأعود إلى الأرض لأخذ كنيستي” (أي المؤمنين). أضاف أن هذا سيحدث قبل كأس العالم 2026، حيث سيؤدي الفوضى اللاحقة إلى إلغائها ، وقد انتشرت هذه النبوءة بسرعة تحت هاشتاج #RaptureTok على تيك توك، حيث نشر آلاف الفيديوهات تحذيرات ونصائح (مثل “ارتدِ ملابس نظيفة للصعود” أو “اتركي كلمات مرور هاتفك للأصدقاء”)، حتى ان بعض المؤمنين باعوا منازلهم أو تركوا وظائفهم استعدادًا لهذا الحدث.
وقد انتشرت هذه النبوءة بشكل فيروسي في الدوائر المسيحية الإنجيلية، خاصة على منصات مثل تيك توك ويوتيوب، حول حدث يُعرف بـ”الاختطاف” أو “الرابتشر” (Rapture). هذه النبوءة تتنبأ بنزول يسوع المسيح إلى الأرض ليأخذ المؤمنين الحقيقيين إلى السماء قبل فترة من المحن العالمية المذكورة في الكتاب المقدس (مثل سفر الرؤيا). التاريخ المحدد هو 23 أو 24 سبتمبر 2025، وهو يتزامن مع عيد رأس السنة اليهودي (روش هاغاناه أو عيد الأبواق)، الذي يُعتبر رمزيًا لدى بعض المسيحيين بأنه يشير إلى نهاية العالم أو عودة المسيح.
والاختطاف هو اعتقاد إنجيلي مستمد من نصوص مثل 1 تسالونيكي 4:16-17: “لأن الرب نفسه… سينزل من السماء… ونُخطف جميعًا… في السحب لملاقاة الرب في الهواء”). يُقسم إلى مراحل: أولًا، اختطاف المؤمنين، ثم فترة “الضيقة العظيمة” على الأرض، ثم عودة المسيح الثانية الكاملة.
لم يحدث أي شيء غير عادي في 24 سبتمبر؛ اليوم مر كالمعتاد ، ولم يحدث أي اختطاف جماعي أو عودة للمسيح الذي حذر من “الأنبياء الكذبة” (متى 24:11)لقد عاش الكثير من المؤمنين بهذه العقيدة الوهم لعدة ايام وأسابيع وهم في حالة تصديق تام حتى ان بعضهم لشدة إيمانه بأعمل أملاكه وتبرع بكل ما يملك المنزل والسيارة والأموال السائلة والمنقولة متجردين من كل شيء في انتظار الاختطاف والنهاية ثم لم يحدث شيء .
القرآن
هذا هو الوهم في أجلى صوره ، وماذا عن الحقيقة؟ انها في القرآن ، فان السآعة تأتي بغتة لقوله سبحانه وتعالى (فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا فَأَنَّى لَهُمْ إِذَا جَاءَتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ) محمد ١٨فهي تأتي بغتة وهم لا يشعرون إلا ان لها علامات يؤكد الله انها ظهرت وبانت لذلك على الجميع الاستعداد قبل الموت والذي هو قيامة كل إنسان فبغتة هو تعبير قرآني يدل على انها تأتي دون إنذار سابق ، فلا احد يعرف متى ستحدث فيجب على جميع المسلمين الاستعداد الدائم لتلك اللحظات الحاسمة بالتوبة والأعمال الصالحة كما لا يصدقون اي مدعي انه يعرف موعدها
يوم القيامة يُوصف في القرآن بأنه حدث كوني مفاجئ، يسبقه علامات صغرى (مثل انتشار الجهل والفتن) وعلامات كبرى (مثل ظهور الدجال، نزول عيسى ابن مريم، يأجوج ومأجوج، وشروق الشمس من مغربها). عند قيام الساعة، ينفخ في الصور مرتين: الأولى تدمر الكون، والثانية تبعث الموتى، ثم يتم الحساب العادل، مع وزن الأعمال، وعبور الصراط ، الفرق كبير بين وهم الاختطاف وحقيقة الموت والبعث والقيامة
الأهم ان عقيدة الاختطاف ترتبط بالمسيح عيسى ابن مريم الذي سيأتي ليختطف المؤمنين به بالكلية ولكن في الاسلام فان نزول عيسى عليه السلام مرتبط بالملاحم اما المؤمنين فان ريح تقبض ارواحهم حتى لا يشاهدون هول احداث القيامة مثل ظهور يأجوج ومأجوج الذين هم من كل حدب ينسلون
ثم ان الانجيل يؤكد على ان يوم الحساب يأتي بعته ، فالكتاب المقدس يؤكد أن “يوم الرب” سيأتي كالسارق في الليل، ولا أحد يعلم موعده (متى 24:36) ، الانجيل يحذر من تحديد تواريخ محددة (مرقس 13:32 ، “أما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بهما أحد ، ولا الملائكة الذين في السماء، ولا الابن، إلا الآب”).
لذلك فانه على المؤمنين اعادة تفسير النصوص أو الإشارات التي قادتهم إلى توقع تاريخ معين ، معتبرين أن الحسابات أو التوقعات كلها خاطئة وليست العقيدة الحقيقية ، فتاريخياً فشلت توقعات كثيرة مثل تلك التي حدثت في القرن التاسع عشر (مثل حركة ميلر في 1844، المعروفة بـ”الخيبة الكبرى”) ، وتوقعات هارولد كامبينغ في 2011 وغيرها.
فلا احد يعرف موعد يوم القيامة إلا الله الذي قال في محكم كتابه (إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ ۖ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا ۖ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) صدق الله العظيم