عروض عسكرية في السعيدية
عودة الشرطة المدرسية.. خبير يحذر من التنمر وتجاوز الطلاب لأدوارهم

أثارت الشرطة المدرسية جدلا واسعا خلال الأيام الماضية، مع بداية العام الدراسي الجديد 2025/ 2026، بعد انتشار صور لطلاب الشرطة المدرسية في المدرسة السعيدية بالجيزة، وهم يؤدون عروضا عسكرية، والتي شهدت حماسا وهتافات من جانب الطلاب، والذين حملوا علم مصر في فناء المدرسة.
ولجأت بعض المدارس إلى نظام الشرطة المدرسية، خاصة التي تضم كثافات طلابية كبيرة، بهدف تحقيق الانضباط، وذلك من خلال طلاب يتطوعون بتلك المهمة، تحت إشراف إحدى الإدارات داخل المدرسة مثل إدارات التربية الرياضية أو الشئون الاجتماعية.
ويستهدف النظام تعويد الطلاب على الانضباط الذاتي، وفرض النظام والانضباط بين صفوف الطلاب تحت متابعة ورقابة الأساتذة المكلفين بالإشراف، والذين يتتبعونهم بالنصح والتوجيه والإرشاد، مع تعريف زملائهم بأهمية الامتثال لقواعد النظام بالمدرسة، عبر تدخلهم السريع لتعديل سلوك معين قد يحدث من أحد الطلاب.
ويتم اختيار العناصر المكونة للشرطة المدرسية وفق شروط عدة، أبرزها اأن يتسم سلوكه داخل المدرسة بالانضباط واحترام الآخرين، أن يكون قادرا على تحمل هذه المسؤولية وفق المطلوب منه، أن يتملك روح القيادة لتيسير التأثير على الآخر، أن يتصف بالمرونة والروح المرحة لكسب ثقة الآخرين، فيسهل عليه ضبط أقرانه.
الشرطة المدرسية
من جانبه، يرى الخبير التربوي والتعليمي الدكتور تامر شوقي، أستاذ علم النفس في جامعة عين شمس، أن الشرطة المدرسية تمثل نشاطا تربويا مهما داخل المدرسة، مثله مثل الأنشطة الرياضية والفنية، والتي تجذب شريحة كبيرة من الطلاب الذين يمتلكون ميولا قيادية وانضباطية.
ولفت "شوقي" إلى أن عودة الشرطة المدرسية يحقق العديد من الإيجابيات، أبرزها إشباع الاحتياجات النفسية للطلاب الذين يميلون إلى القيادة وتحمل المسؤولية، وكذلك تدريب الطلاب على الانضباط الذاتي وتحمل المسؤولية، إضافة إلى صقل شخصية الطلاب عبر ممارسة واجبات الشرطة المدرسية.
وأكد أن هناك العديد من الضوابط والمستهدفات التي لابد الالتزام بها عند تفعيل الشرطة المدرسية، وفي مقدمتها توجيه الطاقات المكبوتة للطلاب نحو أنشطة مقبولة اجتماعيًا، وتيسير عملية التعليم بالحفاظ على الانضباط داخل المدرسة طوال اليوم الدراسي، مع قدرة طلاب الشرطة المدرسية على التأثير في زملائهم للالتزام بالقواعد، لكونهم قريبين فكريًا وعمريًا منهم، والمساهمة في دعم المعلمين من خلال ممارسة بعض أدوارهم في الرقابة والانضباط.
وحذر "شوقي" من وجود سلبيات أيضا مرتبطة بالشرطة المدرسية، وأبرزها عدم فهم بعض الطلاب لحدود أدوارهم، والذي يمكن أن يتسبب في تجاوز هذه الأدوار، كما قد يظن بعض الطلاب أنهم يمتلكون سلطة مطلقة على زملائهم، ليتسبب ذلك في تصرفات غير مسؤولة وحدوث العديد من المشاكل، وشدد على الخوف من إمكانية التنمر لفظيًا أو جسديًا على زملائهم، وهو ما يؤثر على ثقتهم بأنفسهم.
كما لفت إلى أن نقص الخبرة والنضج لدى بعض الطلاب في حل المشكلات، قد يتسبب في تفاقم المشاكل بدلاً من حلها، محذرا من احتمال ممارسة العنف أو البلطجة ضد الزملاء أو استغلال الخلافات الشخصية للإساءة إليهم، وهو ما قد يؤدي إلى تدهور العلاقات الشخصية بين أفراد الشرطة المدرسية وزملائهم على المدى الطويل.