رسالة إلى الحاج المرشح محمود أبو خروف
كيف حالك أيها الرجل الطيب، لعلك بخير.
أعلم أن هذه ليست المرة الأولى التي تتبرع فيها بالمال الوفير للخدمة العامة. ولن تكون الأخيرة وفق ما يكتبه الله عليك ولك.
ولكن هذه المرة هي الأسوأ، لأنك تستخدمه مباشرة في منافسة على مكسب سياسي. لم تكن بحاجة لهذا الموقع، ولم يكن هو أيضا بحاجة لك. فهذه ليست انتخابات بالأمر المباشر.
ودليل عدم احتياج هذا الموقع السياسي لك أنك لم تنجح بأموالك في أن تأتي مرشحا على القائمة. وهذا لا يعيبك فهناك غيرك ممن جائوا على القائمة لأسباب أخرى لم يكن من بين مقوماتها المال وحده.
فمنهم من جاء لاعتبارات الكوتة المتعلقة بالسن أو الطائفة أو النوع أو الفئة أو من المصريين بالخارج أو ذوي الاحتياجات الخاصة.
لكن في هذه المرة، أنت لست مميزا من بين هؤلاء الذين شملتهم الكوتة، كنت محل اختيار التفضيل من بين عموم المتنافسين. ولم يكن المال ميزة لديك وحدك. ولم تكن علاقاتك مثلا تسمح بالتزكية الملائمة للاختيار في هذا الاختبار. بحيث لا يسأل من اختارك عن السبب.
فكيف لبعض الناخبين إلا يعترضوا على صلاحيتك لتمثيلهم!!
ليس باعتبارك مرشحا عاديا بل باعتبارك مرشحا قويا. خطف القلوب، ويهدد بالسيطرة على العقول. تحت سطوة قوة تأثير المال. في وقت يلهث الناس فيه بينما تطاردهم قسوة الحياة وظروف العيش. مما يجعلهم معرضين للخداع.
السيد المرشح الطيب المحترم، الحاج محمود أبو خروف:
قد تمتلك المليار أو يزيد ولكن مالك وحده لا يكفي احتياجات أبناء دائرتك. ما قد يكفي بعض احتياجاتهم وليس كلها. هو أن تسمح قدراتك الشخصية بأن تكون موازيا أو على ذات قدر نواب حصلوا على خدمات لدوائرهم بالمليارات.
مطار سوهاج
ليس ابتداء من مطار سوهاج أو كوبري دار السلام الذي تبين فيما بعد أن موقعه الافضل كان البلينا. أو كوبري علوي للسيارات أو مقار جديدة لمصالح حكومية عديدة، أو مجمع مدارس كما الموجود في أرض المحلج، أو خدمات عامة وخاصة ممتدة لتطول الكثير من أبناء الدائرة وليس فقط من سيطارونك ليلا نهارا، سرا وجهرا للحصول على المال، ابتزازا أو تسولا.
المال وحده لا يكفي يا حاج محمود..
لم يكفيك مثلا للترشح على القائمة. فهل سيكفي الناخبين كلهم ليكونوا على خريطة الخدمات التي يحتاجونها من الحكومة!!
المال ينفق في كل الحالات كزكاة، أو كصدقات، أو دعاية أيضا. وما عند الله ابقى وما عند الحكومة حق.
هل ستكون أنت الحكومة بما لديك؟
الإجابة : لن تستطيع. ولم يستطع غيرك ممن مليارهم بالعملة الصعبة وليس الجنيه المصري.
هل الحكومة بما لديها كفت احتياجات الناخبين؟
الإجابة لا، لأن من يطالب بحقوق الناخبين لابد أن يكون بمواصفات وقدرات، الناخبون يعرفونها. والقائمة لا تأتى دائما بالأفضل لأن الأحزاب التي تختار ليست أفضل من الناخبين.. فبلا ناخبين لن تكون هناك أحزاب.
عزيزي الحاج محمود، هذا الرأي لا غرض له سوى الصالح العام والخاص أيضا، فأنت ستمثلني في دائرة لي صوت فيها، واعتز به كما اعتز بنفسي وبك وبغيرك.
وأخيرا..
دمت طيبا وبخير، متقبلا للنقد الواضح، عساه أن يبعد شيطانك عن حصانك فلا تسقط من موقع أنت فيه بنجاح، وبلا احتياج لمقعد نيابي..
اللهم إلا إذا كان هذا المقعد مما قد يساعدك في قضاء حوائجك الخاصة قبل حوائج الناس الخاصة والعامة. وهذا أيضا مما قد يسبب لك متاعبا، ومكاشفات وتساؤلات، أنت في غنى عنها بغيره.




