و الأخيرة

رئيس مجلس الإدارة
أحمد عصام فهمي
رئيس التحرير
محمود الضبع

أمام مجلس الأمن

شكوي سودانية تتهم الإمارات بتجنيد «ذئاب الصحراء» لدعم المتمردين

موقع الصفحة الأولى

قدمت البعثة السودانية لدى الأمم المتحدة، شكوى جديدة تتهم فيها دولة الإمارات العربية المتحدة بما وصفته بتجنيد مرتزقة كولومبيين والدفع بهم لقتل السودانيين، بحسب نص الشكوى المقدمة لمجلس الأمن.
واتهمت الحكومة السودانية، دولة الإمارات بالتدخل المباشر في الحرب الدائرة في السودان من خلال تجنيد وتمويل ونشر مرتزقة أجانب، بما في ذلك مئات من الجنود الكولومبيين المتقاعدين، لدعم ميليشيا الدعم السريع المتمردة. وكذلك استخدام شبكات لوجستية لنهب الموارد الطبيعية السودانية، بما في ذلك الذهب والماشية والصمغ العربي.
الاتهامات، التي جاءت في شكوى رسمية ضمت 58 وثيقة، قدمها مندوب للسودان الدائم لدي الأمم المتحدة، السفير الحارث إدريس الحارث، إلى مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة، وصفت أبوظبي بـ«مهندس» يعمل على تفاقم الصراع وإطالة أمده، على حد وصف الشكوى .
وفقاً للوثائق التي قدمها السفير السودانى، تم تجنيد ما بين 350 و380 مرتزقاً كولومبياً، معظمهم من الجنود والضباط المتقاعدين من الجيش الكولومبي، عبر شركات أمنية خاصة مقرها الإمارات، ومن بين هذه الشركات، مجموعة الخدمات الأمنية العالمية »GSSG« بقيادة المواطن الإماراتي محمد حمدان الزعابي، ووكالة الخدمات الدولية »A4SI« التي يديرها العقيد الكولومبي المتقاعد ألفارو كيخانو من مدينة العين.
وأشارت الوثائق أن هؤلاء المرتزقة تم نقلهم جواً من الإمارات إلى بوساسو في الصومال، ثم إلى بنغازي فى ليبيا، قبل نقلهم عبر الصحراء الكبرى إلى السودان عبر تشاد. 
وتشير الأدلة إلى أن 248 رحلة جوية، بإجمالي 15,268 ساعة طيران، جرت بين نوفمبر 2024 وفبراير 2025 لتهريب المرتزقة والأسلحة والمعدات العسكرية إلى مناطق مثل نيالا والفاشر وحمرة الشيخ. 

الدعم السريع

وفقًا للتقارير السودانية المقدمة للأمم المتحدة، شارك المرتزقة الكولومبيون في عمليات قتالية مباشرة إلى جانب قوات الدعم السريع تحت اسم تشكيل «ذئاب الصحراء»، التى ركزت نشاطها بشكل خاص في دارفور، حيث شاركوا في حصار الفاشر وهجمات عسكرية استهدفت المدنيين والبنية التحتية، كما قدموا تدريبات عسكرية متقدمة لمقاتلي الدعم السريع، شملت حرب المدن، تكتيكات الميدان المفتوح، واستخدام الأسلحة الثقيلة.
وبحسب الشكوى السودانية، قام المرتزقة بتدريب أطفال دون سن 12 عاماً على القتال، في انتهاك صارخ للقانون الدولي، فضلا عن استخدام أسلحة محظورة، مثل الفوسفور الأبيض، في هجمات استهدفت مناطق مدنية في الفاشر، مما يُشكل جريمة حرب بموجب القانون الدولي.
وأشارت الوثائق المقدمة من السفير الحارث إدريس، إلى أن هجمات المرتزقة تسببت في مقتل 73 مدنياً بين 22 يناير و11 فبراير 2025، بما في ذلك ضحايا قناصة، مدفعية، وطائرات مسيرة انتحارية، كما تم تدمير 115 مبنى مدنياً خلال الفترة ذاتها..
وأوضحت أن مشاركة المرتزقة الكولومبيين أثارت اهتماماً دولياً، حيث أدان الرئيس الكولومبي «جوستافو بيترو» تجنيد المرتزقة الكولومبيين، مؤكداً مقتل 40 منهم في السودان، ودعا المحاربين القدامى إلى عدم بيع أنفسهم مقابل المال، فيما وجه سفيره في القاهرة للتحقيق في الأمر. كما نشرت وسائل إعلام كولومبية، تقارير تؤكد تورط الإمارات في هذه العمليات.

ودعت الحكومة السودانية، في شكواها إلى مجلس الأمن، إلى اتخاذ إجراءات عاجلة، تشمل التحقيق في تدفق المرتزقة، ومحاسبة الجهات المسؤولة، وتصنيف ميليشيا الدعم السريع كجماعة إرهابية، كما طالبت بإدانة الإمارات ومحاسبتها على انتهاكات القانون الدولي، بما في ذلك الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية.

تم نسخ الرابط