و الأخيرة

رئيس مجلس الإدارة
أحمد عصام فهمي
رئيس التحرير
محمود الضبع

«الولد الشقي» في بلاط الرئاسة

هكذا أغضب محمود السعدني عبد الناصر وأضحك السادات وسخر من مبارك

موقع الصفحة الأولى

الإسم: محمود عثمان إبراهيم السعدني 
تاريخ الميلاد: 28 فبراير 1928
المؤهل: كلية الآداب جامعة القاهرة
المهنة: صحفي 
تظل علاقة الكاتب الصحفى محمود السعدني برؤساء مصر جزءًا مهمًا من تاريخ الصحافة، لاسيما وأن هذه العلاقات تميزت بالتوترات فضلا عن المواقف الفكاهية، حيث استطاع السعدني أن يجسد صوتًا ساخرا أسهم في تشكيل الرأي العام المصري في عصور مختلفة.
وتعتبر مسيرة «عمدة الظرفاء» محمود السعدني واحدة من أكثر القصص المثيرة في عالم الصحافة والأدب حيث عُرف السعدني بأسلوبه الجرئ وسخريته الحادة، طوال مشواره الصحفى الذى امتد مع رؤساء مصر السابقين جمال عبد الناصر وأنور السادات وحسني مبارك..

ورغم أن بزوغ نجم محمود السعدني بدأ قبل ثورة 1952، إلا أن السعدني كان من أبرز الكتاب الذين كتبوا عن الضباط الأحرار والثورة المصرية وتأثيرها على المجتمع.
كان محمود السعدني محبًا ومؤيدًا للرئيس جمال عبد الناصر، خاصة فيما يتعلق بدعمه للفقراء والفلاحين وتحقيق العدالة الاجتماعية، وعمل بعد الثورة في جريدة «الجمهورية» قبل أن يتم فصله منها لاحقا بسبب ما قيل بأنها نكتة أطلقها على الرئيس عبد الناصر، وهي نكتة شهيرة كانت متداولة في عهد عبد الناصر، وتوضح الظروف المعيشية الصعبة، وتقول النكتة
اصطاد صياد سمكة كبيرة وعاد بها إلى منزله ونظرت زوجته إلى السمكة بحزن وقالت: هنعمل إيه بالسمكة ؟ .. فرد الصياد: نقليها في الزيت.. فقالت الزجة: ما فيش زيت.. فقال الصياد: نشويها بالفرن: فقالت الزوجة مفيش بوتاجاز ولا جاز .. فغضب الصياد وألقى بالسمكة في البحر، فقفزت السمكة في الماء وهي تهتف: عاش الرئيس جمال عبد الناصر!.
كانت هذه النكتة تعكس السخرية الشعبية من الظروف المعيشية الصعبة ونقص السلع الأساسية مثل الزيت والغاز في عهد عبد الناصر، وكيف أن السمكة فضلت العيش في البحر على مواجهة هذه الصعوبات، وفي نفس الوقت تهتف للرئيس، في إشارة ساخرة إلى الخطب الحماسية التي كانت تملأ الأجواء.
وتم اعتقال محمود السعدني لمدة عامين، وبعد الإفراج عنه عاد للعمل الصحفي وتولى رئاسة تحرير مجلة صباح الخير.
ومع بداية حكمه، استدعى الرئيس السادات، محمود السعدني ذات مرة، وكان قد بلغه أن السعدني يؤلف نكاتاً ضده، سأله السادات: كيف تؤلف النكت ضدي يا ولد يا سعدني وأنا رئيس مصر، اختاره الشعب عبر الاستفتاء العام أمام سمع وبصر العالم بنسبة 90.04%؟.
رد عليه السعدني بذكاء وروح دعابة: والله يا ريس النكتة دي بالذات مش من تأليفي! لو كانت من تأليفي لكانت جيدة ومضحكة، لكنها من تأليف الشعب. ضحك السادات من رده العبقري هذا.

لقاء الرئيس مبارك

وغادر محمود السعدني مصر متنقلا بين عدة عواصم عربية، بعد تفاقم خلافاته مع الرئيس انور السادات، فتولى إدارة تحرير صحيفة «الفجر» في دولة الإمارات العربية، قبل أن يستقر لسنوات في بريطانيا حيث أصدر مجلة «23 يوليو» لمعارضة نظام الرئيس السادات والدفاع عن مكتسبات ثورة يوليو وقائدها جمال عبد الناصر. وعاد السعدني إلى مصر بعد اغتيال السادات عام 1981
أما علاقته بالرئيس حسني مبارك فكانت علاقة طيبة، إلا أنه كان يري فى الرئيس مبارك مجرد موظف عام ولا يتسم بحنكة وذكاء من سبقوه من حكام مصر .
وفى هذا الإطار يقول الكاتب الصحفى محمد حسنين هيكل: جاءني الساخر الأكبر «محمود السعدني»، مرَّ على مكتبي دون موعد يقول: «إنه لا يريد غير خمس دقائق وسوف ينصرف بعدها»، ودخل إلى مكتبي، وسحبني من يدي إلى شرفة المكتب يقول لي بصوت هامس: «مصيبة، كنت عند الرئيس مبارك الآن»، وأبديت بالإشارة تساؤلاً مؤداه، وأين المصيبة؟، وراح «السعدني» يروى:
جلست مع الرئيس ساعة كاملة كلها ضحك ونكت، وعندما حان موعد انصرافي سألته مشيرا إلى المقعد الذي كان يجلس عليه: يا ريس، ما هو شعورك وأنت تجلس على الكرسي الذي جلس عليه «رمسيس الثاني» و«صلاح الدين» و«محمد على» و«جمال عبد الناصر»، بماذا تظنه أجاب علىَّ؟، ولم ينتظر «محمود السعدني»، بل واصل روايته: نظر إلى الكرسي الذي كان يقعد عليه، والتفت إلىَّ وسألني: هل أعجبك الكرسي؟، إذا كان أعجبك، فخذه معك. ويخبط «محمود السعدني» كفاً بكف وهو يقول: «وخرجت وطول الطريق لم أفق من الصدمة ــ الرجل لم يستطع أن يرى من الكرسي إلا أنه كرسي، لم يدرك المعنى الذي قصدت إليه».
يقول هيكل: حاولت طمأنة «محمود السعدني»، وأنا نفسي لا أشعر بالاطمئنان، وكان تعليقي: «الحق عليك وليس عليه، لماذا تحدثه بالرمز؟، لماذا تفترض أن رئيس الدولة يجب أن يكون عليما «بالمجاز» في أدب اللغة؟، وكان رد السعدني كلمة واحدة «...».

تم نسخ الرابط