و الأخيرة

رئيس مجلس الإدارة
أحمد عصام فهمي
رئيس التحرير
محمود الضبع

فلسطينية تروي لـ"الصفحة الأولى" المعاناة

«حرب الشتاء».. غزة تغرق بالكامل والأمطار تجرف الخيام والاحتلال يمنع مواد البناء

موقع الصفحة الأولى

"يارب خدنا.. يارب" كانت صيحات لطفل فلسطيني في غزة يقف تحت زخات المطر الغزير، في مشهد قاس بفيديو تداوله رواد السوشيال ميديا، ليلخص حال أهل غزة، فما أن هدأت حرب الصواريخ والقصف حتى بدأت "حرب الشتاء".     

وتواجه الأراضي الفلسطينية، خاصة قطاع غزة، منخفضاً جوياً، زاد من معاناة سكانه، لا سيما الذين يعيشون في الخيام التي غالبيتها باتت مهترئة بعد عامين من النزوح والحرب الإسرائيلية التي دمرت منازلهم وحتى مراكز الإيواء، ولم تبقَ لهم سوى تلك الخيام التي غرقت بما فيها من ملابس وأمتعة ومقتنيات، وجرفتها مياه الأمطار.

مئات الخيام، بل ربما الآلاف وعلى مدار يومي الجمعة والسبت، غرقت بفعل الأمطار الغزيرة التي صاحبت المنخفض وهو أول منخفض جوي يضرب قطاع غزة مع بداية فصل الشتاء الذي يبدو أنه سيكون قاسياً هذا العام على نحو مليون و370 ألفاً من النازحين في الخيام بمختلف مناطق القطاع.

غزة غرقت بالكامل

وفي هذا الإطار، كشف المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة محمود بصل، اليوم السبت أن غزة غرقت بالكامل في غضون ساعتين فقط من تساقط الأمطار، مشيرا إلى أن سكان غزة سيشهدون أياما أكثر صعوبة في الأيام المقبلة مع اشتداد حدة المنخفضات الجوية التي ستضرب القطاع.

وأضاف بصل أن الدفاع المدني في غزة، لا يملك القدرات اللازمة لمواجهة التداعيات الكارثية التي تسببت بها الأمطار في القطاع، موضحا غرق أسر بأكملها جراء الأمطار الغزيرة والواقع في القطاع صعب وكارثي.

كما أطلقت الرئاسة الفلسطينية مناشدة عالمية للضغط على إسرائيل، للإسراع في إدخال البيوت الجاهزة والخيام للقطاع، وذلك لمواجهة الأحوال الجوية القاسية التي تعرض حياة المواطنين للخطر.

وتوجهت الرئاسة الفلسطينية بمناشدتها إلى الإداراة الأمريكية والدول الضامنة لاتفاق السلام في غزة، وذلك لمواجهة الأحوال الجوية القاسية التي تعرض حياة المواطنين للخطر، حيث أن ما تبقى في غزة من خيام متهالكة وممزقة لا تمنع دخول الأمطار ولا توفر الحماية للمواطنين.

شهادة حية 

هدى المصري تقيم مع أبنائها الصغار في خيمة داخل ميناء غزة تحث لـ "الصفحة الأولى" لتقول: "لقد استيقظنا يوم السبت على غرق فرشنا وأغطيتنا بماء المطر الذي غمر خيمتنا ولم نستطع الهروب من مواجهة الأمطار الغزيرة والصقيع الذي ينخر في عظام أطفالنا".

وأكدت أن حالها كحال آلاف الأهالي في غزة الذين نصبوا خيامهم في الميناء بعد رحيل القوات الإسرائيلية منه.  وأشارت إلى أن ما ساعد في أزمة المياه أن أمواج البحر ارتفعت مع المنخفض الجوي وتزايد ارتطامها باللسان البحري للميناء، قبل أن تدخل أجزاء منها إلى الخيام، مما زاد من صعوبة الأمر على عائلتها وآلاف العائلات التي تعيش في الأماكن المحيطة 

وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) أكدت أن الأمطار تزيد من صعوبة الأوضاع في قطاع غزة والعائلات تلجأ إلى أي مكان متاح بما في ذلك الخيام المؤقتة، مشددةً على الحاجة الماسة إلى إمدادات المأوى في غزة المتوفرة لديها. داعيةً إلى السماح لها بإدخالها وتقديمها للسكان.

وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة إنه منذ بدء وقف إطلاق النار في 11 أكتوبر الماضي، رفضت سلطات الاحتلال الإسرائيلي 23 طلبا لإدخال نحو 4000 منصة نقالة من الإمدادات الأساسية، بما في ذلك الخيام، وأدوات العزل والتأطير، والفراش، وأدوات المطبخ، والبطانيات.

تم نسخ الرابط