و الأخيرة

رئيس مجلس الإدارة
أحمد عصام فهمي
رئيس التحرير
محمود الضبع

تحرك مصري ودولي لإنهاء الصراع

شهادات مروعة.. نزوح جماعي لآلاف السودانيين هربا من انتهاكات الداعم السريع في الفاشر

موقع الصفحة الأولى

أحداث متلاحقة تمر بالصراع في السودان وسط شهادات دامية في الفاشر حول انتهاكات وفظائع ترتكب ضد المدنيين من قبل قوات الدعم السريع، حيث أعلنت الأمم المتحدة أن عشرات آلاف المدنيين السودانيين فرّوا من بلدات وقرى بولاية شمال كردفان السودانية، بعد أسبوع من سيطرة «قوات الدعم السريع» على مدينة الفاشر في إقليم دارفور.

وأفادت «المنظمة الدولية للهجرة»، في بيان، بأن أكثر من 36 ألف شخص فروا من 5 بلدات وقرى في شمال كردفان، الواقعة شرق دارفور حيث سيطرت «قوات الدعم السريع» الأسبوع الماضي على آخر معقل رئيسي للجيش، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

قالت منظمة إغاثة إن آلافا من السودانيين فقط وصلوا إلى أقرب مخيم للنازحين في الأيام التي تلت سيطرة قوات الدعم السريع شبه العسكرية السودانية على مدينة   الفاشر، وهو ما أثار مخاوف بشأن عشرات الآلاف الذين ربما ما زالوا محاصرين بينما تحدث الناجون عن جرائم قتل وغيرها من الفظائع.

وجدد بابا الفاتيكان ليو الرابع عشر دعوته إلى وقف إطلاق النار و"فتح ممرات إنسانية عاجلة" في  السودان الغارق في حرب أهلية دامية، منددا بـ"المعاناة غير المقبولة" التي يتكبدها شعب "أنهكته شهور طويلة من النزاع".

ومن جانبه، أكد الدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة، على موقف بلاده الثابت الداعم لوحدة واستقرار السودان ومؤسساته الوطنية، ذلك خلال تصريحاته لقناة القاهرة الإخبارية. 

وأشار وزير الخارجية إلى أن هناك جهود مصرية مكثفة في إطار الآلية الرباعية المعنية بالسودان لدعم جهود التهدئة والتوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار، مشيرا إلى أهمية تضافر الجهود للتوصل إلى هدنة إنسانية ووقف إطلاق النار في جميع أنحاء السودان.

وشدد بدر عبد العاطي على ضرورة إطلاق عملية سياسية شاملة في السودان، لافتا إلى ضرورة زيادة حجم المساعدات الإنسانية وضمان وصولها إلى جميع أنحاء السودان.

وتابع وزير الخارجية: «نؤكد أهمية إنشاء ممرات إنسانية لتوزيع المساعدات في السودان ويشدد على استمرار مصر في تقديم الدعم الإغاثي». 

واختتم: «قلقون إزاء تردي الأوضاع الإنسانية في الفاشر بشكل مأساوي ويجب وضع حد للانتهاكات».

"أنتم عبيد" 

ويواجه المدنيون الفارون من العنف في مدينة الفاشر في إقليم دارفور بغرب السودان  مخاطر متزايدة، بينها التجويع أو الضرب حتى الموت أو الوقوع في قبضة قوات الدعم السريع التي أصبحت تسيطر على المدينة.   

 ومنذ سقوط المدينة، توالت شهادات عن إعدامات ميدانية وعنف جنسي وهجمات على عمال الإغاثة وعمليات نهب وخطف، بينما لا تزال الاتصالات مقطوعة إلى حدّ كبير.

وأفاد شهود وكالة فرانس برس باعتقال الدعم السريع لمئات المدنيين أثناء محاولتهم الخروج من الفاشر عبر مدينة قرني وإطلاق سراحهم مقابل فدية تبلغ مئات الدولارات.

وأوضح أحد المفرج عنهم أنه تم احتجاز نحو 150 شخصا في غرفة واحدة قبل أن "تتم تصفية الجزء الأكبر منهم" في حين أُطلق سراح آخرين بعد دفع فديات.

ويقول حسين الذي طلب عدم ذكر اسمه الكامل حفاظا على سلامته، إنه تم احتجازه لأربعة أيام مع 200 شخص في مدرسة في قرني القريبة من   الفاشر  وكان "يتم ضربنا بالعصي ويقولون لنا: أنتم عبيد".

ومن داخل أحد معتقلات قوات الدعم السريع  في قرني، أرسل عباس الصادق مقطعا مصورا لعائلته طالبا منها إرسال مليوني جنيه سوداني "900 دولار" مقابل إطلاق سراحه.

وقال أحد أقرباء الصادق لفرانس برس إنهم لم يكونوا على علم باعتقاله حتى طلب الفدية، فقاموا بإرسالها قبل أن يُطلق سراحه.

ووصل حسين سالم وعائلته إلى مدينة طويلة غرب الفاشر بعد رحلة شاقة استمرت خمسة أيام شاهدوا خلالها "جثثا كثيرة غير مدفونة لأناس ماتوا من  الجوع والعطش  وآخرين بالرصاص". ويقول سالم لفرانس برس، جالسا على الأرض تحت الشمس "دفنت ابني الكبير قبل أن نصل إلى قرني بعد أن ضربوه أمام عيني وعيون أطفاله".

وتقول سعاد عبد الرحمن إنها فقدت الاتصال بوالدتها وأشقائها فور خروجهم من الفاشر "ولا أعلم إن كانوا عادوا إلى الفاشر أم ذهبوا إلى مكان آخر". وتضيف جالسة تحت مظلة صنعت من ملابس قديمة معلقة على شجرة شوكية في أحد شوارع طويلة، "أنا هنا وحدي".

إلى قرني كذلك، وصل آدم عيسى بملابس تحمل آثار دماء ابنيه اللذين قتلا أثناء محاولة الفرار من الفاشر. ويقول عيسى لفرانس برس "قُتل أبناي أمام عيني، 17 و21 عاما" أثناء الخروج من الفاشر بعدما اتهمهما مقاتلو الدعم السريع بالمشاركة في القتال إلى جانب الجيش.

وحين وصل إلى قرني الواقعة تحت سيطرة الدعم السريع "رأوا دم ولديّ على ملابسي فحققوا معي واتهموني بأنني كنت أقاتل" مع الجيش.

وبعد رحلة شاقة استمرت أياما "بلا طعام أو شراب"، وصل عيسى وعائلته إلى مدينة طويلة الواقعة على مسافة نحو 70 كيلومترا غرب الفاشر.

تم نسخ الرابط