
لا يخفى أن اليهود قد درجوا فكرتهم المعطوبة وفق نقاط رئيسية مرتبة .. أولها حلم قيام دولة إسرائيل الكبرى ، والكبير يبدأ بنقطة يتم تنميتها وتكبيرها عبر خطوات راسخة عندهم.
الأمر الثانى : التأكيد على أن حلم إسرائيل الكبرى أوامر توراتية نص عليها كتابهم الذى صاغوه بأيدى شياطينهم. بمعنى أن قيام دولة بإسمهم يعنى تنفيذ أوامر دينهم ، فهى دولة دينية دستورها هو توراتها بما تنص عليه.
الأمر الثالث : توصيل هذه الفكرة إلى يهود أوروبا ، خاصة الشباب الذين يحملون بمستقبل باهر ، رهنه حكماء صهيون بإقامة الدولة الصهيونية ، وطالما ربط الشباب حلمهم بقيام الدولة ، فإن سعيهم الأول سيكون موجها لذلك.
الأمر الرابع : تلويث سمعة العرب ، وإظهارهم أقوام متخلفة رجعية ، تدمر كل حين ماتصنعه اليهود من أعمال تقدمية راقية تدعم الحضارة بالكذب والتزوير.
ويمكن للمؤرخ الأريب تقسيم هذه النقاط الأربع إلى أضعاف مضعفة ، فحلم قيام إسرائيل قد بدأ منذ أن كشف هرتزل عن المؤامرات المدفونة ، وأخرجها إلى حيز الرؤية ، ولكنه تفرع بعد ذلك ليصل إلى كل فئات إسرائيل فى أوربا، وإلى الرأى العام فى كل الدول الغربية ، وتنوع هذا الجهد فى طريقين تنمية شعور أوربا بحتمية ترحيل القلة اليهودية من أرضها ، والطريق الآخر نشر كذب تاريخى دينى يتقبله الجيل المعاصر لبدء الدولة اليهودية كذلك ينشطر العنصر الثانى إلى توجه عام لشباب اليهود - كما أشرنا _ مع توجيه الرأى العام لأهدافهم القريبة والبعيدة ، ولا نغفل أن رءوس الأموال اليهودية كانت تحالف دوما القوى الاستعمارية الكبرى مثل ركوبهم لجواد بريطانيا الجامح، فتكسب بريطانيا أموال اليهود ، ويكسب اليهود مساندة إسرائيل المزعومة لتتأسس أحلامهم بإقامة دولتهم على أشلاء العرب ، وتمت مؤامرة بريطانيا باستخراج وعد بلفور الذى أعطى الحق لليهود بسكنى فلسطين ، على حين غفلة من أهلها .
وهكذا لم يكن اليهود ليسلكوا طريقا واحدا ، لكنهم تشعبوا بكل جهدا مستغلين كل نقيصة فى ميدان الأخلاق يتخذوها وسيلة لتحقيق مآربهم .
واليهود فى صناعة السينما ليس لهم باع ، ولم يسجلوا فى هذا الميدان مايحمد لهم، لا من حيث الموضوعات ، ولاسبل التقنيات الفنية على صعيد الإبداع، ولم يعرفوا السينما كفن راق، لكنهم عرفوها كونها آفة دعائية للأهداف الصهيونية ، ويمكن للمؤرخ النابه أن يتتبع دور الصهيونية فى تسخير رجال الأعمال ، والشخصيات المتميزة فى الأدب والفن لنصرة الأهداف العدوانية .
السينما فى هوليوود
وفى هذا المضمار اقتحمت أموال اليهود صناعة السينما فى هوليوود إحدى ضاحيات لوس أنجيلوس بولاية كاليفورنيا الأمريكية ، وهوليوود هى مدينة السينما الأولى فى العالم ، وحين اقتحمتها رءوس أموال اليهود كان بغرض الكسب من جهة ، ومن جهة أخرى بث الدعاية الصهيونية العنصرية عن طريق الأفلام الوثائقية والروائية للتلاعب بعقول قطعان كبيرة من الجماهير التى آمنت بأفكارهم حتى أن أول فيلم يهودى ناطق باللغة العبرية فهو فيلم " هذه أرضى" وهو انتاج أمريكى عام 1932، وهو بالطبع كان يروج بالطبع للحق المزور لليهود فى أرض فلسطين ، وكان ينادى بقوة إلى ضرورة إقامة الشباب اليهودى فى أرض المعاد كما يحلو لليهود أن يطلقون عليها .
وفى نفس العام تم إنتاج فيلم " الهدهد" بأموال الصهيونى نلستان وقد ركز على شباب المهاجرين اليهود إلى فلسطين، وتركزت جهود الصهيونية فى ترسيخ فكرتها بين الأواسط الأمريكية ، وسرعان ما وجدت فى المساحة الأمريكية منطقة عريضة من الممكن أن يتحركوا فيها سعيا للانتشار .
وفى 1948 بث اليهود فى هوليوود فيلما عن اليهود فى فلسطين وقد احتوى هذا الفيلم على وثائق مزورة ملفقة ، وقد عرض هذا الفيلم التسجيلى مدعما بالوثائق التاريخية المكذوبة ، وتم الزج به فى 6200 دار عرض سينمائى ، وروعى اختيار ديار العرض التى تتمركز فى أحياء زاخرة بالصهاينة وفاز مخرجه "ياروخ دينار" بجائزة الأوسكار . ولم يمر عام حتى قام اليهود فى بريطانيا بإنتاج فيلم "الرقم 24 لا يجاوب". وهذا الفيلم ناقش فى قمة البجاحة الشر المستطير الذى قامت به العصابات الصهيونية المسلحة التى أرهبت فلسطين ، وأشار الفيلم إلى اعتماد إسرائيل على المخابرات البريطانية وبهذا يمكن أن نفهم أن بدء ظهور إسرائيل اعتمد بداية على المخابرات البريطانية 1948، وساندتهم حتى حصلوا على قرار التقسيم الظالم ، وحين سبق الجواد الأمريكى وكانت أمريكا قد بدأت التحكم فى ثروات الشرق ، هناك ألقت إسرائيل بنفسها بين أحضان الاستخبارات الأمريكية لتؤمن لها مستقبلها فى الشرق.