و الأخيرة

رئيس مجلس الإدارة
أحمد عصام فهمي
رئيس التحرير
محمود الضبع
موقع الصفحة الأولى

فى إسرائيل ا تفقت مناهج التعليم خاصة فى التاريخ والصهيونية مع نتاج مؤسسات الثقافة والتأليف الخاص، حتى كتب الأطفال بكل ما تحمله من خيال وأساطير، فالدارس لهذا يجد التقارب الشديد فى صنع صورة قاتمة كريهة للشخصية العربية، لتزيد الكراهية فى نفس الشخصية اليهودية من الطفولة حتى سن الكهولة فلا تتبدل أو تتغير، بل تزداد قناعة بأن الشخصية العربية لا تستحق الحياة . 

والباحثون فى مجال المناهج والنقد يرون فى التعليم الأولى الإسرائيلي وكتب الأطفال الخاصة ، بل والكتب الثقافية المتداولة من هيئة دوائر المعارف ، والموسوعات الرسمية للدولة ، كلها تعتمد على التلقين ، مع الشحن الفكري والوجداني ، وشأن هذا المنهج هو شأن المدارس ذات الطابع الأيديولجي المتكامل، مثل التوجه النازي ، والشيوعي ، والفاشي، وهى مدارس اعتمدت على التلقين السيطاني فى إقرار الطابع التلقينى سواء فى التعليم أو التثقيف ، فظهرت قوالب عنصرية وعدوانية واستعلائية طاغية . 

 بمعنى أنه أدى إلى تكوين أطفال وشباب يفكرون طبقا لأنماط فكرية جاهزة ومسبقة تقود بمسالكها الكريهة ضد العرب ، لقد بدت الشخصية العربية بعيدة عن الإنسانية ، وكذا تم تلويث التاريخ العربى فى برامج أعدت لهذا الهدف خصيصاً ، وانتهجت الثقافة نفس النهج ، تم التشويه المنظم للشخصية الفلسطينية . وكل هذا يسهل لدى اليهود عمليات الفتك بالعرب، ودوام العدوان عليه، بل وصل الأمر الأن إلى حتمية وضرورة القضاء على العرب نهائيا . 

 ونحن نلمس ذلك فى مسلك حكومة الكيان العدواني الكريه على العرب، والأهم أن هجومهم على الإسلام قد بدا من مؤلفات كل الدارسين اليهود والمستشرقين منهم.

مؤلفات خبيثة

والمؤلفات الخبيثة بدأت من أوضاع اليهود فى الجزيرة العربية لتبين أنهم ضحية – يا ولداه – بريئة لم ترتكب أية جرائم ضد المسلمين فى المدينة .. والمؤامرات اليهودية ضد المسلمين كانت منظمة لكنهم عندما ألفوا كتبهم أظهروا المسكنة التي تبرر عدوانهم .الأثم، وتظهر اليهود كالأطفال الوديعة التى تحكم فيها بأس الأخرين بشعارات كاذبة .. وقد تمثلت خطورة ذلك فى موسوعة النشئ الإسرائيلي " أنسايكلو بيدي لنوعر" والتى مازالت طباعتها مستمرة إلى الأن . وهى بالطبع قد أدخلت النشئ فى حالة كراهية شعورية ضد العرب وبالطبع تبرر سلوك العدوان المستمر من اليهود .

ونحن نتغافل بالطبع عن التفاصيل التى تثير حالة الغضب عند العرب – إذا ثاروا – أو غضبوا لا سمح   الله !!، ونبين الخطوط العريضة لمنهج اليهود على هذا النحو .   

وقد تنبه الباحث اليهودي " البروفيسور اديركوهين" فى بحثه باللغة العبرية فى أدب الأطفال بجامعة تل أبيب إلى خطورة ما يقدم للطفل الإسرائيلى حيث أجرى دراسته على ألف كتاب من كتب تثقيف الأطفال فى اللغة العبرية ، وقد أثبت البروفيسور كوهين فى بحثه المنشور بعنوان "محو عاروت  بمرآه " – وجه قبيح فى    المرآة - أن طريقة تلقين العداء للطفل اليهودى ضد العرب، قد تصيب نسبة كبيرة من اليهود بحالة من التوتر الدائم قد تزيد  عن 65% . 

وأثبت أن الصورة المتخيلة للإنسان العربى صورة مخفية ومرعبة، تلك الصورة المنتشرة فى كتب الأطفال الإسرائيليين ، وأن هذه الصورة تظهر العربي فى شكل قاتل أو مختطف للأطفال . وأن هذه الصورة وهذا الانطباع مستقر فى عقول ما يقرب من 78% من أطفال المدارس الابتدائية الإسرائيلية . 

وإن هذه الصورة تبدو للشخصية الإسرائيلية فردية جدا، فيتعمدون إظهاره فى وجه قبيح قذر صاحب أظافر طويلة وقد أجرى الباحث استطلاعا على الأطفال تبين أنهم مشتركون بالإيمان الراسخ فى جملة عبارات مثل " العرب يريدون قتلنا واحتلال مدننا وقذفنا فى البحر "وبالطبع هذه التصورات ، وتلك العبارات انعكست وظيفيا فى سلوك الأطفال الإسرائيليين فى تعبيرهم عن الرغبة فى التخلص من وجود العرب فى فلسطين باعتبارهم أجانب غير مرغوب فيهم لخطورتهم على اليهود . إن أسلوب الشحن النفسي والثقافي وزرع أسلوب الكراهية لن يأتى إلا بالنتائج العكسية .  

تم نسخ الرابط