3 دول عربية أبرموا صفقات لشرائها
هل كتبت حرب الهند وباكستان شهادة وفاة الطائرة العسكرية الفرنسية "رافال" ؟

مقاتلات رافال الفرنسية من بين أهم العناصر المثيرة للجدل في الفترة الأخيرة مع استمرار الحرب الدائرة بين الهند وباكستان التي فتحت العديد من الملفات السياسية والاستراتيجية ، والتطور العسكري والتسليحي بين الجانبين، فعقب إسقاط باكستان لمقاتلات هندية مختلفه كان أبرزها مقاتلات رافال الفرنسية باستخدام أسلحة صينية، تصاعدت الأسئلة حول صناعة فعالية طائرات رافال القتالية في أول استخدام لها بعد سقوط 3 مقاتلات منها موخرا في الحرب الهندية الباكستانية
وقد أفاد الجيش الباكستاني، الأربعاء، بإسقاط 5 طائرات هندية، من بينها 3 طائرات "رافال" فرنسية، بعد سلسلة ضربات هندية على الأراضي الباكستانية.
وقال الناطق باسم الجيش الباكستاني الجنرال أحمد شودري "أسقط الجيش الباكستاني 5 طائرات مطاردة ومسيرة قتالية للرد على العدو والدفاع عن النفس".
وأوضح أن الطائرات هي "3 طائرات رافال وواحدة من طراز ميغ-29 وأخرى من طراز أس يو".

مميزات طائرة رافال Rafale
طائرة رافال Rafale هي مقاتلة متعددة المهام ثنائية المحرك وجناح دلتا من الجيل الرابع والنصف، من إنتاج شركة داسو للطيران الفرنسية.
وتبلغ سرعتها القصوى 1.8 ماخ، ويتجاوز مدى طيرانها 1000 كيلومتر. وتوفر إلكترونيات رافال المتطورة وعياً ظرفياً فائقاً وقدرة على البقاء، وذلك وفقاً لموقع Vajiram البحثي.
وتتميز طائرة رافال بتصميم انسيابي أنيق، مع تحميل مثالي للجناح، ومقاومة منخفضة للسحب، وثبات مريح لتعزيز القدرة على المناورة. ويوفر تصميم الجناح المثلث نسبة رفع إلى مقاومة عالية.
وتوفر الأجنحة الجانبية رفعاً إضافياً، وتسمح بالإقلاع القصير. وتعتبر المعدات الإلكترونية الرئيسية هي رادار RBE2 AESA، وأجهزة البصريات في القطاع الأمامي، ونظام التحذير الشامل المنفصل، ونظام الحرب الإلكترونية المتقدم SPECTRA.

