
هو اسم بالعبرية يتكون من مقطعين (ناتان) اي هبة او عطية ، و (ياهو) وهو اسم الله في العبرية ومأخوذ من (يهوه) وكلنا يعرف جماعة شهود يهوه ، وهذا قريب من قوله سبحانه وتعالى (هو الله الذي لا إله إلا هو) ، لذا، الاسم يحمل معنى ديني وثقافي يعكس فكرة الهبة أو العطاء الإلهي. وهو اسم عائلي شائع نسبيًا في إسرائيل، ويُطلق على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وما يعنينا هنا هل يصلح هذا الرجل ليكون شريكاً في السلام؟ وهو رئيس الوزراء الإسرائيلي الأطول خدمة في تاريخ إسرائيل، شخصية سياسية ومثيرة للجدل. تولى منصب رئيس الوزراء لفترات متعددة (1996-1999، 2009-2021، ومنذ 2022)، مما جعله رمزًا للاستقطاب السياسي في إسرائيل والمنطقة ، وهو دائما متحالف مع اليمين المتشدد في إسرائيل ، موقفه المتشدد تجاه الفلسطينيين، والذي يُنظر إليه على نطاق واسع كعائق أمام عملية السلام. نتنياهو عُرف بدعمه القوي لتوسيع المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية، وهي خطوة تُعتبر غير قانونية بموجب القانون الدولي وفقًا للأمم المتحدة. هذا التوسع أدى إلى تفاقم التوترات مع الفلسطينيين وقلل من فرص إقامة دولة فلسطينية مستقلة.
علاوة على ذلك، خلال فترات حكمه، شهدت غزة عدة حروب (2008-2009، 2012، 2014، 2021، 2023-2024)، حيث اتهمت إسرائيل تحت قيادته باستخدام القوة المفرطة، مما أدى إلى سقوط آلاف الضحايا المدنيين. هذه السياسات أثارت انتقادات دولية، بما في ذلك من منظمات حقوق الإنسان، التي وصفتها بأنها انتهاكات للقانون الإنساني الدولي.
و نتنياهو اشتهر بتصريحاته الاستفزازية التي أثارت انتقادات إقليمية ودولية. على سبيل المثال، في عام 2025، أدان الأزهر تصريحاته حول “إسرائيل الكبرى”، واعتبرها “وهمًا” و”استفزازية”، مما يعكس رفضًا عربيًا واسعًا لخطابه المتشدد. كما أثار رفضه لقرارات دولية، مثل بيان قمة منظمة التعاون الإسلامي عام 2017 التي دعت إلى الاعتراف بالقدس الشرقية عاصمة لفلسطين، غضب العديد من الدول الإسلامية. هذه التصريحات عززت صورته كزعيم يتحدى الإجماع الدولي، مما زاد من عزلة إسرائيل في بعض المحافل الدولية.
ولكن هو يتحدى الإجماع الدولي عن عقيدةً متأثراً بنشأته ، فمواقف نتنياهو المتشددة متجذرة في رؤيته الأيديولوجية الصهيونية المتأثرة بوالده، بن صهيون نتنياهو، الذي عُرف بمواقفه المناهضة للتنازلات مع العرب. هذه الخلفية تجعل من الصعب عليه تبني نهج مرن يتطلب التنازل عن أراضٍ أو الاعتراف بحقوق سياسية كاملة للفلسطينيين. كما أن اعتماده على تحالفات مع أحزاب يمينية متطرفة، مثل تلك التي يقودها إيتمار بن غفير وبيتسالئيل سموتريتش، يحد من هامش مناورته السياسية، إذ إن هذه الأحزاب ترفض أي تنازلات للفلسطينيين.
ولا يمكن أن نتغافل عن تأثير الحاخام مناحيم مندل شنيرسون، زعيم حركة “حباد لوبافيتش” في الولايات المتحدة، على نتنياهو. شنيرسون، المعروف بـ”لوبافيتش ريبي”، التقى نتنياهو عام 1984 عندما كان سفيرًا لإسرائيل في الأمم المتحدة، وشجعه على دخول السياسة وعودته إلى “الأرض المقدسة” ، كما انه يوجد تقرير نشرته صحيفة “هآرتس” عام 2015 أشار إلى أن منظمات يهودية أمريكية، بعضها مرتبط بحاخامات، قدمت دعمًا ماليًا لمؤسسات تدعو لأفكار متطرفة مثل تدمير المسجد الأقصى أو تعزيز الاستيطان ، وكان هذا الدعم مباشرة لنتنياهو.
