زى ملوك وملكات الفراعنة وكرسى العرش
كيف احتفل المصريون بافتتاح المتحف المصري الكبير على السوشيال ميديا وبالذكاء الاصطناعى
حالة من الابتهاج والفرح فرضها المصريون خلال الأيام الماضية احتفالا بافتتاح المتحف المصري الكبير اليوم، بطرق عديدة ومختلفة كتصدير صورهم بالزي الفرعوني على صفحاتهم الخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي، فضلا عن الاحتفال برفع الأعلام المصرية في الشوارع وانتشار الأغاني الوطنية في الميادين والرقص في الشوارع مع السياح الأجانب في شوارع القاهرة.
وبمساعدة تطبيقات الذكاء الاصطناعي قاد افتتاح المتحف المصري الكبير مصريين لاستدعاء مظاهر من حضارة أجدادهم، في محاولة لتأكيد انتمائهم لـ«الهوية الفرعونية» التي تكسبهم إحساساً بالسعادة والفخر .
وتصدر المتحف المصري الكبير الترند في مصر على مدار الأيام الماضية، وشارك عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي صوراً لهم بالزي الفرعوني مولدة بالذكاء الاصطناعي، بينما شارك آخرون صوراً حقيقية وأخرى مولدة بالذكاء الاصطناعي داخل المتحف المصري الكبير ومع تمثال الملك رمسيس الثاني الذي يتصدر بهو المتحف.
في الشوارع والطرقات وبشكل خاص في المنطقة المحيطة للصرح التاريخي، احتفل المصريون بطريقة خاصة حيث اصطف عشرات المواطنين بسيارتهم أمام المتحف ورقصوا على الأغاني الوطنية رافعين أعلام مصر، وما زاد من المشهد جمالا مشاركة عدد من السياح في هذه الاحتفالات مع تفاعلهم الشديد عليها، وهو وثق في مقاطع فيديو على منصّات التواصل الاجتماعي.
في الفيديوهات التي وثقها المصريين بعدساتهم ظهرت ملامح سعادة وتقدير السياح الزائرين لمصر لهذا الحدث التاريخي العظيم بافتتاح المتحف المصري، إذ ترجّل الزائرون من الأتوبيسات ووقفوا إلى جانب المصريين في المشهد، وشاركوهم الرقص على الأغنيات المختلفة. وانتابت المصريين حالة من السعادة الشديدة فور رؤية المشهد العفوي للسياح أثناء رقصهم مع المواطنين في الشوارع.
وشارك العديد من المثقفين والمشاهير حالة الاحتفال لدى المواطنين، بكتابة كلمات مؤثرة عن المتحف المصري الكبير، وتصميم صورهم بالزي الفرعوني.
فقال الإعلامي نشأت الديهي، عبر حسابه على منصة "إكس"، إن افتتاح المتحف "موعد مع التاريخ".

وأشار الإعلامي المصري عمرو أديب، عبر حسابه على منصة «إكس» إلى فرحة المصريين بالافتتاح، وقال: «المصريون طايرين بالمتحف كلهم لابسين فرعوني».

فعاليات رسمية
بقدر ما كانت محاولات استعادة مظاهر الهوية الفرعونيّة عفوية عبر مواقع التواصل الاجتماعي وفي الشوارع والمدارس، رفعت وزارة الثقافة شعار "معاً نعيد بناء الوعي ونستعيد هويتنا المصرية"، ضمن مبادرة أطلقتها الوزارة، تحت عنوان "مصر تتحدث عن نفسها"، تتضمن فعاليات عدة تمتد طوال شهر نوفمبر على شاشات المسارح والأوبرا وقصور الثقافة.

وقال وزير الثقافة أحمد هنو، في إفادة رسمية، أمس الجمعة، إن افتتاح المتحف المصري الكبير يمثل لحظة تاريخية فريدة، يتوحد فيها وجدان المصريين حول أحد أعظم منجزات العصر الحديث، بوصفه جسراً يربط الماضي المجيد بالمستقبل الواعد، ويرمز إلى استمرار الحضارة المصرية في إلهام الإنسانية عبر العصور".
التمسك بالإيجابيات
ويرى الدكتور سعيد صادق أستاذ علم الاجتماع السياسي أن سعي المصريين لاستدعاء هويتهم الفرعونيّة تزامناً مع افتتاح المتحف يرجع إلى رغبتهم المتحفزة في الشعور بشيء إيجابي، في ظل وسط يموج بالأحداث السلبية من حروب ونزاعات.
وأوضح أن الشخصية المصرية تسدعي كل ما هو إيجابي للتمسك به محاولة منها للتمسك بالحياة ومكابدة نكبات الأزمات التي تمر بها ، موضحا أنه في ظل ما يتابعه المواطن المصري من أحداث، وليس هناك أهم من هويته الفرعونيّة وآثاره التي لا يشاركه فيها أحد.

وشدد صادق أن الافتتاح منح المصري إحساساً بالزهو والفخر وبالتقدم والريادة، في وقت يشهد أوضاعاً سياسية واقتصادية صعبة، مشيراً في هذا الصدد إلى استراتيجية الحكومة في الترويج للمتحف والتسويق لمصر كلها من خلاله.







