حرب إشعال الفتنة فى الشرق الاوسط
تناقض التصريحات حول إستهداف إسرائيل للدوحة وخبير : إذلال سياسي وسيناريو نفسي

حملت التصريحات المصاحبة للعدوان الإسرائيلي على العاصمة القطرية الدوحة الكثير من التناقضات، بين تأكيد استهداف قادة حماس وإعلان الحركة نجاتهم، وحديث البيت الأبيض حول إبلاغ الولايات المتحدة مسبقا لقطر بالضربة، ونفي الدوحة لذلك، وهو ما تسبب في حيرة المتابعين وتشكيكهم في الكثير ممن التصريحات.
واستهدف العدوان الإسرائيلي على الدوحة مركزا ضم اجتماعا لقيادات حركة حماس، وأكدت المصادر العبرية أن الهجوم تم أثناء مناقشة خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وقالت وسائل الإعلام العبرية غن المستهدفين في القصف الإسرائيلي هم رئيس حركة حماس في غزة الدكتور خليل الحية، ورئيس حماس في الضفة الغربية زاهر جبارين، إلى جانب عدد من قيادات الحركة من الوفد الفلسطيني المفاوض: ومن بينهم محمد درويش، وموسى أبو مرزوق، وحسام بدران، وخالد مشعل، وطاهر النونو، وسط تأكيدات إسرائيلية في البداية بنجاح الضربة في القضاء على قيادات حماس.
ولكن حركة حماس خرجت بعدها لتعلن نجاة وفدها في الدوحة من هجوم طائرات الاحتلال الإسرائيلي، مع استشهاد 5 من أعضائها، بينهم ابن خليل الحية ومدير مكتبه، وسط حالة من الغموض حول مصير قيادات حماس هناك، مع عدم ظهور أيا منهم حتى الآن، لتأكيد نجاته، باستثناء صورة لـ "الحية" نفسه وهو يجري بعض الفحوص الطبية.
وانتشرت على وسائل الإعلام والمواقع الفلسطينية، صورة لرئيس وفد حماس خليل الحية، وهو يجري فحوصات طبية بعد استهداف إسرائيل قادة الحركة في الدوحة، في إشارة غلى فشل الهجوم الإسرائيلي في اغتيال أعضاء الوفد المفاوض، كما قالت حماس.
تناقض آخر في تصريحات الهجوم الإسرائيلي على الدوحة، وهذه المرة بين قطر نفسها والولايات المتحدة، بعدما كشف البيت الأبيض عن إبلاغ واشنطن للدوحة بالضربة الإسرائيلية، وتزامن ذلك مع تأكيد وسائل الإعلام الصهيونية ومصادر في جيش الاحتلال، بأن تل ابيب أبلغت واشنطن بالضربة، بل وحصلت على موافقة ترامب عليها.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت، إن ترامب طلب من مبعوثه للشرق الأوسط ستيف ويتكوف إبلاغ الدوحة بالهجوم الإسرائيلي، كما أبلغ الجيش الأمريكي البيت الأبيض بأن إسرائيل ستهاجم قيادات حماس في الدوحة.
الدوحة تنفي
ولكن قطر عادت ونفت إبلاغ أمريكا لها بالضربة أو علمها بها قبل تنفيذها، معلنة أن الرئيس الأمريكي ترامب وعد أمير قطر بأن ذلك الهجوم لن يتكرر على الأراضي القطرية، وهو ما أكده الدكتور ماجد بن محمد الأنصارى مستشار رئيس مجلس الوزراء، المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية القطرية، قائلا إن ما يتم تداوله من تصريحات حول أنه تم إبلاغ دولة قطر بالهجوم مسبقا عارية عن الصحة، كما كشف عن أن الاتصال الذي أجراه المسؤولين الأمريكيين جاء أثناء سماع صوت الانفجارات الناتجة عن العدوان الإسرائيلي على الدوحة.
وقال الدكتور محمد البسيوني، الخبير السياسي والاستراتيجي وأمين عام حزب الكرامة السابق، إن تناقض التصريحات والأخبار بعد العدوان الإسرائيلي على الدوحة، يزعزع الثقة في قادة الدول وفي المجتمع الدولي بشكل عام، ولكن الأهم من ذلك، أنه ينسف الثقة بشكل كامل في الولايات المتحدة باعتبارها وسيط في المفاوضات أو راعية لها، ويؤكد أنها شريكة في العدوان وداعمة لها، ويمكن أن تكون أيضا محرضة عليه.
وأضاف "البسيوني" في تصريحاته لـ الصفحة الأولى: أنه من المؤكد أن العدوان الصهيوني تم بضوء الهجوم الإسرائيلي تم بضوء أخضر ورعاية أمريكية، وهو ما يتناقض مع الوعود التي دأب الرئيس الأمريكي على إطلاقها حول حرب غزة ورغبته في وقفها وإحلال السلام.
ويرى الخبير أن الضربة الإسرائيلية على الدوحة جاءت بهدف محدد، وهو الإذلال السياسي لجميع دول المنطقة، وتم تنفيذها بسيناريو نفسي وتكتيكي واضح، وهو ما أكدته تصريحات رئيس برلمان الاحتلال "الكنيست" أمير أوحانا، الذي نشر فيديو للهجوم على الدوحة، وأرفقه بتعليقه: "هذه رسالة لكل الشرق الأوسط".
ولفت "البسيوني" إلى أن الهجوم الإسرائيلي يعد الأول من نوعه الذي يستهدف عاصمة خليجية، رغم تمتع دول الخليج بعلاقات طيبة مع الاحتلال الإسرائيلي، ما يعطي إشارة بأنه ليس هناك مكانا آمنا في المنطقة، وأن اليد الإسرائيلية تطال الجميع أيا كانت مواقعهم، كما يمثل سابقة خطيرة واعتداء مباشرا على سيادة قطر، رغم أنها تؤدي دورا رئيسيا بالاشتراك مع مصر في جهود الوساطة التي تستهدف وقف إطلاق النار في قطاع غزة والتوصل إلى صفقة لتبادل الأسرى.