و الأخيرة

رئيس مجلس الإدارة
أحمد عصام فهمي
رئيس التحرير
محمود الضبع

تل أبيب ترد على المتأسلمين:

إسرائيليون يتهمون حكومتهم بالإبادة الجماعية وتجويع الفلسطينيين في غزة

موقع الصفحة الأولى

 رئيس حركة حماس بقطاع غزة خليل الحية المقيم في قطر، ويناضل هو وأعضاء المكتب السياسي للحركة من مكيفات العاصمة القطرية الدوحة وعاصمتي تركيا أنقرة وإسطنبول، من أجل الفلسطينيين المحاصرين بالجوع والعطش ومنع وصول الدواء لهم، أتهم مصر بعبارة خبيثة بإغلاق معبر بقوله "ونتطلع بكل ثقة لمصر العظيمة أن تقول كلمتها الفاصلة، بأن غزة لن تموت جوعًا ولن تقبل ببقاء معبر رفح مغلقًا".. بالتزامن مع تظاهر الحركة الإسلامية الفلسطينية بالأراضي المحتلة بقيادة شيخها رائد صلاح، أمام السفارة المصرية بعاصمة الاحتلال "تل أبيب" بعد الحصول على إذن بالتظاهر من قبل وزير الأمن الإسرائيلي بن غفير، الذي يطالب بإبادة وتهجير الشعب الفلسطيني من قطاع غزة، ويعترض على إدخال المساعدات، مطالباً بإرسال القنابل والصواريخ للتخلص من أهل قطاع غزة.. بن غفير دعا يوم الجمعة/ أول أغسطس 2025/ المستوطنين إلى العودة لقطاع غزة، وتحديدًا منطقة "غوش قطيف" التي تم إخلاؤها عام 2005 ضمن خطة الانسحاب الأحادي من القطاع. وقال بن غفير: "يجب أن نعود إلى ديارنا في غوش قطيف وجميع أنحاء غزة، ومن يجب أن يهاجر من هناك هم الأعداء".
وإذا كانت سلطات الاحتلال منحت الحركة الإسلامية بقيادة رائد صلاح وكمال الخطيب الإذن للتظاهر أمام السفارة المصرية باعتبارها شريك في تجويع الأشقاء بقطاع غزة لدعم مغالطات النتن ياهو وحكومته، والمتحدث الإعلامي باسم حكومة الاحتلال والمعروف إعلامياً وسياسياً بالرئيس الأمريكي ترامب، فإن الشعب الإسرائيلي رد على تلك المزاعم.
* *مظاهرات الطحين في تل أبيب
يوم الخميس/31 يوليو 2025/ والذي شهد تظاهرة الحركة الإسلامية بالأراضي المحتلة، والعاصمة اللبنانية بيروت أمام السفارة المصرية للمطالبة بفتح معبر رفح، شهدت ساحة هابيما وميداني المسارح وديزينجوف وسط تل أبيب، تظاهرات إسرائيلية رافضة لسياسة التجويع والحصار على قطاع غزة.. وردد المتظاهرين هتافات تطالب بوقف الحرب والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية لغزة، ورفعوا شعارات تطالب بإنهاء الحرب والقتل والتجويع والتخلي عن المحتجزين كما رفعوا صورا للأطفال الذين ماتوا بسبب التجويع في غزة، وصوراً لأطفال أصابهم الهزال بسبب الجوع، وأمهات يودّعن أبناءهن تحت الأنقاض، وقام المتظاهرين بحمل أجوله الدقيق، ورفعوا شعارات "لا للتجويع.. كفى التجويع في غزة".. كما دارت مواجهات بين المتظاهرين والشرطة الإسرائيلية التي اعتقلت عددا منهم.
ولم تكن هذه المظاهرة هي الأولى، فقد شهدت تل أبيب ومناطق عدة من الأراضي المحتلة تظاهرات للإسرائيليين مناهضة للحرب وتجويع الفلسطينيين في غزة، وتطالب بوقف الحرب وإطلاق سراح المحتجزين بالقطاع، ومن بين هذه التظاهرات، في الثالث والعشرين من يوليو 2025، تحت شعار "مسيرة الطحين".. تظاهر إسرائيليون بوسط تل أبيب احتجاجا على سياسة التجويع التي تتبعها إسرائيل ضد الفلسطينيين في غزة، ورفع المتظاهرون شعارات وصفت التجويع بجريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية. كما عبر المشاركون عن تضامنهم مع سكان غزة واعتبروا ما يجري جريمة متعمدة لقتل الفلسطينيين، حاملين أكياس الطحين.

