و الأخيرة

رئيس مجلس الإدارة
أحمد عصام فهمي
رئيس التحرير
محمود الضبع
موقع الصفحة الأولى

كانت الفترة من 1967 إلى حرب أكتوبر 1973 فترة لعبت فيها السينما الإسرائيلية دورا انتشاريا لتغير الرأى العام العالمى، ولم تخل هذه الأفلام من النقد الشديد.. ولما جاءت حرب أكتوبر 1973 غيرت نهائيا من خريطة انتشار السينما الإسرائيلية
أول هذه المتغيرات خمود السينما الإسرائيلية لتواكب سقوط الحياة الإسرائيلية، واضطر عدد كبير من الممثلين والفنيين إلى هجرة العمل السينمائي في إسرائيل، واللجوء إلى العمل فى أستوديوهات أمريكا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا.
وتوالى النقاد الفرنسيون فى تحليل هذه الظاهرة، وكتب أكثر من ناقد تحت عنوان " عودة إلى الوراء " حيثيات التراجع والهبوط، وبينوا أن ركود السينما الإسرائيلية قد تطول، لأن الممولين اليهود الذين يحيون فى أمريكا قد أصابتهم حالة من الخوف على أموالهم، فامتنعوا عن إنزال أموالهم لدعم صناعة السينما فى إسرائيل، ورصدوا أيضا حالة الكساد الفنى فيها وهو مواكب الحالة العامة فى إسرائيل.
ضف إلى ذلك أن وزارتى التجارة والصناعة قد تراجع دعمهما للسينما الإسرائيلية بشكل ملفت للنظر، واتجهت السينما الإسرائيلية للاعتماد على أفلام الجنس التى لا تحتاج إلى تكاليف، وتعود عليهم بالأموال، خاصة وأن العدد القليل الذى تم إنتاجه من الأفلام الروائية لم يدر ربحا مناسبا.
وهنا تلحظ أنهم لا يمانعون من استخدام أحط الوسائل وأقذرها لتعود عليهم بالمال، ولا يرون إلى الفضيلة سبيلا يرتقى بأنسانيهم " ولتجدنهم أحرص الناس على حياة "مهما كانت نوعية الحياة.
لكن فى الوقت ذاته قامت مجموعات سينمائية بعمل جملة من الأفلام التسجيلية التى من شأنها أن تعيد البصيص من الحياة إلى الحكومة والشعب .. لكن دون نتائج تذكر، بل بقى الوضع كما هو.
وكرست الدراسات الخاصة بالأحوال العامة بعد هزيمة إسرائيل فى 1973 تناول أحوال الشركات الكبرى التى كانت تمول الأفلام الإسرائيلية من قبل أمثال " اتحاد منتجى الفيلم الإسرائيلى " و"نوح فيلم .." و"إسرائيل موشان بيكتشر" وغيرهم من مؤسسات الإنتاج السينمائى وجميعهم قد أفلسوا بعد حرب 1973، ولم تظهر لإسرائيل سينما تذكر اللهم إلا القليل النادر الذى حاز درجات الهبوط الفنى والأخلاقى على السواء.
واتجهت شركات جديدة بالإتجار فى أفلام الجنس وترويجها على نطاق الداخل والخارج ، واعتمدت هذه الشركات على ترويج منتجها النجس فى فرنسا، و أمريكا .. بل واتجهت شركات يهودية أخرى لانتاج أفلام من هذا النوع فى روسيا ودول البلقان وتركيا، وغيرهم .. وكل يهود بلد من هذه البلاد قاموا بنفس الفعل، على أن يخصص الجزء الأكبر من عائد هذه الأفلام لإحياء موات المجتمع الإسرائيلى من أثر الهزيمة.
ورغم كل هذا لم تعد هناك قائمة للسينما الإسرائيلية تذكر، فهى قد تأثرت إلى حد كبير جدا جدا بالهزيمة .. لقد كان نصرا واحدا كفيلا بهدم طموحات الحكومة الإسرائيلية ودفنها حية، وياليت بنى يعرب يفهمون ذلك.

تم نسخ الرابط