و الأخيرة

رئيس مجلس الإدارة
أحمد عصام فهمي
رئيس التحرير
محمود الضبع

21 سنة غاب جسده وظلت سيرته

الشيخ زايد آل نهيان.. حكيم العرب أينما ذكرت الامارات ترحموا على روحه العطره

موقع الصفحة الأولى

الاسم: الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان

تاريخ الميلاد: 6 مايو 1918

تاريخ الوفاة: 2 نوفمبر 2004

لاشك أن السيرة العطرة للقادة الكبار والعظماء مهما مر عليها السنين، ومن بين تلك الشخصيات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والذي شهد له العالم العربي بحكمته الرصينة في المواقف السياسية ، فضلا عن مواقفه الانسانية الودودة مع الصغار والكبار ، وتخليه عن فكرة حياة الملوك والميل نحو البساطة والتواضع 

الشيخ زايد استطاع نقش سيرته في قلوب الجميع، وأسس دولة العدل والإنسانية والتنمية، ووصفه العديد من المراقبين الدوليين بأنه رجل الحكمة والسياسة، الذي يبادر دوماً إلى رأب صدع الأمة، ويعاضد أشقاءه في كل الظروف.

استطاع الشيخ زايد التوغل في العمل الإنساني، محلياً وعربياً ودولياً، ففي الداخل عمل بكل إخلاص لبناء وطنه وخدمة مواطنيه وتحقيق طموحاتهم وتطلعاتهم في الحياة الكريمة أما على المستويين العربي والدولي فقد كان زعيماً رائداً ورجل دولة قوياً يتمتع بالحكمة وبُعد النظر، وأسهم في دعم قضايا أمته العربية والإسلامية من أجل تحقيق وحدة الصف والتضامن بين شعوبها والدفاع عن حقوقها، كما دعم القضايا الإنسانية العالمية بمواقفه الصريحة والشجاعة، ومبادراته العديدة التي فاقت على كل المبادرات في ساحات العمل الإنساني لخدمة البشرية جمعاء.

مصر في القلب

كان للشيخ زايد آل نهيان، مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة، الكثير من المواقف تجاه مصر، فلم يتركها في أثناء انتصارها أو عند مقاطعة العرب لها، واستمر عطاؤه المادي خلال فترة استقرارها وأوصى بها عند وفاته.

ومن أبرز مواقف مؤسس دولة الإمارات بجوار مصر:

عقب حرب 56 ونكسة 67

عقب العدوان الثلاثي على مصر، الذي اشتركت فيه إسرائيل وبريطانيا وفرنسا، حرص الشيخ زايد على المشاركة في إعادة بناء مدن السويس بالتمويل المادي.

وفي أعقاب هزيمة الجيش المصري في نكسة 1967، مدّ الشيخ زايد يد العون لإزالة مخلّفات العدوان الإسرائيلي على المدن المصرية.

عدم الاكتفاء بقطع البترول عقب حرب اكتوبر

وقف العرب موقفا مشرفا عند اندلاع حرب أكتوبر المجيدة، حين قرروا تخفيض إنتاج البترول، ما أدى لأزمة طاقة كبيرة في أوروبا.

ولم يكتف الشيخ زايد بقطع البترول، مثلما فعل الزعماء العرب، بل تبرع بـ100 مليون جنيه استرليني لمساعدة مصر وسوريا في الحرب.

ولم يقف زايد عند هذا الحد، حيث عقّب في مؤتمر صحفي عقده في أثناء الحرب على سؤال حول عدم خوفه على عرشه من الدول الكبرى، قائلا: "أكثر شيء يخاف عليه الإنسان هو روحه، وأنا لا أخاف على حياتي، وسأضحّي بكل شيء في سبيل القضية العربية، إنني رجل مؤمن، والمؤمن لا يخاف إلا الله".

الموقف من مقاطعة مصر عقب "كامب ديفيد"

عقب توقيع مصر لاتفاقية السلام مع إسرائيل، المعروفة بـ"اتفاقية كامب ديفيد"، شكلت عدد كبير من الدول العربية جبهة سُميت بـ"جبهة الرفض"، ومن ثم تم اتخاذ قرار بمقاطعة مصر.

ورفض الشيخ زايد آل نهيان الموقف العربي، حيث قال: "لا يمكن أن يكون للأمة العربية وجود دون مصر، كما أن مصر لا يمكنها بأي حال أن تستغني عن الأمة العربية".

مساعدة مصر في البناء

زادت العلاقات المصرية الإماراتية قوة في عهد الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، حيث أشترك الشيخ زايد آل نهيان في جهود مصر في التنمية.

وأهدى الشيخ زايد مصر مدينة الشيخ زايد عام 1995، بمنحة من صندوق أبوظبي للتنمية، كما توجد مدينة جديدة في المنصورة تحمل اسم الشيخ زايد أيضًا.

