جائني السؤال التالي: ماهي انواع الوحي؟ وهل نحن مكلفين باتباع كل انواع الوحي؟ وما نوع الوحي في قوله سبحانه وتعالى ( ان اتبع الا ما يوحى الي) ؟ونقول بحمد الله معتقدين بتوفيقه أن هناك وحي العلم على نحو قوله سبحانه وتعالى (ذلك من انباء الغيب نوحيه اليك وما كنت لديهم اذ يلقون اقلامهم ايهم يكفل مريم وما كنت لديهم اذ يختصمون) آل عمران 44 ، وعلى نحو قوله تعالى (واوحي الى نوح انه لن يؤمن من قومك الا من قد امن فلا تبتئس بما كانوا يفعلون) هود36 ، وعلى نحو قوله تعالى (تلك من انباء الغيب نوحيها اليك ما كنت تعلمها انت ولا قومك من قبل هذا فاصبر ان العاقبة للمتقين) هود 49
وهناك وحي الهداية على نحو قوله تعالى (واوحينا الى موسى ان الق عصاك فاذا هي تلقف ما يافكون) الأعراف 117 ، وعلى نحو قوله تعالى (...واوحينا الى موسى اذ استسقاه قومه ان اضرب بعصاك الحجر ... الآية) الأعراف 160 ، وعلى نحو قوله تعالى (واصنع الفلك باعيننا ووحينا ولا تخاطبني في الذين ظلموا انهم مغرقون) هود 37 ، وعلى نحو قوله تعالى (واذ اوحيت الى الحواريين ان امنوا بي وبرسولي قالوا امنا واشهد باننا مسلمون) المائدة 111
وهناك الوحي الكوني وهو وحي كمال الإبداع على نحو قوله تعالى (واوحى ربك الى النحل ان اتخذي من الجبال بيوتا ومن الشجر ومما يعرشون) النحل 68 ، وعلى نحو قوله تعالى(فقضاهن سبع سماوات في يومين واوحى في كل سماء امرها وزينا السماء الدنيا بمصابيح وحفظا ذلك تقدير العزيز العليم) فصلت12
وهناك وحي الأمر والتكليف على نحو قوله تعالى (انا اوحينا اليك كما اوحينا الى نوح والنبيين من بعده واوحينا الى ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب والاسباط وعيسى وايوب ويونس وهارون وسليمان واتينا داوود زبورا) النساء163 ، وعلى نحو قوله تعالى (قل اي شيء اكبر شهادة قل الله شهيد بيني وبينكم واوحي الي هذا القران لانذركم به ومن بلغ ائنكم لتشهدون ان مع الله الهة اخرى قل لا اشهد قل انما هو اله واحد وانني بريء مما تشركون) الأنعام 19 ، وعلى نحو قوله تعالى (اتبع ما اوحي اليك من ربك لا اله الا هو واعرض عن المشركين) الأنعام 106 ، وعلى نحو قوله تعالى (قل لا اجد في ما اوحي الي محرما على طاعم يطعمه الا ان يكون ميتة او دما مسفوحا او لحم خنزير فانه رجس او فسقا اهل لغير الله به فمن اضطر غير باغ ولا عاد فان ربك غفور رحيم) الأنعام 145
وهناك وحي التثبيت على نحو قوله تعالى (اذ يوحي ربك الى الملائكة اني معكم فثبتوا الذين امنوا سالقي في قلوب الذين كفروا الرعب فاضربوا فوق الاعناق واضربوا منهم كل بنان) الأنفال 12، وعلى نحو قوله تعالى (اذ اوحينا الى امك ما يوحى) طه 38وهناك وحي القيامة والآخرة لقوله تعالى (يومئذ تحدث أخبارها ، بأن ربك أوحى لها) الزلزلة 4 ، 5 وهناك وحي الرمز لقوله تعالى (فخرج على قومه من المحراب فاوحى اليهم ان سبحوا بكرة وعشيا) مريم 11 بل وهناك وحي شيطاني على نحو قوله تعالى (وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الانس والجن يوحي بعضهم الى بعض زخرف القول غرورا ولو شاء ربك ما فعلوه فذرهم وما يفترون) الأنعام 112
والنبي يأتيه جميع أنواع الوحي ، حتى الوحي الشيطاني لقوله تعالى (وما ارسلنا من قبلك من رسول ولا نبي الا اذا تمنى القى الشيطان في امنيته فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله اياته والله عليم حكيم) الحج 52 ، ولكن لاينعقد التكليف بالنسبة للمخاطبين بالوحي الإلاهي إلا بوحي الأمر والتكليف ، ولاقدسية لنص إلا النص القرآني ، بما يحتويه من كل أنواع الوحي ، ولذلك يتعبد بالنص القرآني لله سبحانه وتعالى بما لايجوز أن يكون لغيره من نصوص.
والوحي في قوله تعالى (ان اتبع الا ما يوحى إلي) هو من باب وحي الأمر والشاهد على ذلك قوله تعالى (اني اخاف ان عصيت ربي عذاب يوم عظيم)
والحكم المستفاد من هذه الآية هو الأمر بالاتباع على وجه الخصوص يكون للنص القرآني دون غيره ولذلك حفظه الله سبحانه وتعالى على سبيل الحصر والجزم واليقين ، فأي مسلم منذ أن أرسل الله سبحانه وتعالى رسوله محمد حتى الأن يستطيع أن يجزم على سبيل الحصر بكل ما هو قرآن ، ولكن أتحدى أن يدعي أحد أنه يستطيع أن يجزم على سبيل الحصر واليقين بكل ما هو حديث ، فإما أنه سيقبل فيه ماليس منه أو سيترك عنه ماهو منه لذلك جعلوا للحديث مراتب.
يسأل أحدهم وما قولكم في قوله تعالى (لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الاخر وذكر الله كثيرا) الأحزاب 21 ؟، أقول وبالله التوفيق أن رسول الله هو النبي عندما يقوم بوظيفته ، فتكون أسوتنا الحسنة فيه أن نتبع النص الذي أرسل معه وهو القرآن الكريم ، وأن نتبع منهجه في أداء التكاليف الشرعية المذكورة على العموم في القرآن ، ثم أن الله سبحانه وتعالى يقول (قد كانت لكم اسوة حسنة في ابراهيم والذين معه اذ قالوا لقومهم انا براء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء ابدا حتى تؤمنوا بالله وحده الا قول ابراهيم لابيه لاستغفرن لك وما املك لك من الله من شيء ربنا عليك توكلنا واليك انبنا واليك المصير) الممتحنة 4 ، وأسوتنا الحسنة في إبراهيم عليه السلام والذين معه تكون في اتباعنا التوحيد الذي اتبعوه مع الكفار وتبرأهم منهم ومما يعبدون من دون الله ثم عاد الله سبحانه وتعالى ليؤكد ذلك في الآية 6 من نفس السورة (الممتحنة) بقوله تعالى (لقد كان لكم فيهم اسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الاخر ومن يتول فان الله هو الغني الحميد) وفيهم هنا هم إبراهيم والذين معه ، ونطابق هذا النص مع النص الخاص برسول الله يعني أن لنا في رسول الله أسوة حسنة بإتباع التوحيد الذي جاء به وكتاب الله القرآن به زخم من الآيات التي تؤكد على التوحيد كعقيدة للمسلم أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركات
