و الأخيرة

رئيس مجلس الإدارة
أحمد عصام فهمي
رئيس التحرير
محمود الضبع

اختطاف الأطباء وآلاف القتلى

"الفاشر" تغرق في الدماء.. وتدخل مصري أمريكي لوقف اطلاق النار بالسودان

موقع الصفحة الأولى

تواصلت الدعوات الدولية لوقف القتال في مدينة الفاشر السودانية، ودعت الأمم المتحدة لإجراء محادثات فورية بين الجيش وقوات «الدعم السريع» التي أعلنت سيطرتها على المدينة أمس، فيما اتهمت شبكة «أطباء السودان» قوات «الدعم السريع» بـ«اختطاف» 6 من الكوادر الطبية، بينهم أطباء وصيدلي وكادر تمريض.

وأدانت القوة المشتركة لحماية المدنيين بإقليم دارفور، الجرائم التي ارتكبها الدعم السريع في مدينة الفاشر، مؤكدة أنها وثقت تصفية وقتل أكثر من ألفي مواطن أعزل، يومي 26 و27 أكتوبر الجاري.

وأوضحت القوة المشتركة في بيان، اليوم الثلاثاء، أن معظم الضحايا في الفاشر من النساء والأطفال والشيوخ، وهو ما وصفته بأنه "مشهد يندى له جبين الإنسانية".

وحمّلت القوة كل الداعمين للدعم السريع كامل المسؤولية الجنائية، والأخلاقية، والقانونية عما يجري من انتهاكات تمثل جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية، وجرائم إبادة جماعية.

وتوعد رئيس مجلس السيادة السوداني عبدالفتاح البرهان، أمس، بأنه سيحاسب جميع المجرمين الذين يستهدفون الشعب السوداني، مؤكدًا أن القوات المسلحة قادرة على هزيمة من يقتلون السودانيين.

وأضاف في خطاب متلفز، أن تقدير القيادة في الفاشر كان مغادرة المدينة، بسبب ما تعرضت له من تدمير ممنهج.

وذكر: "الجيش سيقتص لأهلنا الذين أصابهم الظلم في الفاشر"، مؤكدًا أن قوات الجيش "قادرة على تحقيق النصر وقلب الطاولة واستعادة الأراضي".

وشدد رئيس مجلس السيادة السوداني على أن "الشعب السوداني وقواته المسلحة سينتصران"، مؤكدًا عزم السودان على تطهير البلاد من المرتزقة.

الاتحاد الأفريقي

وأدان رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي محمود علي يوسف الثلاثاء «الفظاعات» و«جرائم الحرب» التي تحدّثت عنها تقارير من مدينة الفاشر

وأعرب يوسف في بيان على «إكس» عن «القلق البالغ حيال العنف المتصاعد والفظاعات التي تتحدث عنها تقارير» من المدينة، بينما أدان «جرائم الحرب المفترضة وعمليات قتل المدنيين التي تستهدف جماعات عرقية».

ودعا إلى «وقف فوري للأعمال القتالية وفتح ممرات إنسانية للسماح بوصول المساعدات المنقذة للحياة إلى السكان المتأثّرين»، كذلك، شدد على أن الحل العسكري للأزمة غير ممكن، داعيا جميع الأطراف للدخول في حوار و«الالتزام بعملية سلمية وسياسية شاملة».

إلى ذلك، أعلن المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، أن أنطونيو جوتيريش دعا إلى إجراء محادثات فورية لإنهاء القتال في السودان بعد سيطرة قوات «الدعم السريع» على الفاشر يوم الاثنين، وحث كلاً من القوات المسلحة السودانية وقوات «الدعم السريع» على التواصل مع مبعوثه الخاص إلى السودان، رمطان لعمامرة، دون تأخير، واتخاذ خطوات سريعة وملموسة نحو تسوية تفاوضية.

وأكد أن المساعدات الإنسانية يجب أن تصل إلى المدنيين بسرعة ومن دون عوائق، مشيراً إلى أن الفاشر والمناطق المحيطة بها كانت «بؤرة معاناة» لأكثر من 18 شهراً، حيث تحصد المجاعة والأمراض والعنف أرواح المدنيين يومياً.

جهود دولية

وفي إطار الجهود الدولية لإيقاف إطلاق النار، قالت وزارة الخارجية المصرية اليوم، إن الوزير بدر عبد العاطي بحث في اتصال هاتفي مع مسعد بولس، كبير مستشاري الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب للشؤون العربية والشرق الأوسط، تطورات الوضع في السودان.

وأكد الجانبان أهمية التوصل إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار، والحفاظ على وحدة السودان وسلامة أراضيه ومؤسساته الوطنية «بما يصون مقدرات الشعب السوداني ويحقق تطلعاته في الأمن والاستقرار».

بدوره، أكد مستشار الرئيس الإماراتي أنور قرقاش، على منصة «إكس»، أن خسارة الجيش السوداني لمدينة الفاشر تمثل محطة إدراك بأن المسار السياسي هو الخيار الوحيد لإنهاء الحرب الأهلية، مشيراً إلى أن الوضع الإنساني الحرج لا يحتمل مزيداً من التصعيد في السودان.

واندلعت الحرب بين الجيش السوداني وقوات «الدعم السريع» في أبريل 2023، بسبب صراع على السلطة خلال فترة انتقالية كان من المفترض أن تنتهي بإجراء انتخابات للتحول نحو حكم مدني.

وأدى الصراع إلى نزوح ملايين السودانيين ومعاناة أكثر من نصف السكان من الجوع والأمراض.

وتسيطر قوات «الدعم السريع» على إقليم دارفور المضطرب في غرب السودان، وكانت تحاصر مدينة الفاشر في ولاية شمال دارفور منذ 18 شهراً. ويسيطر الجيش على النصف الشرقي من البلاد.

تم نسخ الرابط