تعقيد اجراءات السفر
11 سبتمبر بعد 24 عاما.. الشرق الأوسط مسرح الحرب الأمريكية والإسلاموفوبيا تغزو العالم

يستعيد العالم في كل عام ذكرى هجمات 11 سبتمبر 2001، التي شكلت واحدة من أكثر اللحظات تأثيرًا في التاريخ المعاصر، وغيرت وجه السياسة الدولية بشكل جذري، بعدما استهدفت الهجمات الولايات المتحدة وأسقطت آلاف الضحايا، لتترك وراءها جرحًا إنسانيًا عميقًا وآثارًا سياسية وأمنية ما زالت تلقي بظلالها حتى اليوم.
وتعد أحداث 11 سبتمبر سلسلة من الهجمات التي نفذها تنظيم القاعدة الإرهابي ضد الولايات المتحدة، من خلال اختطاف 4 طائرات مدنية، اصطدمت 2 منها ببرجي مركز التجارة العالمي في نيويورك، ما أدى لانهيارهما بالكامل، الطائرة الثالثة ضربت مبنى البنتاجون في واشنطن، أما الطائرة الرابعة فسقطت في ولاية بنسلفانيا، وأسفرت تلك الهجمات عن مقتل ما يقارب 3000 شخص وإصابة الآلاف، وكانت نقطة تحول كبرى في التاريخ الحديث، حيث أدت إلى إعلان ما يسمى بـ "الحرب على الإرهاب" وتغيير سياسات الأمن والسفر في مختلف أنحاء العالم.
فعقب هجمات 11 سبتمبر، أعلنت الولايات المتحدة شن حربها المزعومة على الإرهاب، ولا يزال العالم يعيش تبعات تلك الهجمات خاصة في الوطن العربي وباقي الشرق الأوسط.
وقبل هجمات 11 سبتمبر، كان السفر الجوي أكثر بساطة وأقل تعقيدا، والإجراءات الأمنية كانت سريعة وتشرف عليها شركات خاصة متعاقدة مع المطارات، لم يكن هناك تدقيق صارم في هويات المسافرين، حيث يتم فقط الاكتفاء بعبور أجهزة الكشف عن المعادن، لدرجة أنه كان يسمح لأصدقاء وعائلات المسافرين بمرافقتهم حتى بوابة الطائرة لوداعهم، مع السماح بحمل أدوات مثل شفرات يصل طولها إلى 10 سنتيمترات على متن الطائرة.
وفي الاتحاد الأوروبي لم تكن هناك إجراءات موحدة، بل كانت كل دولة تضع قواعدها الأمنية الخاصة، ولكن بعد الهجمات، فرضت الولايات المتحدة ومعظم دول العالم إجراءات أمنية مشددة، شملت فحصًا دقيقًا للركاب والحقائب، وقواعد صارمة بشأن ما يمكن حمله على متن الطائرات، ما غيّر تجربة السفر الجوي بشكل جذري.
تداعيات 11 سبتمبر
مثلت أبرز تداعيات السياسة الدولية، في إعلان الحرب على الإرهاب، وغزو واحتلال كل من أفغانستان 2001 والعراق 2003، وتغير أولويات الدول الكبرى لتتمحور حول الأمن والإرهاب.
وفيما يخص الأمن والقوانين، فقد تم تشديد إجراءات السفر والمطارات، وإصدار قوانين مثل قانون باتريوت في أمريكا، الذي منح صلاحيات واسعة للأجهزة الأمنية، توسع دور الاستخبارات عالميًا.
وعلى صعيد الاقتصاد العالمي، فقد تسببت أحداث 11 سبتمبر في خسائر بمليارات الدولارات نتيجة انهيار الأسواق وتعطل الطيران، مع إقرار الكثير من الدول لزيادة ضخمة في موازنات الدفاع والأمن.
ومن أبرز تداعيات أحداث 11سبتمبر، انتشار ظاهرة الإسلاموفوبيا، والتي تعني الخوف والتمييز ضد المسلمين في الغرب، مع ظهور العديد من الانعكاسات على الأدب والسينما والإعلام.
وحتى الآن، مازال الشرق الأوسط ملعبا رئيسيا للتدخلات العسكرية والسياسية الأمريكية، مع استمرار الأزمات في العراق وأفغانستان وسوريا، كنتيجة مباشرة لتداعيات هجمات 11 سبتمبر، لتتحول المنطقة إلى مسرحا للتدخلات العسكرية والسياسية الأمريكية.