مفاوضات بين التموين والمالية
مشكلة كل سنة.. مزارعو القصب يشكون تأخر صرف «التصافى» لدى شركة السكر
تجددت مشكلة كل عام بين شركة السكر ومزارعي القصب في محافظتي قنا وأسوان بسبب تأخر صرف مستحقات المزارعين لدى مصانع السكر لعدة شهور، وهو ما يؤثر سلبا على إمكانية الاستعداد وتجهيز الأرض للمحصول الجديد.
وبحسب عدد من مزارعى القصب ، تماطل مصانع السكر فى دشنا وأرمنت وإدفو وكوم أمبو، وهى المصانع الأربعة التابعة لشركة السكر والصناعات التكاملية، إحدى الشركات القابضة التابعة لوزارة التموين، في صرف بقية مستحقات المزارعين، المعروفة باسم «التصافى» رغم مرور أكثر من 4 أشهر على آخر توريد للمحصول في الموسم الماضي الذي بدأ في يناير وانتهى في أبريل، بينما يعانى الفلاحون من تراكم عليهم وهو ما تسبب في عجزهم عن الوفاء بمصروفات تجهيز الأرض للموسم الجديد.
وأكد المزارعون أنهم تسلموا آخر دفعة من المستحقات، بينما يتبقى لهم نسبة 10% من قيمة التوريدات التى يطلق عليها التصافي، بالإضافة إلى مبلغ 100 جنيه «مشال» عن كل طن تم توريده، وكان من المفترض أن يستلمها مزارعو القصب في يونيو الماضي، لكن إدارة الشركة تماطل في صرف التصافي.
وكشف مصادر مطلعة داخل وزارة التموين عن تأخر صرف 3 مليارات جنيه من إجمالي 14 مليارًا هي مستحقات مزارعي القصب رغم انتهاء موسم التوريد للحكومة في مايو الماضي بسبب عدم توفير الاعتمادات المالية اللازمة من جانب وزارة المالية.
وأشارت إلى مفاوضات بين وزارتي التموين والمالية للإسراع في سداد باقي المبالغ المستحقة لمزارعى القصب خلال الفترة المقبلة، خاصة وأن عمليات السداد كانت عادة ما تتم قبل نهاية شهر يوليو على أقصى تقدير.
8 مصانع سكر
ووفقا لبيانات وزارة التموين، استلمت الوزارة نحو 5.476 مليون طن قصب لإنتاج 650 ألف طن من السكر خلال موسم 2024-2025، عبر 8 مصانع تابعة لشركة السكر والصناعات التكاملية، من بينها مصانع كوم أمبو وإدفو في أسوان وأرمنت بالأقصر وأبو قرقاص بالمنيا.
على جانب آخر، واصل نحو 10 آلاف عامل بمصانع السكر فى دشنا وأرمنت وإدفو وكوم أمبو، احتجاجاتهم للمطالبة بزيادة الرواتب ورفع قيمة بدل الوجبة وضم العلاوات المتأخرة منذ 2017.
وسادت حالة من الغضب بين العمال بسبب استقطاع مبالغ مالية ما بين 700 إلى 1000 جنيه من كل عامل نظير الدخول في منظومة التأمين الصحي الشامل التي بدأ تطبيقها في أسوان في يوليو الماضي، وهى النسبة التى أثرت على دخل العمال داخل مصانع السكر، واعتبروها عبئا ماليا عليهم فى ظل تدنى الأجور بصفة عامة، حيث يتقاضى العمال متوسط 5 آلاف جنيه شهريا.
جاء ذلك بالتزامن مع مطالب العمال المستمرة منذ سنوات بضم العلاوات المتأخرة، وسط رفض مستمر من إدارة شركة السكر والصناعات التكاملية، إحدى شركات القابضة للصناعات الغذائية، فضلا عن المطالبة بصرف المنح المالية التي أقرها الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال العامين الماضيين ضمن الحزمات الاجتماعية والتي لم يتقاضوا منها جنيهًا واحدًا.
يذكر أن مشاكل التوريد وارتفاع تكلفة الانتاج أدت إلى تراجع مساحات زراعة القصب بسبب عزوف بعض المزارعين عن زراعته واتجاههم لزراعة الموز والنباتات العطرية والطبية لأنها الأكثر ربحية بالنسبة لهم.
وتتراوح مساحة زراعة القصب من 220 لـ 250 ألف فدان للمزارعين الموردين لمصانع السكر، بينما تبلغ المساحة الكلية في مصر من 340 لـ 360 ألف فدان للمساحة.