 

إسرائيليون يطالبون بكسر الصمت الدولي

الإسرائيليون لم يكتفوا بالتظاهر ضد سياسة حكومتهم بقطاع غزة، وفي سابقة لم تشهدها إسرائيل من قبل، فقد وقع 31 من أبرز الشخصيات الإسرائيلية في مجال الفن والثقافة والقانون والصحافة والمفكرين والأكاديميين، من بينهم الحائز على جائزة أوسكار "يوفال أبرهام"، والمخرج "صاموئيل معوز" الحاصل على جائزة الأسد الذهبي وهي أرفع جائزة تعطى للفيلم في مهرجان البندقية السينمائي، والنائب العام الإسرائيلي السابق "ميخائيل بن يائير"، والرئيس السابق للكنيست والوكالة اليهودية "أبراهام بورج"، كل هؤلاء وقعوا على رسالة مفتوحة نشرتها صحيفة الجارديان البريطانية، يدعون خلالها المجتمع الدولي لفرض عقوبات قاسية على إسرائيل، بتهمة تجويع سكان غزة عمداً.
الشخصيات العامة الإسرائيلية قالت في رسالتها، إنها لم تعد قادرة على الصمت في ظل الصور المروعة للأطفال الفلسطينيين الجوعى، وإطلاق النار على المدنيين أمام مراكز توزيع الغذاء، ووصفت الشخصيات العامة تلك الممارسات التي تقوم بها حكومتهم بأنها حملة وحشية تستهدف المدنيين، وأنه حان الوقت لكسر الصمت الدولي بفرض عقوبات مشددة وصارمة على حكومتهم، لأن العقوبات المشددة قادرة على وقف ذلك المسار المروع.
يوم الجمعة أول أغسطس 2025، أعلنت الأمم المتحدة عن مقتل 1373 شخصاً أثناء انتظار المساعدات الإنسانية أمام مراكز التوزيع الأمريكية الإسرائيلية منذ 27 مايو الماضي، كما أصدرت 28 دولة بينها بريطانيا وفرنسا، بيانا مشتركا أدانت فيه التوزيع المتقطع للمساعدات والقتل اللاإنساني للمدنيين، معتبرة نموذج تسليم المساعدات الإسرائيلي خطير ويغذي عدم الاستقرار ويحرم سكان غزة من الكرامة الإنسانية.. وهو ذات اليوم الذي قام فيه مبعوث الرئيس الأميركي ستيف ويتكوف، بزيارة قطاعَ غزةَ متفقداً عمل "مؤسسة غزة الإنسانية" المتهمة من قبل الأمم المتحدة والمنظمات الأممية والدولية بمشاركة الاحتلال في قتل المدنيين الفلسطينيين أثناء محاولة تلقي المساعدات.. وتزامناً مع الزيارة وأرقام شهداء الحصول على الغذاء، قال الكاتب الإسرائيلي ديفيد غروسمان لصحيفة "لا ريبوبليكا" الإيطالية " الآن وبألم بالغ وقلب محطم، أضطر، للاعتراف بأن ما يحدث أمام عيني. هو إبادة جماعية، بعدما رفضتُ لسنواتٍ استخدام هذا المصطلح... لكن الآن لم أعد أستطيع منع نفسي من استخدامه".
* * منظمات إسرائيلية تؤكد الإبادة
يوم الإثنين /28 يوليو 2025/ وخلال مؤتمر صحفي بالقدس، اتهمت منظمتان بارزتان في إسرائيل، هما "بتسيلم" و"أطباء من أجل حقوق الإنسان" الحكومة الإسرائيلية بتنفيذ إبادة جماعية متعمدة ومنسقة بحق الفلسطينيين في غزة، بتدمير شامل للبنية التحتية وتهجير وتجويع جماعي للسكان. منظمة "بتسليم" أكدت في تقريرها الذي حمل عنوان "إبادتنا" أتباع إسرائيل سياسة منظمة للتجويع والتدمير والقتل الجماعي، مشيرة إلى أن سكان غزة "هُجروا وقُصفوا وجُوّعوا وجُردوا من إنسانيتهم وحقوقهم" وجميعها أدلة تأكد نية الحكومة إبادة الشعب الفلسطيني بقطاع غزة، وتتفق مع اتفاقية الإبادة الجماعية.. فيما ركزت منظمة "أطباء من أجل حقوق الإنسان" على الدمار الممنهج الذي أصاب منظومة الرعاية الصحية والبنية التحتية في القطاع.
وفي سياق متصل، حمل الاتحاد الإصلاحي اليهودي بالولايات المتحدة الأمريكية (وهو أكبر تجمع يهودي ديني) الحكومة الإسرائيلية مسؤولية تفشي الجوع في غزة، وقال الاتحاد في بيان له نقلته وسائل إعلام أمريكية وأوروبية، يجب ألا ننشغل بالتلاعب بالألفاظ بين الجوع والمجاعة، فالمشهد قاتم والنتائج مميتة، منع الغذاء والماء والدواء والكهرباء، لا يمكن تبريره بأي حال.. الجديد أن الاتحاد الإصلاحي اليهودي دعا دول العالم ألا يجعلوا الولاء لإسرائيل أن يعمي عيونهم عن صرخات الضعفاء ويغضون أبصارهم عن الأطفال الجوعى(!!).

تم نسخ الرابط