الأن، لا مجال ولا مفر.. الجميع صاروا أمام لغة المصالح العليا للأغلبية على أرض الواقع. فما سيحدد اتجاه الصناديق.. هو مصلحة الأغلبية والاكثرية من منظور أوسع وأشمل في مقابل مصلحة أشخاص بعينهم، لأغراض قد لا تتناسب مع حجم التحديات.
في جولة الإعادة لانتخابات مجلس النواب 2025 بالدائرة الخامسة بسوهاج. يمكن لأي كائن حي عاقل ويمشي على قدمين أن يشاهد بنفسه من يحترم الحقيقة والواقع، أو من قد يتآمر على كليهما بدهاء أو وقيعة. والمتابع كذلك يمكنه أن يرى بنفسه من سيحترم اختيار الأغلبية ومن لا يحترم الديمقراطية.
المرشحون أعضاء المربع الذهبي، 2 منهما ينتميان طبوغرافيا حسب بيانات الرقم القومي لمركز العسيرات المكتظ بقيم الكرم والتقدير والاحترام والتحفظ على التغيير. و2 ينتميان طبوغرافيا لمركز ومدينة جرجا. المكدس بقيم العلم والحداثة ودعم التغيير وتكافؤ الفرص للجميع.
وسياسيا جميعهم ينتمون للدائرة الخامسة ومقرها مركز جرجا. لذلك، فالحجة الأن على من يدعي. لا تقبل شكا أو جدلا. وهي واقع لا تخطئة عين ولا ينكره كل سياسي بسيط ذي عقل. ولا يرفضه إلا من له مصلحة في غير ما يسوقه الواقع من معطيات، والمعطيات جميعها تحمل شعارا عريضا يقول (إنها إرادة الله).
المرشحان من جهة مركز العسيرات، هما من النواب سابقا. وصاحب الفرصة الأكبر هو نائب بالفعل لأكثر من دورة. لكنه كنيابي عنيد وتليد ومتمرس، يواجه انتقادات مستمرة لغياب دوره بشكل واضح عن فعاليات مركز ومدينة جرجا.
والمرشح الثاني، صاحب خبرة برلمانية ولكنه يتقدم مجددا للمنافسة في أصعب صورها، وفي وقت شديد القسوة يحتاج إلى طاقة وجهد كبير. فهل ستكفيه الخبرة وحدها فيما الواقع يموج بالتحديات وهو كقيمة وقامة كبيرة، أول من يعرف أن الناخبين لن يلتمسوا له الأعذار بقدر ما يتوقعون منه بذل المزيد والمزيد من الجهد!!
وإلى تلك المنافسة الصعبة، التي يواجهها الصاروخ والعقرب، يأتيهما من الجنوب قليلا، وتحديدا من جهة خط الجبل الغربي، الذي تستقبل سفوحه يوميا شروق الشمس لا غروبها، مرشحان من مركز جرجا. ومؤكز جرجا هو تلك المنطقة التي تكاد الخريطة الجغرافية تؤكد أنها اعتادت التحديات، وتمرس الصعوبات، وقد تمترست في الحياة النيابية برجال عمالقة تعود هذا المركز كمنطقة جغرافية على إنتاج المزيد والمزيد منهم تباعا. فما نضبت فيها بئر حتى ظهرت أخرى بمرشحين أقوياء.
ولعل من العجب أن ظهور أي من رجال مركز جرجا على الساحة للمرة الأولى هو مما كان يعد مفاجأة بذاتها. لم يتوقف هذا المركز في أي دورة انتخابية عن انتاج المزيد منها، كمفاجأت سارة.
وعلى الرغم من أن المرشحين الذين ينتميان طبوغرافيا إلى مركز جرجا ليس لكليهما خبرة نيابية أو في الترشح مباشرة لنيل ثقة الناخبين من قبل. إلا أنهما يتمتعان بميزات واضحة، لا يمكن تجاهلها أبدا، وهي أنهما شابان في مرحلة عمرية مفعمة بالطاقة والقدرة على بذل الجهد.
مفاجآت فى الصندوق
والمثير للتأمل، أن القدر كما لو ساقهما بالفعل لتلك التجربة. فخضعا للاستدعاء القدري. الذي دائما يطلب من يمنحه المنصب ولا يمنح المنصب لمن يطلبه. حتى أن المشهد يبدو وكأن كلاهما يعوض ما ينقص الأخر.
فمن لديه المال والأعمال، وينتقد البعض وانا شخصيا منهم، كونه لا يجيد الحديث بفصاحة تناسب جلجلة صوته المنتظرة تحت القبة، رغم أن أفعاله أكثر منه فصاحة وجلبة وجلجلة؛ إلا أن معه في كفة الميزان ذاتها من لديه العلم والفصاحة. والمال أيضا ولو بدرجة أقل.
ولعل المتابع الأن يرى المشهد واقعيا. إذ كما تؤكده معطيات وإحصائيات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، فإن الفوز بمقعدي مجلس النواب عن الدائرة الخامسة، هو من نصيب رمز السكة الحديد النائب محمود ابوخروف، ورمز المدفع النائب مصطفى خليفة.
وفي السياق، فإن المفاجأة الحقيقية المتوقعة، إن كان ثمة مفاجأت في الصندوق هو ما سيكون نجاح مفاجئ للمنطق يحدثه فوز الصاروخ أو العقرب .
فبحسب علم الإحصاء وحقائق السياسة الخام دون تلاعب أو خيانة للعقل والمنطق. وكما تشير تقديرات طبوغرافيا صعيد مصر، حيث تجد القلبية الجغرافية وكافة أشكالها الأخرى مكانا. فإن القبلية الجغرافية في تلك الحالة لها الحق في الكلمة العليا، خصوصا وأنها مدعومة بكثافة سكانية تعزز فرص مرشحي مركز جرجا. رمزي المدفع والسكة الحديد. حيث عدد الناخبين يفوق مجموع عدد الناخبين في مركز العسيرات إضافة إلى بندر جرجا.
وتلك الأخيرة ينظر الناخب فيها الأن بعين الترقب قبل الانحياز الواضح وهو يتسائل: ماذا سيفعل جاره الناخب ابن القرى ومركز جرجا؟
هل سيظل يلقى اللوم على ناخب المدينة؟. أم سينجح ناخب المركز في تأكيد المؤكد عمليا وإحصائيا بالحصول على مقعدين بدلا من مقعد واحد. كان يشغله النائب الراحل خليفة رضوان ابن المركز وقرية بيت خلاف.. إحدى قرى خط الجبل الغربي.!!
ولا عجب الأن، من أن هذا الجبل يبدو كما لو يترقب هو الآخر ماذا سيفعل به أهله! بينما يتسائل ككائن حي وليس جمادا: هل سأظل راسخا أم سأبدو الناظرين متحركا أتراقص كالطثر مذبوحة من الألم إذا ما نظر نحوي راكب في قطار يمرق بسرعة على شريط الحديد المتوقع مروره بالقرب من غرب جرجا خلال الدورة النيابية 2025/ 2030.. وهذا ما يترقبه الجميع في "مديرية جرجا" سابقا. وقد صار مستقبلها السياسي الان تحت حماية خط الجبل.




