و الأخيرة

رئيس مجلس الإدارة
أحمد عصام فهمي
رئيس التحرير
محمود الضبع

كبير الأثريين لـ «الصفحة الأولى»

مقبرة كيلوباترا و3 آلاف قطعة أثرية و70 كنزا بميناء أبو قير بالإسكندرية

موقع الصفحة الأولى

نجحت مصر مؤخرا، في انتشال ثلاث قطع أثرية من أعماق البحر المتوسط بميناء أبو قير بالإسكندرية، تشمل هذه القطع تمثالًا ضخمًا من الكوارتز على هيئة أبي الهول يحمل خرطوش الملك رمسيس الثاني، وتمثالًا من الجرانيت لشخص من أواخر العصر البطلمي، بالإضافة إلى تمثال من الرخام الأبيض لرجل روماني من طبقة النبلاء. مع التأكيد على استمرار أعمال البحث والتنقيب تحت الماء في الموقع الذي يمثل مدينة متكاملة المرافق تعود إلى العصر الروماني.
وكشف المجلس الأعلى للآثار عن اكتشاف مرتقب لسفينة أثرية سيتم الإعلان عنها قريبًا بعد استكمال دراستها العلمية، حيث أظهرت أعمال المسح أن الموقع يمثل مدينة رومانية متكاملة تضم معابد ومباني وصهاريج مياه وأحواضًا لتربية الأسماك، بالإضافة إلى ميناء وأرصفة أثرية، مما يشير إلى أنها امتداد للجزء الغربي من مدينة كانوب الشهيرة. كما تؤكد الشواهد وجود استمرارية حضارية عبر عصور مختلفة، تشمل المصري القديم والبطلمي والروماني والبيزنطي والإسلامي.
وأسفرت التنقيبات عن العثور على مجموعة متنوعة من القطع الأثرية، منها أمفورات تحمل أختامًا توثق البضائع وتواريخ إنتاجها، وبقايا سفينة تجارية محملة بالمكسرات مثل الجوز واللوز، مزودة بميزان نحاسي للقياس.
كما عُثر على تماثيل ملكية وتماثيل أبي الهول، وتماثيل أوشابتي، ومرساوات حجرية، وعملات من العصور البطلمية والرومانية والبيزنطية والإسلامية، إلى جانب أوانٍ فخارية وأطباق وأحواض لتربية الأسماك، ورصيف بحري يمتد لمسافة 125 مترًا.
من جانبه أكد الدكتور مجدى شاكر كبير الأثريين لـ «الصفحة الأولى»، أنه على مدار 25 سنة من أعمال البعثة الفرنسية- المصرية، تم أكتشاف أكثر من 3000 قطعة أثرية بين تماثيل وقطع معمارية ، أكثر من 70 سفينة غارقة من عصور مختلفة (بطلمية، رومانية، يونانية، وإسلامية مبكرة)، ما تم عثور عليه حتى الان لا يمثل سوى 5 – 10% من حجم الاثار الموجودة تحت الماء.

الآثار الغارقة

وحول أهم المعوقات التى تعرقل انتشال بقية الآثار الغارقة، أشار إلى أنها تتمثل فى مياة الصرف التي تحجب الروية لقربها من الشاطئ، إلى جانب القوانين الدولية مثل قانون التراث المغمور التي أصدرته منظمة اليونسكو عام 2001 وبعض ضوابط الداخلية التي تمنع انتشال قطع اثرية كبيرة في حالة تعرضها للخطر.
وأضاف الدكتور مجدى شاكر أن العمل يتطلب كذلك، استخدام أجهزة متطورة مثل  سونار، روبوتات غوص، تقنيات رفع خاصة، وهى مكلفة جدا، كما تحتاج عمليات الانتشال إلى تمويلات ضخمة.
وأضاف أن هناك عدد من الأدلة التي قد تقود إلى اكتشاف مقبرة الملكة كليوباترا السابعة، وهي التي يبحث عنها علماء الآثار منذ مئات السنين، ولم يستدل على مكانها حتى الآن .
واقترح كبير الأثريين، إنشاء ممرات زجاجية تحت المياه لتمكين الزوار من مشاهدة هذا التراث عن قرب، أو إقامة كبائن غرف زجاجية في المواقع التي تحتوي على آثار مغمورة بشكل كبير، مثل بحيرة مريوط التي تزخر بكنوز أثرية عديدة .
وشدد على إن مياه الإسكندرية تحمل في أعماقها كنزًا أثريًا عالميًا، يروي تاريخ المدينة القديمة وأساطيرها المندثرة. ورغم أن جهود التنقيب خلال العقود الماضية كشفت عن آلاف القطع الأثرية المبهرة، فإن ما خفي لا يزال أكبر بكثير. إلا أن استخراج هذه الكنوز يواجه تحديات بيئية وتقنية ومالية معقدة، ما يجعل الحفاظ عليها في موقعها أو تحويلها إلى مزارات سياحية تحت الماء خيارًا مطروحًا بقوة. وفي النهاية، تبقى آثار الإسكندرية الغارقة شاهدًا حيًا على عظمة الماضي، وفرصة استثنائية لصناعة مستقبل سياحي وثقافي مزدهر لمصر.

تم نسخ الرابط