الجاني صلى معه ثم قتله
طعن مصل مسلم في مسجد بفرنسا خمسين طعنة..والأزهر يحذر من "الإرهاب الابيض"

أقدم أحد الفرنسيين على طعن مصل مسلم بعشرات الطعنات بمسجد يقع في قرية لا غراند كومب بمنطقة غارد جنوب فرنسا، ثم صوّره بهاتف محمول وردد شتائم ضد الإسلام،
وصرح المحققون بأنهم يتعاملون مع الواقعة باعتبارها جريمة قتل يُحتمل أن تكون معادية للإسلام.
أعلن المدعى العام الفرنسي اليوم الاثنين أن الرجل المشتبه به في طعن مسلم نحو 50 طعنة حتى الموت في مسجد بجنوب فرنسا قد سلّم نفسه لمركز شرطة في إيطاليا.
وقال عبد الكريم غريني، المدعي العام في مدينة أليس الجنوبية، والمسؤول عن القضية إن "هذا مُرضٍ للغاية بالنسبة لي كمدعٍ عام. فنظرا لفعالية الإجراءات المُتخذة، لم يكن أمام المشتبه به خيار سوى تسليم نفسه، وهذا أفضل ما كان بإمكانه فعله".
وحتى مساء أمس، كانت الشرطة الفرنسية لا تزال تبحث عن الجاني الذي طعن المواطن المسلم أبو بكر داخل مسجد في قرية بجنوب فرنسا، إذ طعنه بنحو 50 طعنة وصور نفسه قبل أن يفر بعد أن لاحظ وجود كاميرات مراقبة في المسجد سهلت تحديد هويته.
وأظهرت اللقطات التي صوّرها القاتل وهو يشتم الذات الإلهية مباشرة بعد تنفيذه الهجوم. وأرسل الجاني المزعوم الفيديو الذي صوّره بهاتفه، والذي يُظهر الضحية وهو يتلوى من الألم، إلى شخص آخَر نشره على منصة للتواصل الاجتماعي قبل أن يحذفه.
ويشار إلى أنه لم تظهر عملية القتل نفسها في الصور المنشورة على مواقع التواصل الاجتماعي، بل صُورت بكاميرات أمنية داخل المسجد. في تسجيله الخاص، لاحظ القاتل هذه الكاميرات، وسُمع يقول "سيتم اعتقالي، هذا مؤكد".

ووفق مصدر آخر طلب عدم ذكر اسمه، فإن المشتبه به لم يتم القبض عليه، ولكن تم التعرف عليه وهو مواطن فرنسي من أصل بوسني وليس مسلما.
وكان الضحية والمهاجم بمفردهما داخل المسجد وقت الواقعة وبعد أن صلى المهاجم مع الرجل في البداية، أقدم على طعن الضحية ما يصل إلى 50 طعنة قبل أن يلوذ بالفرار فيما لم تُكتشف جثة الضحية إلا في وقت لاحق من الصباح، عندما وصل مصلون آخرون إلى المسجد لأداء الصلاة.
ووفق عدد من الأشخاص الذين تحدثت إليهم وكالة الأنباء الفرنسية في مكان الواقعة فإن الضحية كان شابا وصل من مالي قبل بضع سنوات وكان "معروفا جدا" في القرية حيث كان يحظى باحترام كبير.
الإرهاب الأبيض
من جانبه أدان الأزهر الشريف الحادث الإرهابي، الذي استهدف مصليًا مسلمًا داخل مسجد بلدية "لا غراند- كومب" في منطقة "لو غار" جنوب شرق فرنسا، بعد أن وجَّه له أحد الإرهابيين المناهضين للإسلام، عشرات الطعنات بالسكين، حتى فاضت روحه.
وحذر الأزهر من تصاعد أنشطة جماعات "الإرهاب الأبيض" في أوروبا وأمريكا، وينبه إلى أن هذه الجماعات تتخفى وراء شعارات وهمية خبيثة كـ"العرق الأبيض" و"القومية البيضاء"، لتبرير ممارسة جرائمها البشعة ضد المسلمين، مؤكدًا ضرورة اعتماد إستراتيجية أمنية عالمية للتعامل مع هذا التوجه الإرهابي، ووقف تهديداته وجرائمه التي تعرِّض أرواح المسلمين للخطر والموت والهلاك.
والأزهر الشريف إذ يدين هذا العمل الإرهابي؛ فإنه يتقدَّم بخالص العزاء وصادق المواساة إلى أسرة الضحية، داعيًا المولى -عز وجل- أن يتغمده بواسع رحمته ومغفرته، وأن يرزق أسرته وأصدقاءه الصبر والسلوان.

ماكرون يدين الحادث
ومن جانب أخر قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن "العنصرية والكراهية القائمة على الدين لن يكون لهما مكان في فرنسا"، وذلك عقب مقتل مصلّ طعنا في مسجد. وكان رئيس الوزراء فرانسوا بايرو ندد بالحادثة أيضا، فيما تواصل الشرطة البحث عن القاتل الذي صور ضحيته وهو يحتضر. وصرح المحققون بأنهم يتعاملون مع الواقعة باعتبارها جريمة قتل يُحتمل أن تكون معادية للإسلام.
كما شدد الرئيس الفرنسي عبر منصة إكس على أن "حرية العبادة مصونة"، معربا عن "دعم الأمة" لأسرة الضحية و"لمواطنينا المسلمين".
وشجب رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا بايرو في وقت سابق السبت الحادثة وكتب في رسالة على منصة إكس "قُتل أحد المصلين أمس. عُرِضت هذه الفظاعة المعادية للإسلام في فيديو".
وأضاف "نقف إلى جانب أحباء الضحية، ومع المؤمنين الذين أصيبوا بصدمة بالغة. وتمت تعبئة موارد الدولة لضمان القبض على القاتل ومعاقبته".
ومن جهته، وصف وزير الداخلية برونو روتايو جريمة القتل الجمعة بأنها "مروعة". وأعرب عن "دعمه أسرة الضحية وتضامنه مع الجالية المسلمة المتضررة من هذا العنف الوحشي في مكان عبادتها".