
كل ماسبق من مساعى السينما الإسرائيلية قبل عام 1961م ، لم يكن فى الواقع سوى فقاقيع فارغة لا قيمة لها ، وكلها كانت تصب فى صالح الأهداف الصهيونية ، ولم تعترف الدول الكبرى بهذه المحاولات الفنية ، لأنها كانت فارغة تافهة محكوم عليها بالسذاجة و السطحية ، لكن جانب الدعاية ضخم قيمة المنتج السينمائى ، حتى أضحت الدعاية الوهمية أكبر من الواقع التافه والنقاد الفنيون يرون أن كل ما أشيع على السينما الإسرائيلية ليس حقيقياً ، و الأفلام التسجيلية التى نشروها لتحقيق ما تصبو إليه أهدافهم المزعومة ، ما هى إلا أفلام ساذجة لا ترقى لمستوى رؤية الأطفال .
وفى سنة 1967م نشطت الأموال اليهودية ، فى الوقت الذى تأسست فى هوليود مؤسسة رصيد الطوارىء لعون إسرائيل " هذه المؤسسىة أسست خصيصاً للتسول وجمع التبرعات ، ثم التسلل إلى منابع الإنتاج كى يثبتوا أهداف الصهيونية بمجموعة من الأفلام التسجيلية تغذى الفكرة اليهودية ، ولأول مرة نرى التناقض الفلسفى فى عنوان فيلم أخرجه " جول داسان " بعنوان " الحرب من أجل السلام " وهو فيلم طويل كتب السناريو " إير جين شو " وقد نجح فى التزوير والتزييف لأحداث مهمة جدا جرت فى الشرق الأوسط ، وفيه أظهر وداعة الشخصية اليهودية ، فى الوقت نفسه أظهر المقاومة الفلسطينية بصورة عمل إرهابى مخيف وبرشوة مالية كبرى أخرج الإيطالى " لوتشينى " فيلمه " معركة سيناء " برأس مال يهودى ، و أظهر فى الفيلم بطولة لجندى إسرائيلى وبسالته فى الدفاع عن كيانه اليهودى المرتبط بأرض الآباء ، فى واحد من أفشل الأفلام السينمائية وفقرها الفكرى والفنى .
فيلم هذه أرضه
وفى بجاحة لا ينقصها شىء دفعت الأموال اليهودية فى الصهيونية البريطانية لإنتاج فيلم بعنوان " هذه أرضه " أخرجه المخرج " جيمس كولبر " وناقش فيه قضية تبرير حق إسرائيل فى ضم الأراضى العربية بالقوة !! ، وذلك وفق مخطط بريطانى مرسوم ، وقد ثارت الأقلام البريطانية موجهة النقد اللاذع للفكرة ، وتساءل الرأى العام البريطانى هل هذه الفكرة المعادية للعدل والسلام تتبناها السياسة البريطانية ، أم هى فئة مهترئة يجب بترها من المجتمع البريطانى ؟ وتوصلوا على أن السياسة البريطانية بمساندتها لهذه الفكرة قد خانت الشعب الإنجليزى ، وخانت منطق العدل والسلام ، و أظهرت السياسة البريطانية بوجهين متناقضين تماماً ، أحدهما يزعم حبه للسلام ، و الآخر يبغى الدموية فى شعوب العرب جميعهم .
وأخرج المخرج " در دريك روسيف " فيلم " حائط القدس " وهو فيلم تحدث بالبجاحة نفسها ضرورة إبقاء القدس تحت السيطرة اليهودية .. و استخدموا وسائل ساذجة تدعم هذه الفكرة ، إلا أن النقاد قالوا إن الفيلم خائن للعدل ، لأنه يعرض وجهة نظر واحدة ، هى وجهة نظر اليهود ، وإن بدا هذا الرأى من الفيلم ، فلا يصح فرضه على الرأى العام العالمى لكن مما يؤسف له ، أن العرب عجزوا عن استغلال هذا النقد ، ولم يلقوا عليه الضوء ، فى الوقت ذاته لم ينتجوا أفلاماً تعرض الرؤية المضادة ، والتى يساندها الحق . ويبدو أن الحق لا يظهر ولا يسود ما لم تكن هنالك قوة تحميه وتجليه .