
الكتاب الجامع لتوجيه المراحل التعليمية فى إسرائيل جعل عنوانه : "هذا موطنى" وهو من تأليف ش. شكيد، وكل مبادئه يتم توزيعها على المراحل المتوالية بدقة شديدة، وكل النقاط التى تناولها كانت المحور الرئيسى فى التوجيه ، وأول هذه المحاور الرئيسية ..
أولا: أن العرب مخربون، هؤلاء المخربون لا يمكن تركهم يلجأون للتخريب والتدمير ، فلابد من مقاومتم ، وركز الكتاب على مستعمرات الجليل الأعلى ، والمناوشات التى حدثت فيها ، وربط الكتاب بين عملين مهمين ، الأول هو رد تخريب العرب ، والثانى هو حتمية بناء مستوطنات ومستعمرات فى المنطقة الشمالية.
ونلاحظ هنا أهمية بناء المستوطنات لأن الحشد السكانى يمثل صدا منيعا ، وحاجزا نفسيا أمام الفلسطينين، لذلك كان من أمنيات اليهود التى تحققت هى عدم تعمير سيناء، وعدم إقامة مدن سكنية ولا مقومات حضارية ، لتبقى سيناء عارية إلا من القليل.
ثانيا : أشار كتاب "هذا موطنى" إلى تزوير تاريخى مفاده " قبل قيام إسرائيل كان العرب كثييرين فى غرب جبال السامرة، ولكنهم هجروا قراهم". وهى نقطة خطيرة تم ترويجها على جميع الأصعدة حتى رددها معدومو الإحساس من العرب، وكثير ماتسمع من بعضهم بأن الفلسطينين هم الذين هجروا أرضهم !!، ليرددوا ما تمناه اليهود أن تلوكه ألسنة السفهاء منا.
ثالثا: " كل ما مر بالقدس ليس سوى غزوات عابرة حتى سعدت بعودتنا لتصبح عاصمة لإسرائيل مرة أخرى " ، وهى بالطبع أكذوبه مخلقة ، خاصة إنها ممزوجه بأحداث تاريخية.
تزوير تاريخى خبيث
رابعا : ركز الكتاب أيضا على تزوير تاريخى خبيث يقول :" الخليل عاصمة الملك داود فى بداية حكمه"، وهذا نوع من ربط هجمية الاحتلال بمرجعيات دينية وتاريخية ، وإزالة لشعور الغربة لدى المهاجرين اليهود الذى احتلوا فلسطين من أوربا وغيرها.
خامسا : وذكر الكتاب " لمدينة نابلس ارتباط مع ماضى شعبنا ومر بها إبراهيم ويعقوب ، وبها قبر يوسف !!، وجمع بها يوشع الشعب قبل موته " . نقطة أخرى لا تقل عن مثيلتها من حيث ربط الشخصية اليهودية المحتلة بالدين والتاريخ، و اليهود معروفون باختلاف الأكاذيب وترويجها على صعيد التعليم والثقافة والفنون ، وأنبياء بنى إسرائيل الذين جاءوا من سلالة إبراهيم عليه السلام ومروا على المناطق التى بها " خراف بنى إسرائيل الضالة" اليهود يطالبون بهذه المناطق ويرون أنفسهم أحق بها من غيرهم.
سادسا : وزعم الكتاب كذبا بأنه قد " هدمت المدن والقرى فى أرض إسرائيل بشرق الأردن بعد احتلال العرب لها" كلام خطير .. حيث يجعل بلاد الأردن فى معتقد اليهود أرضا مغتصبة من العرب الأردنيين، الأمر الذى يجعل هذا البلد فى معتقد " إسرائيل الكبرى"، ولذلك جاء الكتاب بحتمية استرداد شرق الأردن بصفة أساسية لأنها جزء لايمكن فصله عن أرض إسرائيل .
سابعا: ..كان من أوامر هذا الكتاب تلقين العرب الأدب الحتمى " عن طريق استخدام القوة لكى يتعلم العرب بسرعة كيف يحترمون الحارس اليهودى ".
ثم تناول الكتاب الرئيسى لتوجيه مناهج التعليم حرب 1967 بأنها الحرب المقدسة أو حرب الأيام الستة وبأنها ردت اليهود إلى القدس وإلى المدن المقدسة التى تغوص فى عمق التاريخ اليهودى - الملفق- أمثال مدينتى الخليل وبيت لحم . وأشار إلى تاريخ منطقة الجولان فى سوريا وأحقية إسرائيل الدينية والتاريخية فيها ، وأن أمانى اليهود فى الجولان لم تتحقق إلا بعد حرب الأيام الستة.
وذهب الكتاب إلى أن أحوال السامرة اليهود فى نابلس صعبة والمسلمون حاقدون عليهم، وأحوالهم الاقتصادية كانت سيئة لكن إسرائيل قد حسنت أحوالهم.