«الأونلاين» يستحوذ على نصيب الأسد
«الجمعة البيضاء» تُشعل منصات التجارة الإلكترونية وتراجع مبيعات الأسواق التقليدية
شهد موسم الجمعة البيضاء أو البلاك فرايداي في مصر زيادة ملحوظة في حركة المبيعات، مدفوعة بالعروض والخصومات الكبيرة، إلا أن نمو المبيعات يتباين بشكل كبير بين قطاعات الملابس، والإلكترونيات، والأجهزة المنزلية، وتلعب القوة الشرائية للمستهلكين دوراً حاسماً في توجيه قرارات الشراء.
ويعتبر قطاع الملابس الجاهزة والأزياء من أكثر الفئات التي تحظى بإقبال كبير خلال موسم الجمعة البيضاء، حيث تشير التقديرات إلى أن الملابس تتصدر قائمة المنتجات الأكثر شراءً من قبل المصريين خلال هذا الموسم، متفوقة على الإلكترونيات والأجهزة المنزلية.
ومن جانبها أعلنت شعبة الملابس الجاهزة عن زيادة في المبيعات بأكثر من 70% خلال شهر نوفمبر بسبب تخفيضات الجمعة البيضاء،رغم شكاوي من تراجع المبيعات فى الأسواق التقليدية، حيث يتجه المتسوقون بشكل كبير نحو المنصات عبر الإنترنت للحصول على عروض تصل فيها نسبة الخصم إلى 80% على الأزياء من علامات تجارية مختلفة.
ويأتي قطاع الإلكترونيات في المرتبة الثانية من حيث حجم المبيعات بعد الملابس، ويشهد طلباً مرتفعاً على منتجات الهواتف الذكية، وأجهزة الكمبيوتر المحمولة (اللاب توب) من الطرازات الأقدم، وسماعات الرأس، والأدوات المنزلية الصغيرة، ويلعب التسوق عبر الإنترنت دوراً محورياً في هذا القطاع، حيث يفضل المتسوقون المقارنة بين العروض عبر المنصات المختلفة.
بينما يشكك بعض المستهلكين في حقيقة الخصومات المقدمة على الأجهزة ذات هوامش الربح الضيقة، مما يدفعهم للبحث عن العروض الحقيقية والقيمة مقابل السعر.
وفى قطاع الأجهزة المنزلية، أظهر القطاع سلوكاً شرائياً مختلفاً، حيث يُنظر إلى الأجهزة المنزلية كسلع معمرة يتم شراؤها للضرورة أكثر من الرفاهية.
وعلى الرغم من العروض الكبيرة التي تقدمها المتاجر الكبرى وتجار التجزئة، إلا أن الزيادة في المبيعات جاءت أقل من المتوقع مقارنة بالملابس والإلكترونيات في بعض الأحيان. ومع ذلك، فإن المبيعات الإجمالية للأجهزة الرئيسية مثل الثلاجات والبوتجازات تشهد نمواً مستمراً على المدى الطويل.
الأسواق الإلكترونية
يذكر أن شعبة الأجهزة الكهربائية، أعلنت قبل أسابيع عن تراجع معدلات البيع فى سوق الأجهزة الكهربائية بنحو 60٪، بالتزامن مع بدء العام الدراسى واتجاه المواطنين لتلبية احتياجاتهم من الأدوات المدرسية والسلع الغذائية.
ويستمر التسوق عبر الإنترنت في النمو خلال الجمعة البيضاء، حيث يفضل غالبية المصريين استخدام هواتفهم الذكية للتسوق، طلباً للراحة وسرعة التوصيل وتنوع خيارات الدفع.
وبحسب تقرير للبنك المركزي، بلغ حجم سوق التجارة الإلكترونية في مصر حوالي 10.24 مليار دولار أمريكي لعام 2025، ومن المتوقع أن يصل إلى 19.28 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2030، بمعدل نمو سنوي مركب قدره 13.49% للفترة 2025- 2030.
وقد أدى انتشار الهواتف المحمولة، واستثمارات الحكومة في البنية التحتية بقيمة 150 مليار جنيه مصري منذ عام 2018 إلى نمو سوق التجارة الإلكترونية في مصر، وجعلها كواحدة من أسرع الاقتصادات الرقمية نموًا في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
فيما أدى ارتفاع استخدام الانترنت في مصر من 72.2% إلى 81.9% بحلول أوائل عام 2025 إلى توسيع قاعدة المستهلكين عبر الانترنت إلى 96.3 مليون مصري، وتعمل الهواتف الذكية على نمو مبيعات التجارة الإلكترونية حيث مثلت حوالي 72.73% من مبيعات التجارة الإلكترونية لعام 2024.
وتسجل محافظات القاهرة والجيزة والإسكندرية حوالي 60% من قيمة معاملات التجارة الإلكترونية في مصر لعام 2024.
ويظل موسم الجمعة البيضاء محركاً قوياً لحركة المبيعات في مصر، وتتفاوت الاستجابة للعروض حسب نوع المنتج، حيث تحظى الملابس بأعلى نسبة مبيعات، تليها الإلكترونيات، بينما تتأثر مبيعات الأجهزة المنزلية بشكل أكبر بالضرورة وتسهيلات الدفع.








