و الأخيرة

رئيس مجلس الإدارة
أحمد عصام فهمي
رئيس التحرير
محمود الضبع
موقع الصفحة الأولى

أعزائي المحترمين.. الإخوة المرشحين جميعا. بل الإخوة النواب باعنتبار أن كل من يترشح هو نائب محتمل.
وأتمنى قبل الاستطراد أن تكون كلماتي خفية محتملة، لا ثقيلة وغامضة. وفقكم الله جميعا ووفق الناخبين المحترمين في أن تكون أرائهم ونقاشاتهم معبرة عنهم أصدق تعبير. 
فجميعكم يخوض أحد اصعب وأيضا أسهل انتخابات في تلك الدائرة.
ومن كان منكم يقترب من النجاح هو أيضا بعيد عنه حتى تقول الصناديق كلمتها.
ومن كان منكم مقتربا من السقوط ففرصته في النجاح قائمة حتى الساعات الأخيرة للتصويت.

لكن ما يهمني كمواطن قبل أن أكون صحفيا، هو مدى قدرتكم جميعا على شراء قطار. 
نعم هو بالضبط ما أقول.. شراء قطار.

فإلى الجنوب قليلا من الدائرة، عاصمة المديرية القديمة، وتحديدا في (نجع) حمادي. نجح أحد النواب الأفاضل، في تخصيص قطار ينطلق من محطة دائرته إلى القاهرة والعكس.
ودائما أسمع صوت موظف محطة الجيزة وهو يخبر أهالي الصعيد عنه، بصوت مميز. لكم أن تتخيلوه معي وهو يقول: القطار رقم  ٩٩٣ المتجة إلى نجع حماااادي يصلنا بعد دقائق..
ولكنه يؤكد على أن هذا القطار لا يقف على مدينة جرجا.

إن واحدة من أسهل المشكلات وأصعبها في ذات الوقت، هي أن تلك المشكلة.
هي عدم وقوف قطارات كثيرة وليس قطارا واحدا على محطة المدينة، المديرية، ذهابا وإيابا. 
ومن هذه القطارات ما كان يقف بالفعل ولكنه لم يعد يرى المحطة. بل وتسبب من قبل في حوادث لتوقيت وصوله قادما من القاهرة في وقت ذروة.
فهل سيتطلب الحل شراء قطار، أم أننا سنرى مرشحا له قدرات تسمح بإيقاف هذا القطار على محطة المدينة، عاصمة المديرية.. سابقا.

قوة الخدمات

إن الصحفي الذي يطالبه الناس بأن يعبر عنهم، قد يواجه السجن بتهم عديدة مقابل التعبير عن رأيه بطريقة يظنها الناس سهلة.
ولذا، سأخبركم أيها الأعزاء، عن دولة في جنوب شرق أسيا، أجابت على هذا السؤال. ( لماذا لا يقف القطار على محطة إحدى المدن كثيفة السكان هناك؟).
إذ قررت وزارة النقل أو والمواصلات في حكومتها، ألا تقف جميع القطارات على المحطة الكبيرة تلك. حتى تسمح لشركات الباص الكبرى  بالعثور على ركاب طوال الوقت. نظير ما تدفعه هذا الشركات للحكومة من رسوم. وقد باعت للشركات ما هو حق للجمهور.

وهذه واحدة من مساوئ تقديم قوة المال على قوة الخدمات والقدرات. لكن لا بأس إذا كان من بينكم من يستطيع شراء قطار. وإقناع الشركات التي تدفع للحكومة بأنه سيعوضها عن الضرر المادي المتوقع نتيجة اتجاه الجمهور القطار بدلا منها.

والمسألة فقط تتطلب أن يكون من بينكم من يستطيع حل هذه المشكلة السهلة، الصعبة، الممتنعة، بعلاقاته أو أو بأمواله.

فهل رأيتم؟! 
فحتى ولو كانت مشكلة سهلة تتطلب شراء قطار، فلن تحل إلا بتعويض شركات الباص الكبرى التي تدفع رسوما ضخمة للحكومة.
ولعل أحدكم إذا نجح في هذا، فإني سأهتف له في بث مباشر، وأقول شعارا لطيفا شاكرا جهوده (من غير رسوم.. من غير رسوم).

وأعدكم، أن من يفعل ذلك سأنتخبه، بل وأدعو له بالنجاح والفلاح، كونه لم يجعلني مضطرا للنزول في محطة نجع حمادي، بعدما تخيلت أن القطار سيقف رسميا على محطة المدينة عاصمة المديرية.
مع تحياتي...

نجع حمادي في 30 اكتوبر 2025
أخوكم المواطن 
صلاح عبدالرحيم الناجي
صحفي _  عضو نقابة الصحفيين المصريين

تم نسخ الرابط