وتعمل رافال بمحركين توربينيين من طراز SNECMA M88، يوفران قوة دفع جافة تبلغ 50 كيلو نيوتن، و75 كيلو نيوتن مع وجود حارقات لاحقة، وهذا يوفر قدرة فائقة على الطيران فوق الصوتي.
وتحتوي الحقيبة على 14 نقطة تعليق يمكنها حمل حمولات خارجية تصل إلى 9500 كيلوجرام.
وتحتوي طائرات رافال التابعة للقوات الجوية الهندية على 13 تحسيناً لتلبية متطلبات الهند، بما في ذلك أوضاع الرادار، وأجهزة التشويش منخفضة النطاق، والخوذات، وما إلى ذلك.
كما يتم دمج شاشة عرض مثبتة على خوذة لتوفير استهداف الصواريخ عبر خط الرؤية، وأجهزة تشويش وأجهزة استقبال إنذار راداري لتعزيز القدرة على البقاء ضد الصواريخ.
وتتيح القدرة على التشغيل البارد المخصص للطائرة العمل من قواعد عالية الارتفاع.
كما تم تضمين تركيب صاروخ كروز Brahmos الهندي لتعزيز قدرته على الضربة البحرية. والتكامل مع صواريخ جو-جو من طراز Astra وBrahmos NG الهندية لتعزيز القدرة القتالية الجوية.
ورغم ذلك أعلن مؤخرا قائد القوات الجوية في كازاخستان أن بلاده تفضل اقتناء مقاتلات روسية من طراز (Su-30SM)، بدلاً من عرضٍ منافسٍ قدَّمته فرنسا لمقاتلات من طراز "رافال" (Rafale).
فعالية رافال محل تساؤل
ولعل الحرب الهندية الباكستانية، أثارت التساؤل حول فعالية فعالية مقاتلات الـ رافال بعد عمليات الاسقاط للطائرات التي قامت بها القوات الباكستانية، وفي هذا الإطار يرى اللواء طيار هشام الحلبي ، المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليـــــا، أن إسقاط رافال يطرح علامات استفهام على قواعد الاشتباك المعمول بها، خاصة وأن المسافات بين الطرفين في كشمير قريبة نسبيا، ما يجعل استخدام الطائرات الحربية محدودا لصالح المدفعية بأنواعها بسبب الكلفة العالية لسلاح الجو.
وأكد الحلبي في تصريحات خاصة لـ الصفحة الأولى أن فعالية الـ رافال ليست العنصر الحاسم فقط في المعركة لكن هناك فاعد اخرى قد يكون لها التأثير السلبي أو الإيجابي في استخدام السلاح أو المقاتلات .
وأضاف أن أن إسقاط طائرة مثل رافال قد يكون يكون خطأً في تطبيق قواعد الاشتباك من قبل سلاح الجو الهندي، لأن رافال بدورها تملك صواريخ جو-جو يتجاوز مداها 200 كم، موضحا أن لصور المنتشرة تشير إلى اشتباك قريب، وهو ما لا يتوافق مع طبيعة الصواريخ بعيدة المدى، مما يضع علامات استفهام إضافية.
وأشار اللواء الحلبي إلى أن أن العامل الحاسم في مثل هذه الاشتباكات ليس فقط الأداء الفني للسلاح، بل الكفاءة البشرية، أي مهارة الطيارين ومدى التزامهم بقواعد الاشتباك، إلى جانب الدور الحيوي لمراكز القيادة والتخطيط العملياتي.
وأعرب الدكتور أحمد الشريفي الخبير الأمني والاستراتيجي والطيار السابق في سلاح الجو العراقي أن "الذي حصل هو تحقق عنصر المباغتة، فمن بداية المعركة يبدو أن الصواريخ لم تكن في حساب الطيارين الهنود فوقعت المفاجأة، بالإضافة إلى أن المقاتلة الصينية J-10 التي استخدمتها باكستان هي طائرة ربما تكون مبهمة على مستوى القدرات سواء المناورة أو التسليح".
وأضاف الطيار العراقي السابق أن الطيارين الهنود "يبدو أنهم كانوا يحسبون المسافة بين الطائرات التي تقتضي الحذر أو توقع الاشتباك وقدروا أن هذه المسافة كانت بعيدة، ولم يتوقعوا أن يكون مدى الصواريخ المحملة على طائرة J-10 كبيراً جداً بما يمكّنه من إسقاط طائراتهم".

مؤشر مقلق للعالم العربي
ويرى خبراء ومحللون أن ما حدث للطائرات الـ رافال التي أسقطتها القوات الباكستانية يعد مؤشرا مثيرا للقلق لدى الدول التي تعاقدت او اشترت بالفعل هذه المقاتلة المتطورة من فرنسا، ومنها دول عربية، فقد وقّعت الدول العربية التالية عقوداً لشراء هذه الطائرة المقاتلة :
1- مصر: أول دولة عربية تطلب طائرات رافال. ففي 2015 كانت الطلبية الأولى والمكونة من 24 طائرة رافال (16 رافال DM و8 رافال EM). وفي عام 2021 كانت الطلبية الثانية وتشمل 30 طائرة رافال إضافية، بمجموع 54 طائرة، لا تزال عمليات تسليمها جارية
2- قطر: وهي أحد أكبر العملاء. في عام 2015 طلبت الدوحة 24 طائرة رافال (12 رافال EQ و12 رافال DQ)، وفي 2017 طُلبت 12 طائرة رافال إضافية بإجمالي 36 طائرة (سيتم تسليمها جميعاً بحلول عام 2022).
3- الإمارات العربية المتحدة: وهي صاحبة أكبر صفقة تصدير لطائرات رافال. في عام 2021 طلبت أبو ظبي 80 طائرة رافال F4 (60 طائرة بمقعد واحد و20 طائرة بمقعدين). ومن المتوقع أن تبدأ عمليات التسليم في 2027.
كما أبدت العراق اهتماما ولكن لم يتم إبرام صفقة بين الجانبين بعد، والمملكة العربية السعودية والتي أجرت مناقشات لكنها لم توقع العقد بعد.