
الليلة التي تزوّجت فيها أبي… وباركها القانون، قانونيًا: كانت زوجته ، بيولوجيًا: كانت ابنته ، إنسانيًا: لا أحد كان معها قصة حقيقية من النرويج تم دفنها… ثم كُتبت من رمادها هذا المقال مبني على شهادة تم توثيقها في أرشيف “العنف داخل الأسرة” في النرويج، ونشرت لاحقًا في ألمانيا بعد أن رفضتها دور النشر النرويجية ما ستقرؤه ليس من القرن الماضي.. ولا من زمن بعيد.. بل من وقت قريب، حين كانت ثغرات القانون لا تزال تسمح بما لا يمكن تخيله صاحبة القصة مجهولة الاسم، لكن شهادتها أصبحت رمزًا لكل من لم يُصدّقه أحد
حين بارك القانون زواجًا لا يُغتفر حتى عام 2018، لم يكن في النرويج قانون صريح يمنع زواج القاصرات.بموافقة الوصي، وتوقيع حاكم المنطقة، كان يمكن تزويج الفتاة — حتى لو كان “العريس” من أفراد أسرتها وباسم “الستر” و”الشرف”، تم تمرير زيجات قسرية، لم تفتح لها ملفات… ولم تكتب لها أرقام
حين تحوّل الأب إلى معتدٍ… والغرفة إلى شاهد صامت في الثالثة عشرة، بدأ يدخل غرفتها كل ليلة.
وفي الرابعة عشرة، حملت "قال لها: “سنتزوج "ورغم أنها قالت لموظفة الكنيسة: “لكنه أبي" "كان الرد: “ إذا وافقتِ… فلا مانع قانوني فوافقت، لأنها لم تجد لغة للرفض طفل بلا اسم… وقضية بلا رقم أنجبت طفلها على سرير قديم، بلا طبيب، ولا شهادة ميلاد قالوا: “سنعطيه اسمًا لاحقًا.” ولم يفعلوا.
ذهبت إلى الشرطة وقالت: “أنا زوجة أبي. وأنجبت منه.” لكن الظابطة لم تكتب شيئا، سألتها؛ هل لديك دليل؟ فأجابت: أنا الدليل لكن التحقيق أُغلق قبل أن يُفتح ، في السابعة عشرة، هربت.
امرأة غريبة ساعدتها، والشرطة صدّقتها أخيرًا… لكن لم يُحاسب أحد.
الصفحة التي لا يريد أحد أن يطبعها
كتبت قصتها في دفاتر صغيرة، وأرسلتها إلى دور نشر ، كلهم رفضوا ، "قالوا: “هذه القصة صادمة… لا يمكن نشرها حتى ظهرت أخيرًا في نسخة ألمانية محدودة، لم تُوزّع… لكنها لم تُنسَ ، في بعض " الدول المتقدمة" لا تصرخ الجريمة.. يكفي أن تغلف بكلمة "خصوصية" لتصمت كل الأسئلة
هل كانت ضحية؟
نعم.
هل كان المجتمع شريكًا؟
نعم، بدرجة لا يجرؤن على الإعتراف بها علنا
أما الأب، فما زال في الصور القديمة… يبتسم كرجل عادي بلا حكم ولا لعنة.