إضافة إلى ذلك، فإنه تم الانتهاء في العام 2010، من مشروع قناة الشيخ زايد، لنقل مياه النيل إلى الأراضي الصحراوية في منطقة توشكى، كما تم بناء مستشفى الشيخ زايد بتمويل إماراتي، حيث تعالج المستشفى الآلاف من المصريين.

توصية بمصر عند الوفاة

وأوصى الشيخ زايد بن سلطان، بمصر وهو على سرير الموت في يوم 2 نوفمبر من عام 2004، حيث نُقل عنه إنه قال قبل وفاته بمدة: "نهضة مصر نهضة للعرب كلهم.. وأوصيت أبنائي بأن يكونوا دائمًا إلى جانب مصر.. وهذه وصيتي، أكرّرها لهم أمامكم، بأن يكونوا دائمًا إلى جانب مصر، فهذا هو الطريق لتحقيق العزة للعرب كلهم.. إن مصر بالنسبة للعرب هي القلب، وإذا توقّف القلب فلن تُكتب للعرب الحياة".

مواقف انسانية 

حفلت حياة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، بالكثير من المواقف الإنسانية، داخل الدولة وخارجها، وبقيت أثراً تتوارثه الأجيال، ويحكيه الكبير للصغير، مواقف تجلّى فيها زايد القدوة والإنسان.

وروى أحد المقربين من الشيخ زايد يدعى سعيد بن دري الفلاحي، خلال لقاء تلفزيوني سابق، بعضاً من هذه المواقف، لاسيما أنه كان أحد مرافقي المغفور له بإذن الله تعالى.

قال الفلاحي، إنه في أحد الأيام اتصلت امرأة (من جنسية دولة عربية)، تبكي بسبب سجن زوجها، عقب خسارة مالية في مشروع تجاري، وتراكم الديون عليه، طالبة مساعدتها والإفراج عنه، خصوصاً أنه العائل الوحيد لأسرتها، كي تتمكن من إطعام أبنائها، وطلبت إخبار الشيخ زايد بمشكلتها، مؤكدة أنها وزوجها أتيا إلى الدولة باحثين عن الخير، إلا أن القدر أوقعهما في هذه المشكلة.

وأضاف أنه فور سماع الراحل الكبير مشكلتها، أمر ببحث حالة الزوج، وفي حال كان توقيفه فقط بسبب الدين، يتم سداده، ويعطى ما يعادله من مال ليتمكن من بدء مشروعه من جديد.

وحسب الفلاحي، فإنه في عام 1982، كان الشيخ زايد، رحمه الله، يقود سيارته بنفسه، وعندما وصل إلى أحد الدوارات المغلقة، التي كانت أولوية المرور فيها للقادم من اليمين، على عكس بقية الدوارات، ليفاجأ بسيارة تاكسي يقودها سائق (من جنسية دولة آسيوية) تصطدم بسيارته بقوة، حتى إنه، رحمه الله، أصيب في كتفه، وسافر للعلاج في الخارج، وبعد أن أدرك أن أولوية المرور في ذلك الدوار كانت لسائق التاكسي، عفا عنه وأرضاه.

وروى الفلاحي، أن من المواقف التي تعكس كرم الشيخ زايد، رحمه الله، أثناء رحلته للعلاج في الولايات المتحدة، التي استغرقت ما يقارب سبعة أشهر، أنه علم بأن مجموعة من العرب يزورون هذا المستشفى الذي يتعالج فيه، ويقطن بعضهم في الفنادق المجاورة للمستشفى، فأصدر أوامره بأن يفتح مطعم المستشفى أبوابه لمرتاديه على نفقته الخاصة ليل نهار، ولم يقتصر الطعام على العرب فقط، بل شمل الزوار، على اختلاف دياناتهم وجنسياتهم.

الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ولد في 6 مايو 1918، وهو المؤسس لدولة الأمارات العربية المتحدة وأول رئيس لها، و كان له دور كبير في توحيد الدولة مع الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم وتحقق لهم ذلك في 2 ديسمبر 1971 وأسس أول فدرالية عربية حديثة. 

ويذكر له أنه قام خلال أربعة عقود بإنفاق بضعة مليارات الدولارات في مساعدة قرابة الأربعين دولة فقيرة، كما كان له دور كبير في حل المشاكل العربية، ساعد أيضاً كوسيط سلام بين سلطنة عمان وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية (جنوب اليمن) أثناء النزاعات الحدودية في عام 1980 وأيضاً نجحت وساطته في التوصل إلى حل لخلاف بين مصر وليبيا. 

كان الشيخ زايد يهوى الصيد والرماية، وسباقات الهجن وركوب الخيل، وكتابة الشعر ، وحصل على ما يزيد عن 15 جائزة دولية في الجانب الانساني. 

تزوج الشيخ زايد بثمانية من السيدات وأنجب 31 من الأبناء بنين وبنات ، وتوفي في  2 نوفمبر 2004 

تم نسخ الرابط