مراحل التعليم المختلفة تمثل في الواقع تشكيل العقلية العربية بصفة عامة والشخصية المصرية بصفة خاصة. ولا شك أن التعليم في العقود الأخيرة لم يرض أحدا في مصر، فضلا عن العرب .
وإصلاح التعليم مرتبط بإصلاح الفكر واستقامة التفكير مع تحديد الهدف ، إننى أذكر فى مباحثات السلام الأولى ، وخاصة فى مناقشة موضوع التطبيع ، أراد اليهود أن نتلاعب في تاريخنا ونخفي ديننا حتي لا يخرج الجيل المصري -بعد السلام -يحمل ضغائن ضد اسرائيل .
و بالفعل لم يعد كتاب التاريخ يحمل تفاصيل الحدث التاريخي الذي طالما شكل الوجدان المصرى، وأسس شخصيته.
وتم اختزال مناهج الدين بما يوافق بناء شخصية هوائية لا تعرف من دينها سوى القصور العقلي ، ويكتفي المنهج بتعليم الطفل أصول الطهاره والصلاه ، مع بعض الأحاديث التي تبرز بعض الأخلاقيات , التي يعلمها الجميع.
لكنك حين تتفقد سيرة اليهود وأعمالهم فإن جميع الأسفار تخلو من مذمتهم ، فى الوقت الذى تتكون شخصية الطفل اليهودي على كراهية الإسلام والعرب أجمعين !!
والنتيجة أننا رأينا جيلا يهوديا عدوانيا ، يعـشق سيل الدماء العربية ، حين يراها على الأرض مقرونة بأعضاء الأطفال المسلمين، فيهدم بيوتهم فوق رؤسهم حين يطلقون الصواريخ الفتاكة ...لقد قتل في حرب غزة حتى ساعة كتابة هذا المقال سبعون الفا من الأبرياء العزل، و القتله درسوا أن العرب أنجاس يجب التخلص منهم،كما حفظوا ذلك من مناهجهم .. إن تشكيل العقلية الإسرائيلية تتم بعناية شديدة ، فالمنهج التربوي والتعليمي لقن الطفل اليهودي كل الموبقات ، والتي نرى نتاجها أمام أعيننا , والمرحلة الثانوية فى إسرائيل كانت النهاية بالنسبة لخط سير التعليم الأولى فى أرض الاحتلال الذي بدأ بالتعليم الابتدائى إلى أن وصل للمرحلة الثانوية .
والكتاب المقرر على المرحلة الثانوية هو من تأليف "شالوم أبخر " والكتاب كمثله زاخر بالأكاذيب المصنوعة فى خرابات التدمير البشري لدى اليهود ، والكتاب ركز على جملة من النقاط المهمة التي تبث العداء الأزلى فى النفوس .
يركز الكتاب على ما يلى
1 - تقع إسرائيل المسكينة - وهذا قدرها - بين الدول العربية الإسلامية وهذه الدول تضع خططها لمحو إسرائيل من الخريطة .
٢ - أن العرب يدبرون لإشعال حرب إبادة ضد إسرائيل ، ويدبرون بإلقاء سكان إسرائيل فى البحر . وهذه النقطة تحديدا استدلوا عليها بكلمات عصبية كان قد ألقاها عبد الناصر في إحدى خطبه .
٣- أن الحكام العرب يزرعون الحقد على إسرائيل ، ويسنون لأجله القوانين .
٤ - العرب لا يفكرون فى السيطرة على المنطقة التى تحيا فيها إسرائيل ، بل يريدون الإبادة الشاملة للمستوطنين اليهود ، لذلك تتوقع إسرائيل دوما شن حرب - محتملة - ضدها ، والتاريخ لن يشهد مثلها أبدا من قبل أو من بعد .
٥ـ إن العرب لم ينفذوا خطتهم التي يرغبون فيها إبادة إسرائيل لا بسبب ضعف الإرادة والإدارة لديهم ، وإنما لعدم القدرة العسكرية على إسرائيل ، وإذا ما سنحت الفرصة للعرب فلن يتأخروا دقيقة واحده.
٦ـ وأثناء مطالعة الكتاب يلمس القارئ مدى شحن الطالب بروح العداء والكراهية ضد العرب ، مع إشعار اليهودى بان العرب متربصون لليهود وسوف ينتهزون أقرب فرصة للقضاء عليهم .
٧- ولم ينس الكتاب أن يظهر العرب متخلفين بلهاء اجتماعيا وفكريا و طباعهم وعاداتهم طالما عكست البهيمية التي يحيون فيها , وهي فرصة للاحتلال أن يستغلها ليبقى .






