و الأخيرة

رئيس مجلس الإدارة
أحمد عصام فهمي
رئيس التحرير
محمود الضبع

في كتابه «بالأحابيل تصنع لك حرباً»

رئيس الموساد السابق: أقنعت عواصم عربية بخطة "تهجير الفلسطينيين" والسيسي رفضها بشكل قاطع

موقع الصفحة الأولى

كشف رئيس الموساد السابق يوسي كوهين، أنه هو صاحب خطة تهجير الفلسطينيين خارج قطاع غزة خلال الحرب الحالية، لكنه زعم أن فكرته لا تتعلق بتهجير دائم بل "مؤقت".

وأوضح كوهين، في كتابه «بالأحابيل تصنع لك حرباً»، الصادر مؤخرا ، أساليب عمل «الموساد» وطرق تجنيد العملاء، مشيرا إلى أنه لعب في إطار عمله الاستخباراتي دور «خبير آثار» في لبنان، و«تاجر شاي» في السودان.

وحول خطة تهجير الفلسطينيين التي ابتدعها رئيس الموساد السابق يوسي كوهين أكد أن خطة الترحيل كانت تستهدف مليون ونصف المليون فلسطيني لنقلهم من غزة إلى سيناء، رداً على هجوم حركة «حماس» في 7 أكتوبر 2023. 

وزعم كوهين أن خطته كانت تقضي بأن تكون هذه الهجرة مؤقتة، موضحا أن الكابنيت الإسرائيلي وافق على الخطة، وعلى تكليفه بإقناع دول عربية بها، باعتبار أنها تهدف إلى خفض عدد الإصابات بين المدنيين.

خطة التهجير 

وبالفعل، سافر كوهين، كما يقول، إلى عواصم عربية، لكنه وجد أن العرب يخشون أن يتحوّل الترحيل المؤقت إلى ترحيل أبدي، فقال لهم إنه مستعد لجلب ضمانات دولية بأن تكون الهجرة مؤقتة، وأقام اتصالات بهذا الشأن مع كل من الولايات المتحدة وبريطانيا واليابان والصين والهند، لكن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي حسم الأمر، ورفض الخطة بشكل قاطع.

ويعرض كوهين، في هذا الإطار، شكل الدعاية التي يجب على إسرائيل أن تتبناها، ويقدّم تصريحات قائد حماس، خالد مشعل، مثالاً لذلك، فقد قال إنه يرفض حل الدولتين، ويريد مقاومة الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين من النهر إلى البحر، ويؤكد كوهين، هنا، أنه لا يمكن إقامة السلام مع من لا يعترف بحقك في الوجود لكنه يتجاهل بالطبع أن القيادة الشرعية للشعب الفلسطيني، ممثلة بمنظمة التحرير الفلسطينية، التي اعترفت بإسرائيل في اتفاقات أوسلو وتطالب بدولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل على مساحة 22 % من فلسطين، هي أيضاً تتعرض لتنكيل إسرائيل التي تعمل كل ما في وسعها حتى تضعفها، وتقصيها.

وأعرب رئيس الموساد السابق عن إعجابه بالملاكم الراحل محمد علي كلاي، الذي كان يقول إن النصر أو الهزيمة يتحققان بعيداً عن أنظار الجمهور، أي قبل أن يعتلي حلبة الملاكمة: «عندما أكون في مرحلة التدريب، أو أسافر بالسيارة، قبل أن أبدأ الرقص على الحلبة بكثير». يقول كوهين: «كنت صبيا يتخيل نفسه وكيلا يتجسس بعيون صقر، وبخبث الثعلب، وبقدرة النمر على الوثوب وعندما يقوم بالمهمة، يتمتع بصبر القناص، وعفوية الساحر، ويواجه حظوظ القيام بمهمات في بيروت، وغزة، والخرطوم، وغيرها».

ويتحدث عن ضرورة أن يحرص رجل «الموساد» على التفوق أمام مقابليه، ويروي كيف تقلّد شخصية خبير آثار في بعلبك اللبنانية، وشخصية هاوي جمع أكياس شاي أمام تاجر شاي لبناني في السودان.

أساليب تجنيد العملاء

 ويكشف عن أساليب عمل المخابرات الإسرائيلية في تجنيد عملاء، ليتبين أنها نفس الأساليب القديمة جداً التي استخدمت منذ بداية الجاسوسية قبل آلاف السنين، من خلال التفتيش عن نقاط الضعف الإنساني، واستغلال السلوكيات الشاذة، والبحث عن المصالح، وتضارب المصالح، والدوافع (مالية، آيديولوجية، جنسية، غراميات، كراهية وحسد، وغيرها).

وقال رئيس الموساد السابق، مبرراً هذه الأساليب: يجب أن يعرف الهدف أن لديه الكثير الذي سيخسره إذا لم يتعاون، وهكذا يتم الإيقاع به في أحابيل المخابرات الإسرائيلية وفي أحيان كثيرة، عندما يكون الهدف ضابطاً كبيرا في الجيش السوري، أو عالم ذرة إيرانيا، أنت توقعه في أحابيلك لدرجة أن يقوم بعمل يمكن وصفه بالخيانة، فعندما يقع بالشرك، تستغله حتى آخر لحظة، لأنك تهدد بكشف خيانته".

جدير بالذكر، أن كتاب رئيس الموساد السابق يحمل عنوان: «بالأحابيل تصنع لك حرباً» بنسخته الصادرة باللغة العبرية، بينما اسم الكتاب باللغة الإنجليزية مختلف: «سيف الحرية: إسرائيل الموساد والحرب السرية».

تم نسخ الرابط