و الأخيرة

رئيس مجلس الإدارة
أحمد عصام فهمي
رئيس التحرير
محمود الضبع
موقع الصفحة الأولى

هل ظنت داجمار أوڤربايغ أنها تنفّذ مشيئة الرب… أم  أنها تُطهّر خطاياها في رماد الآخرين؟ كان الغرب في ذلك الوقت يعتبر الأمومة خارج الزواج عارًا اجتماعيًا كبيرًا يستوجب التستر… والعقاب وفي وسط هذا المناخ، ظهرت امرأة تُدعى داجمار أوڤربايغ تُظهر السجلات أنها أنجبت ثلاثة أطفال، وكان أولهم من علاقة خارج الزواج حين كانت تبلغ من العمر ستة عشر عامًا يُقال إن أحد أولادها قُتل، ويُرجّح أنها من قامت بذلك "عُرفت داجمار بأنها “مؤمنة، مهذبة، ومنقذة  لكن داجمار لم تُنقذ أحدًا.

بدأت تستقبل أطفال العازبات اللواتي يأتين بحثًا عن خلاص النساء يدخلن فرادى، وعيونهن لا تجرؤ على  النظر،  يحملن أطفالًا ملفوفين ببطانيات صغيرة لم يأتين للتخلّص، بل للهروب من ذنب أكبر.
كنّ يبحثن عن فرصة للحياة، ولو بثمن…كانت ترتدي فستانًا رماديًا، وصليبًا صغيرًا، وتهمس للأمهات:
“سأعتني به كما لو كان طفلي.” تأخذ الطفل، لا تضحك، لا تقبل الأطفال ولا تسأل عن أسمائهم. تُغلق الباب، وتضعه في زاوية الغرفة… تنتظر حلول الليل لا زجاجات حليب، لا ألعاب، لا أسرّة.
فقط موقد مشتعِل… وستائر مشبعة برائحة رمادٍ استمرت في ذلك لسنوات، ولم تتوقف – كانت تتقاضى المال عن كل حالة،.

حتى جاء اليوم الذي اقترب فيه أحد الجيران… وشمّ شيئًا لا يُنسى دخلت الشرطة، ووجدت رمادًا بشريًا داخل الموقد وفي الحديقة، اكتشفوا جثة طفل مدفونة بلا اسم في التحقيق، جلست داجمار بهدوء شديد، وقالت: “ربما تسعة. أو أكثر. لا أتذكر هي تعلم أن الأمهات لن يجرؤن على المطالبة، فالضحايا لا يُطالب بهم أحد لكن الشرطة علمت أن الرقم يفوق ذلك بكثير، وأنهم يتعاملون مع جريمة جماعية داخل منزل يبدو عادي.
.البيت أُغلق.
القضية أُغلقت.
لكن النار…
النار لا تزال مشتعلة.

لاحقًا، حُكم عليها بالإعدام في مارس 1921—المرة الأولى في ثلاثين عامًا تُدان امرأة بجريمة قتل، وثالث حكم إعدام ضد امرأة في الدنمارك خلال القرن العشرين  .
لكن تم تخفيف الحكم إلى السجن مدى الحياة، وتوفيت داخل زنزانتها عام 1929.

التأثير القانوني والتعديل التشريعي

قصتها كانت صادمة للغاية، مما دفع الحكومة الدنماركية لإدخال إصلاحات جذرية:

* عام 1923: فرض قانون يُلزم بالمراقبة الرسمية على مراكز العناية بالأطفال وغير الرسمية.
* عام 1924: تأسيس نظام سجلات مدني شامل (رقم “CPR”) لكل مواطن، بما يضمن تسجيل المواليد تلقائيًا — حتى الأشخاص المولودين خارج الزواج  .

تم نسخ الرابط