تربية نتنياهو
هذا من الناحية العقائدية وتأثير التربية والنشأة على نتنياهو، ونأتي الي موضوع لا يقل خطورة وهو الفساد الذي ينغمس فيه نتنياهو وموثق بالأدلة والأسانيد ، فهو يواجه اتهامات جنائية في عدة قضايا فساد، وهي من أبرز السلبيات التي تلاحقه. هذه القضايا، التي تشمل الرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة، أثارت جدلاً واسعًا في إسرائيل. على سبيل المثال:
• القضية 1000: اتهم نتنياهو بقبول هدايا باهظة الثمن من رجال أعمال أثرياء مقابل خدمات سياسية.
القضية 4000: زُعم أنه قدم تسهيلات لشركة إعلامية مقابل تغطية إعلامية إيجابية. هذه الاتهامات أضرت بصورته كزعيم نزيه، وأثارت تساؤلات حول أخلاقياته السياسية، حيث يرى منتقدوه أنه استخدم منصبه لتحقيق مصالح شخصية.
لو أضفنا الي كل ما سبق حالة الاستقطاب السياسي فهو كزعيم لحزب الليكود اليميني، ساهم في تعميق الانقسامات السياسية داخل إسرائيل. سياساته اليمينية المتشددة، بما في ذلك دعمه للقوانين التي تعزز الهوية اليهودية للدولة على حساب الأقليات، مثل قانون “القومية” لعام 2018، أثارت غضب الأقليات العربية في إسرائيل والمجتمعات الليبرالية. هذا القانون اعتُبر تمييزيًا لأنه قلل من مكانة اللغة العربية وأكد على إسرائيل كدولة قومية لليهود فقط. كما أن أسلوبه القيادي، الذي يوصف أحيانًا بالاستبدادي، أدى إلى توترات مع خصومه السياسيين، مما تسبب في أزمات سياسية متكررة، بما في ذلك إجراء خمس انتخابات برلمانية في أقل من أربع سنوات (2019-2022)
والغريب انه رغم كل ذلك فإن نتنياهو هو الزعيم الصهيوني الذي تمت في عصره ما يسمى باتفاقيات أبراهام: فقد نجح في تعزيز العلاقات مع دول عربية مثل الإمارات والبحرين، مما يظهر قدرته على إدارة دبلوماسية ناجحة. هذه الاتفاقيات، رغم أنها لم تتناول الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي بشكل مباشر، تُظهر مرونة في التعامل مع القضايا الإقليمية
لكن ورغم ذلك فان نتنياهو لا يصلح ليكون شريكاً في السلام ، والذي يختلف مع معتقداته الأيديولوجية وحتى لو تمكن من تجاوز ذلك فماذا سيقول لداعميه وانصاره وحلفائه من اليمين المتطرف ، وحتى لو تنازل عن تحالفه معهم فإن قضايا الفساد ستلاحقه حال توقف الحرب ، من اجل ذلك كله فان النتن ياهو ليس في مصلحته الشخصية او ضمن اعتقاداته الأيديولوجية كلمة سلام والتي قد تزج به في السجن ، فمن الافضل له ان يستمر في الحرب والعدوان من غزة الي لبنان ومن سوريا الي ايران حتى يصل لاهدافه ليكون هو الميسا لبني إسرائيل الذي أقام دولة إسرائيل الكبرى ، او يفنى دون ذلك ليفات من العقاب ، ولكن كل حساباته ارتبكت تماماً بعملية خان يونس والتي فاقمت الاحتجاجات الداخلية ضده ، وخرجت المظاهرات بطول إسرائيل وعرضها ضد سياساته وبرز الخلاف العلني بينه وبين رئيس الأركان والذي لا يتفق معه في رؤية جاهزية الجيش الذي اصبح يستخدم البامبرز اكثر من كل أطفال العرب مجتمعين