
اعتمد بنوصهيون كتاب منهج التعليم لجميع المراحل الدراسية اليهودية ، ولم تترك مناهج الصهيونية مدينة القدس المدينة العربية الإسلامية إلا وقد عبثوا بتاريخها حتى أضحت مشوهة التاريخ ، فقد قطعوا صلتها بالحضارة الإسلامية نهائيا ، بل على العكس أبرزوا مرويات ملوثة تفيد بأن القدس مدينة يهودية خالصة ، يقترن وجودها بوجود المعابد اليهودية ، فضلا عن أكذوبة الهيكل المزعوم .
وكانت طريقة عرض مدينة القدس في المناهج الإسرائيلية قد اعتمدت تقديسها في نفوس اليهود ، واعتبارها رمز الاستعلاء والتميز العرقى اليهودى على كل شعوب الأرض ، وزيفوا تاريخها باعتبارها مجمع صفوة الأمة اليهودية من أنبياء وملوك وقادة يهود تسيدوا البشرية عبر الأزمان .
واعتبر في مناهجهم أن دور العبادة من كنائس ومساجد قد بنيت فوق أنقاض مؤسسات دينية يهودية ، واعتبروا الكنائس والمساجد مؤسسات أثرية يهودية المرجع ، وزادوا من بجاحتهم زاعمين أن الحرم القدسى الشريف قد أقيم على انقاض هيكل سليمان ، وفى كل مرحلة دراسية يزيدوا التاريخ فرية من أكاذيبهم ، فبينوا تاريخ القدس من حيث أنها مدينة يهودية تعرضت للإحتلال العربى على يد قائد جيش العرب المحتل عمر بن الخطاب .
واعتمد المؤلف التعليمى اليهودى على وصف العرب سكان مدينة القدس الأصليين بالمخربين الدخلاء صانعى التدمير ، وضرب مثالا بذكر طرد الغزاة الصليبيين على يد صلاح الدين الأيوبى ، والظاهر بيبرس ، ووصفها بأنها غزوات تخريبية متعمدة ، هذا فضلا عن تلويث سيرة بنى أيوب والمماليك ، وبينوا أنهم في الأصل كانوا من العبيد أبرزوا فجعتهم للدماء .
العرب الفلسطينيين
وزاد المؤلف تزويرا بوصف العرب الفلسطينيين من سكان مدينة القدس بأنهم ثلة من عدة طوائف هيمن عليها الانقسام والتشرد، وأنها عدائية دموية ، ولا تنتمى إلى شعب واحد ، وخصص فصلا لبيان تمزق المسلمين إلى مذاهب ضالة ، وفصلا آخر لتاريخ المسيحيين باعتبارهم جماعات وطوائف يتسابقون نحو إنكار الإلوهية ، أو تشويه الدين الحقيقى .
وخصص المنهج فصلا عن مقاومة العرب الفلسطينين بحتمية بناء المستوطنات لضمان السيطرة على مدينة القدس وضواحيها .
وقام فريق من الأثريين اليهود بتزوير معلومات تاريخية نقشوها على المباني الأثرية لتنطق بالإفك على الأجيال اليهودية الناشئة .
وتبنت وزارة المعارف هذا المؤلف المنهجى التعليمى ، وقامت الوزارة بطبع كتب الدراسة لجميع المراحل على مسيرة هذا المنهج الكذوب ، وكرست الأنشطة المدرسية جهودها في إقامة رحلات إلى كل معابد مدينة القدس لبيان الأكاذيب الملفقة حولها سواء المساجد أو الكنائس .
ولا ننكر أن هذا المنهج الذى بدأ مبكرا للمرحلة الأبتدائية قد خلق جيلا رضع العداء والكراهية للعرب ، في مقابل ذلك رد العرب بدروس للأطفال في مراحلهم الأولية تبين إلى أي مدى تجلت العقلية العربية المضادة بدورس مضمونها : " فلفل نط ، أكل البط " .