و الأخيرة

رئيس مجلس الإدارة
أحمد عصام فهمي
رئيس التحرير
محمود الضبع

رد حاسم من شيخ الأزهر

منهج الدين للمرحلة الابتدائية سنة 1930 يحرم التوسل بالأولياء وزيارة الموالد

موقع الصفحة الأولى

حرّم كتاب قديم يحمل عنوان مقرر القرآن الكريم والتهذيب والدين، زيارة الموالد والتوسل بـ الأولياء وتكفير من يفعل ذلك، إضافة إلى تحريم التزاحم على الأضرحة، باعتبارها من أشد العادات المستقبحة، وضررها على الأخلاق والصحة العامة. 

وجاء في الكتاب المخصص للمدارس الابتدائية وفقا لمنهج سنة 1930، الجزء الرابع للسنة الرابعة الابتدائية، تأليف عبد العليم حسين المدرس بمدرسة مصر الجديدة الابتدائية للبنين والمطبوع في المطبعة الحدية بشارع خيرت في القاهرة، تحريم التوسل بالأولياء أو الأضرحة، حيث جاء في الصفحتين رقم 128 و129، أن التوسل بالعظام التي فيها قضاء حاجة، أو تفريج كرب، أو شفاء مرض، أو كسب قضية، فذلك زيغ عن الدين، وكفر بالله.  

وجاء في الكتاب: "أن الرجال والنساء الذين يتزاحمون على ضريح السيدة زينب، وضريح الحسين وضريح السيد البدوي، وغيرهم من عباد الله الصالحين، يقبلون الأعتاب، ويلثمون ما على الأضرحة من الحديد والنحاس، ويكتحلون بترابها، وينظرون لهم النذر، إنما يدعون غير الله، ولا فرق بينهم وبين عباد الأصنام". 

وخاطب الكتاب التلاميذ قائلا: "فزر أيها التلميذ الأضرحة، كما تزور قبور أمواتك للعظة والاعتبار، وإياك أن تدعو وليا من الأولياء لينجحك في الامتحان، أو ليفرج عنك كربة، لأنك تدعو غير مجيب، وتشرك مع الله عظاما نخرة، ومخلوقا قد تكون عند الله أفضل منه، وادع الله فإنه قريب يجيب دعوة الداعي، ويفرج كربة الملهوف، وهو الذي يعطي من يشاء، وينع من يشاء، بيده الملك وهو على كل شيء قدير". 

وأشار الكتاب إلى الموالد، قائلا: "إنها من أشد العادات المستقبحة إضرارا بالأخلاق والصحة العامة، وقد وجدت في العصور المتأخرة من الإسلام، وحض عليها خدمة الأضرحة ومشايخها لأنها تدر عليهم الخيرات، وتملاء صناديق النذر، فيسلبون تقود الفقراء والجهال، ويختلسون أرزاق العامة". 

وأضاف: "فإياك أيها الولد النجيب أن تضع قرشا في صدوق من صناديق هذه الأضرحة، لأنك تحسن على غير مستحق، وتتصدق على موظفين وأثرياء، فإن أردت الإحسان فابعث ما تجود به نفسك إلى الجمعيات.  

شيخ الأزهر 

وفي وقتنا الحالي، الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، قد رد على هذه الأفكار موضحا موقف الأزهر الشريف من التوسل، ومشيرا إلى أن تكريم الأولياء والتوسل بدعائهم لا يتعارض مع جوهر العقيدة الإسلامية ما دام خاليًا من الشرك أو الغلو. 

وقال الإمام الطيب للإعلامي محمد سعيد محفوظ: “أن يطلب بشكل مباشر من هذا الولي أو الصالح أن يقضي له حاجته في الدنيا، هذه لا نقرها. إنما أن يتوسل إلى الله بهذا الصالح، لا شيء فيه. لأن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث كان يقول وبحق السائلين بحق ممشاي هذا، وبحق السائلين عليك أن تقضي لنا كذا”.

وتابع شيخ الأزهر: هذا حديث يُثبت أن الإنسان يتوسل إلى الله بممشاه إلى المسجد أو بالسائلين ومنهم الصالح وغير الصالح، يتوسل بحق السائلين. يعني ادعوني أستجب لكم، ومن باب أولى أقول بحق هذا الولي أو جاهه عندك. شبابنا الذي يزعم أنه يرجع إلى السلف وأن هذا شرك، هذه هي المشكلة، ليس بشرك". 

 وشرح الشيخ أحمد الطيب: "الشرك هو أن تعبد الحسين بدون الله هنا أقول لك هذا شرك، إذا كنت تقول أنا أعبد ربنا ومعاه السيد البدوي أو ضُبطت تصلي ركعتين للإمام الحسين أو السيد البدوي، هذا شرك ولم يفعله أحد من المسلمين من وقت النبي صلى الله عليه وسلم إلى الآن ولن يفعله مسلم، وأريد أن اطمئن أولادنا الذين حصروا مشكلتنا في الاقتصاد والتعليم والصحة في تلك المسألة، النبي قال أنا لا أخاف عليكم الشرك من بعدي، ولكن أخاف عليكم الدنيا، أن تتسارعوا وتتقاسموها وهذا ما يحدث". 

أما الدكتور عبد الهادي القصبي، رئيس المجلس الأعلى للطرق الصوفية، فقال إن الطعن فى نسب السيد البدوي أو ولايته حرام شرعا، واستند في ذلك إلى فتاوى رسمية من دار الإفتاء المصرية.  

وقال رئيس المجلس الأعلى للطرق الصوفية، إن الجدل المثار حول مولد السيد البدوي، جدلٌ مصطنع ومفتعل لا يستند إلى واقعٍ أو علمٍ أو نيةٍ صالحة، ولكنه محاولة متكررة لافتعال ضجيج إعلامي بحثًا عن الترند وزيادة المشاهدات على حساب الثوابت الدينية والتراث الروحي للمجتمع المصري. 

وأكدت المشيخة العامة للطرق الصوفيّة، أن الجدل في حول مولد السيد البدوي مصطنع، واستشهدت بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تؤكد منزلة الأولياء والصالحين، ولفتت إلى أن الاحتفال بموالد آل البيت وأولياء الله الصالحين شعيرة مشروعة وموروث أصيل من ميراث الأمة الإسلامية، أقر مشروعيته كبار العلماء ودار الإفتاء المصرية في فتاويها المتتابعة ومنها فتاوى (رقم 2025 بتاريخ يونيو 2008)، و(بتاريخ 16 سبتمبر 2021) أن السيد أحمد البدوي إمام قطب عارف من آل البيت، وأن الطعن في نسبه أو ولايته محرّم شرعًا ومنافٍ لأدب العلم والدين. 

تم نسخ الرابط