الأديب: هو من يجيد رص الكلمات، ونظم القصائد والمعلقات، وتصوير المشاعر بأجمل العبارات.
والمؤدب: هو من يتحلّى بالصفات النبيلة، والخصال الجميلة، والذوق الرفيع، والترفع عن قبائح الفعال، ويكون مثالًا أعلى وقدوة حسنة.
ومن المفترض أن يكون الأديب مؤدبًا؛ لما للأدب من أثر إيجابي على الأخلاق.
قال بعض السلف: اطلب الأدب فإنه دليل المروءة، وزيادة في العقل.
وقال عمر رضي الله عنه: علِّموا أولادكم الشعر يمجدوا وينجدوا.
وقال الصديق رضي الله عنه: علِّموا أولادكم الشعر فإنه يعلمهم مكارم الأخلاق.
فالأخلاق هي الميزان الحقيقي للإنسان، وهي من تصنع قيمته، وليست نصوصه الأدبية.
قال الأجداد
وقديمًا قال الأجداد: فأهل العلم لا يستغنون عن الأدب أبدًا، فليس سيّئ الأدب بعالم وإن درس من العلوم عددًا.
فلستُ مع الذي يرى أن الحكم على النص ينبغي أن يكون جماليًّا فنيًّا فقط دون أي نظر إلى الجانب الأخلاقي، ولستُ مع الفصل بينه وبين حياة الأديب وسلوكه، والاكتفاء بالحكم عليهما من جانب جمالية اللغة وبلاغتها.
وللأسف نجد كثيرًا ممن يحمل لقب أديب ويُنسب إلى الأدب، وتُخلع عليه الألقاب، وهو بذيء، أو خليع، أو عربيد، أو سكير، أو زير نساء، أو شحّات، أو وقح، وفجّ.
ولستُ مع من يفصلون بين نتاج الأديب وبين أخلاقه ونمط حياته وسيرته وسلوكه؛ فإن لم يؤثر فيه ما علّمه وما قاله فلا يستحق أن يكون أديبًا.
وحبّذا لو وُجد اسم آخر يُطلق على أمثال هؤلاء بعيدًا عن مسمى الأدب والأدباء.




